هل يجوز مفاخذة الزوجة وهي حائض؟ ما هو الإزار؟ هذه الأسئلة كثيرًا ما تطرح من قبل العديد من المسلمين لأن فيها اختلاف بين صفوفهم، إلا أن الدين الإسلامي والشرع قد أجاب عن هذه التساؤلات بمنتهى الوضوح والشفافية ولكن ليس الجميع يعلم بماهية الأمر، لذا سنعرض من خلال موقع القمة الأجوبة الشافية عن هذه الأسئلة بالأدلة والبراهين القاطعة من الكتاب والسنة.
هل يجوز مفاخذة الزوجة وهي حائض
يتساءل العديد من المسلمين رجالًا ونساءً هل يجوز مفاخذة الزوجة وهي حائض والإجابة عن هذا السؤال هي نعم، حيث يحل للزوجين كل شيء خلال فترة الحيض إلا الجماع الكامل، وتعرف المفاخذة بأنها ضرب من ضروب ممارسة الجنس بين الأزواج.[1]
فيه يقوم الزوج بإدخال ذكره فيما بين الفخذين لإحداث احتكاك ينتج عنه الشعور بالاستمتاع، ولكن لا يحل للرجل أن يقرب من فرج زوجته وهي حائض؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد نهى عن ذلك نهيًا تامًا ووصف المحيض بأنه أذى.
“عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أنَّ اليَهُودَ كَانُوا إذَا حَاضَتِ المَرْأَةُ فيهم لَمْ يُؤَاكِلُوهَا، ولَمْ يُجَامِعُوهُنَّ في البُيُوتِ فَسَأَلَ أصْحَابُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هو أذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في المَحِيضِ} [البقرة: 222] إلى آخِرِ الآيَةِ…
فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اصْنَعُوا كُلَّ شيءٍ إلَّا النِّكَاحَ فَبَلَغَ ذلكَ اليَهُودَ، فَقالوا: ما يُرِيدُ هذا الرَّجُلُ أنْ يَدَعَ مِن أمْرِنَا شيئًا إلَّا خَالَفَنَا فِيهِ، فَجَاءَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، وعَبَّادُ بنُ بشْرٍ فَقالَا يا رَسولَ اللهِ، إنَّ اليَهُودَ تَقُولُ: كَذَا وكَذَا، فلا نُجَامِعُهُنَّ؟ فَتَغَيَّرَ وجْهُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى ظَنَنَّا أنْ قدْ وجَدَ عليهمَا، فَخَرَجَا فَاسْتَقْبَلَهُما هَدِيَّةٌ مِن لَبَنٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأرْسَلَ في آثَارِهِما فَسَقَاهُمَا، فَعَرَفَا أنْ لَمْ يَجِدْ عليهمَا” [رواه أنس بن مالك، وحدثه مسلم، المصدر: صحيح مسلم].
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال بعد الفجر في صيام القضاء
ما هو الإزار
الإزار هو نفسه المفاخذة ولقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث عنه، فكان عندما يريد أن يباشر إحدى زوجاته وهي حائض طلب منها أن تلف الإزار، والإزار هو فوطة أو قطعة من القماش تلف بها منطقة الخصر وما تحتها وتسترها بالكامل، ويحق للرجل هذا النوع من الجماع غير الكامل بأن يباشر زوجته في أماكن معينة وهي من أول السرة إلى أعلى الصدر.[2]
يقول في ذلك فضيلة الإمام عبد العزيز بن باز:
“ يحل له كل شيء ما عدا الجماع، والحديث هذا ضعيف، والنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: اصنعوا كل شيء إلا النكاح رواه مسلم، وكان يأمر عائشة ونساءه أن يأتزرن عندما يريد مباشرتهن، فهذا أفضل مستحب له أن يأمرها بالاتزار إذا أراد المباشرة؛ لأنه أبعد عن الوقوع فيما حرم الله، لكن ليس بواجب، الواجب: تجنب الوطء فإذا تجنب الوطء فلا بأس أن يباشر بدنها ولو مس فخذها أو مس فرجه فخذها لا يضر”.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الإفطار لمرضى التهاب الحلق
لماذا أجيز الإزار في الإسلام
ما كرم دين ولا شرع في الحضارة منذ بدء الخليقة كيان المرأة مثلما كرمه وأعزه الإسلام، فإن المرأة قديمًا كانت تستعبد وتذل وتهان ويمارس ضدها أشد أنواع العنف الجسدي والمعنوي، فعلى سبيل المثال كانت تجبر في عصر الرومان على ممارسة الجنس وهي حائض، وكانت تجبر على أن يطأها أكثر من رجل والمرأة بطبيعتها الفطرية لا تحبذ تعدد الرجال عليها.
كان اليهود حتى وقتنا الحالي إذا حاضت المرأة يحقرونها ويعتزلونها ويتعاملون معها على أنها رجس وكائن نجس، فلا يأكلون معها ولا يشربون ولا يجلسون في مكان هي موجودة فيه، لذا أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن المرأة الحائض يجوز الأكل والشرب معها ويجوز النوم إلى جوارها ويجوز احتضانها ومباشرتها أيضًا دون مس الفرد والجماع.
أما الإجابة المحددة عن سبب إجازة الإزار في الشريعة الإسلامية فالأسباب متعددة، فعلى سبيل المثال أجيز لنفي فكرة أن المرأة مخلوق نجس وقت حيضه وهي معززة مكرمة وإنما الحيض الذي يأتيها كل شهر ما هو إلا نعمة وفضل وتكريم من الله.
لكي تتمكن من حمل طفل في أحشائها والأمر بالكامل خارج عن إرادتها ومرهون بإرادة الله فقط، ثانيًا لكيلا يضل الزوج وتغلبه شهوته خلال هذه الأيام فينجرف وراء المعصية مع امرأة أخرى غير زوجته ويقع في الحرام.
من خلال الإجابة عن سؤال هل يجوز مفاخذة الزوجة وهي حائض يتوجب علينا جميعًا أن نحمد الله ونشكره على نعمة الإسلام، لما وسمه فيه من اليسر والتكريم والتعزيز للإنسان.