كيفية صلاة التهجد وقيام الليل من الأمور المهمة التي يجب أن يعلمها المُسلم، لأن صلاة قيام الليل والتهجد هما الصلوات التي يغسل العبد بها ذنوبه ويتخلص بها من حُب المعاصي، فلا غنى عنها في يومه، لذا في فِهم كيفية صلاتها يستطيع الجميع أداؤها بالشكل الواجب أن تكون عليه لكي يقبلها الله سبحانه وتعالى من المُسلم، وهو ما سنوضحه عبر موقع القمة.
كيفية صلاة التهجد وقيام الليل
صلاة التهجد هي شكل من أشكال صلاة قيام الليل، وهي الصلاة التي يستيقظ لها المُسلم من النوم لأدائها، وهي من النوافل المستحبة إلى الله، ويُطلق عليها صلاة جوف الليل، التي يقوم بها المسلم والناس نيام، وكان النبي صلاة الله عليه وسلم يداوم عليها ركعتين ركعتين، والعدد الأقل المُتفق عليه في هذه الصلاة هو ركعتان، وهو متفق عليه من العلماء.[1]
أما صلاة قيام الليل فهي التي لا يحتاج بها المسلم إلى النوم ومن ثم الاستيقاظ لصلاتها، لأنه يمكن أداؤها بعد صلاة العشاء وقبل الوتر قبل النوم مباشرةً، ولا يكون هُناك إثم على المسلم حال لم يصليها، لأنها من السنن المستحبة كذلك.
في عدد ركعات كلٍ من قيام الليل والتهجد نستشهد بالحديث النبوي الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ“.
عدد ركعات التهجد وقيام الليل
يحتاج بعض الأشخاص المداومين على هذه الصلاة إلى معرفة أقصى عدد ركعات يمكن أن يصليها المسلم في التهجد وصلاة قيام الليل، وفي ذلك يجب أيضًا الاستشهاد بما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.[2]
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقالَ: يا عَائِشَةُ، إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي“.
فقد كان يُصليها اثنان اثنان ويختم بالوتر، وكان لا يستزيد من عدد الركعات ما يفوق الـ 11 ركعة بالوتر، وهي الحد الأقصى لعدد ركعات قيام الليل والتهجد، لذا يجب أن يلتزم المسلم بذلك، وأن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في كافة ما كان يقوم به.
اقرأ أيضًا: متى تبدأ صلاة التراويح في رمضان
الخطوات التفصيلية لصلاة التهجد والقيام
ما زال هناك من يحتاجون إلى فهم ما يجب على المُسلم القيام بها لأداء صلاة التهجد وقيام الليل ظنًا منه باختلافها عن غيرها من الصلوات الأخرى، وفي ذلك ننقل كيفية صلاة التهجد وقيام الليل بالتفصيل:
- حال كان صلاة التهجد يستيقظ المسلم من نومه عاقدًا نية صلاة التهجد ويتجه للوضوء، وفي حال كانت قيام الليل فينتظر بعد العشاء بالقليل وقبل النوم ليعقد نية صلاة قيام الليل ويتوضأ.
- يقف في اتجاه القبلة ويكبر تكبيرة الإحرام ثم عليه قول دعاء استفتاح الصلاة ليبدأ به.
- قراءة سورة الفاتحة في الركعة الأولى وما تيسر من القرآن من سورة صغيرة.
- يركع بما يعتاد على قوله في الصلاة ويعود للركعة الثانية مع تكرار السورة الكبيرة والصغيرة ليسجد ويركع ويؤدي صلاته كاملة.
- يكبر عند الرفع من السجود ليكون جالسًا على ركبتيه، ويبدأ في قراءة التشهد كاملًا بالصلاة الإبراهيمية.
- يُسلم لتكون أول ركعتين ويختمهم بالوتر حال لا يرغب في صلاة أكثر من ركعتين.
- إذا كان يرغب في أداء 10 ركعات عليه قراءة التشهد بين كل ركعتين ويختم في النهاية بركعة الوتر.
وقت صلاة التهجد
الوقت هو سر اختلاط الأمر على الكثير من المسلمين بشأن هذه الصلاة وقيام الليل، ولكن في توضيحه يتبين الاختلاف بين صلاة التهجد وقيام الليل.
صلاة التهجد هي الصلاة التي يتمها المسلم في الثلث الأخير من الليل، أي بعد النوم والاستيقاظ بنية أدائها، أما صلاة قيام الليل يمكن أداؤها بعد صلاة العشاء مباشرةً لا مشكلة في ذلك.
كلاهما يمكن أداؤهما بالوقت من العشاء وحتى الفجر، دون موعد أو ساعة مُحددة، ولكن في التهجد يستطيع المُصلي الاكتفاء بالصلاة، أما في قيام الليل فهي العبادة بمُختلف الأشكال، حي يُصلي المسلم ويتعبد إلى الله بالأذكار والدعاء وما غير ذلك من مُختلف أشكال العبادات الممكنة في هذا الوقت.
هل صلاة التهجد تطوع
مُصطلح التطوع يُطلق على كل نافلة، أي كافة الصلوات التي يقوم بها الإنسان دون أمر واجب النفاذ من الله تكون تطوعًا منه، لذا فإن صلاة التهجد وناتج أنها نافلة وفي آخر الليل ولا تُحتسب ضمن الفروض الأساسية، فإنها تطوع من الإنسان رغبةً منه في التقرب من الله.
ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة ما يدل على أن كل عبادة تطوع من المسلم خير من الفروض الأساسية عليه، وهو: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ” [صحيح مسلم].
في هذا الحديث يتبين فضل صلاة التطوع، وكل صلاة تتم بعد العشاء تطوع وتقرب من الله، وتوضح نية العبد بالتخلص من الذنوب والمعاصي، والله يعينه على ذلك.
متى ينتهي وقت قيام الليل
في توضيح كيفية صلاة التهجد وقيام الليل سنعرض وقت انتهاء موعد صلاة قيام الليل وخاصةً أنه لا أذان لها، ولكن تبدأ بعد صلاة العشاء وتنتهي بأذان الفجر.
فلا يصح للمسلم صلاتها بعد الفجر اعتبارً منه أنها يُصليها قضاء، فهي ذات وقت مُحدد، إن فات موعدها لا قضاء لها، ولا إثم على من لا يصليها، بل جزائها وثوابها عظيم عند الله.
اقرأ أيضًا: الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح
حكم الجماعة في صلاة التهجد
أجاب الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم وهو عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر الشريف عن سؤال تلقاه من أحد التلاميذ على حسابه الرسمي على الفيس بوك عندما سُئل عن حكم صلاة التهجد في جماعة موضحًا أن صلاة التطوع تجوز في جماعة وفردية، واستشهد في ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم لكلا الأمرين.
بعد معرفة كيفية صلاة التهجد وقيام الليل يستطيع المسلم أداء العبادة التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، فكلاهما يندرجان تحت مُسمى عبادات التطوع وهي من أجمل العبادات التي تأخذ الإنسان إلى طريق الجنة في النهاية.