متى فرض صيام شهر رمضان المبارك؟ وما هو فضل صيام شهر رمضان المبارك؟ يعتبر شهر رمضان من الأشهر الفضيلة التي ينتظرها المسلمون طوال العام، حيث إنه له فضل كبير، ولكن يجب على كل فرد بالغ أن يعرف متى فرض الصيام، وهل كان مفروض على المسلمين فقط، وذلك ما سوف نتعرف عليه من خلال موقع القمة.
متى فرض صيام شهر رمضان المبارك
يعتبر شهر رمضان هو شهر الصيام عند المسلمين، حيث قال الله في كتابه العزيز، }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ [البقرة-183] حيث فرض الصيام على كل مسلم ومسلمة.[1]
تجدر الإشارة إلى أنه حين فرض الله الصيام على المسلمين كان وقتها في شهر شعبان بالتحديد من العام الثاني من هجرة الرسول الكريم إلى المدينة المنورة، الأمر الذي جاء بالتزامن مع تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة بشهر واحد تقريباً، حيث أصبح الصيام على الفرد القادر البالغ العاقل.
كما أن السنة النبوية ذكر فيها فرضية الصيام على المسلمين، حيث قيل عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ“[صحيح البخاري].
اقرأ أيضًا: حكم صيام دين رمضان في شعبان
مراحل فرض صيام شهر رمضان المبارك
في الفقرة السابقة تعرفنا على متى فرض صيام شهر رمضان المبارك، ولكن يجب التنويه إلى فرض صيام شهر رمضان مر بالعديد من المراحل، والتي سوف ننوه عنها في المذكور أدناه:
1- المرحلة الأولى من فرض الصيام
كان الصيام في هذه المرحلة والمعترف به عند العديد من القبائل هو صيام يوم العاشر من شهر محرم الذي يطلق عليه يوم عاشوراء، حيث إن قبيلة قريش كانت تتخذ من اليوم صيام في زمن الجاهلية.
كما أن الرسول الكريم كان يصومه في مكة المكرمة قبل أن الهجرة إلى المدينة، بالإضافة إلى أنه ظل يصوم العاشر من محرم حتى بعد أن استقر في المدينة المنورة.
من الجدير بالذكر أن الرسول أمر المسلمين بصيام عاشوراء حتى نزل في القرآن صيام شهر رمضان، فخيرهم الرسول بين صيام رمضان وبين صيام عاشوراء، حيث فرض صيام عاشوراء في السنة الأولى من الهجرة، وفي السنة الثانية من الهجرة تم نسخه بصيام رمضان.
2- المرحلة الثانية في الصيام
تعتبر هذه المرحلة التي فرض الله صيام شهر رمضان فيها نص صريح في القرآن الكريم، بالإضافة إلى أنه جعل صيام عاشوراء واجب مستحب وأداء الفدية عند التأخير.
تجدر الإشارة إلى جاء في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة الآية 183 : 184].
3- المرحلة الثالثة من فرض الصيام
في المرحلة الثالثة من الصيام كان المسلم يمكنه تسديد فدية في مقابل التأخير عن الصيام، ولكن في هذه المرحلة أصبح الصيام فرض دون تأخير، جاءت هذه المرحلة بنسخ فرض صيام رمضان على كل المسلمين بدون تأخير، منذ طلوع الفجر حتى غروب الشمس.
حيث جاء في قوله تعالى }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ [البقرة: الآية 185].
فضل شهر رمضان المبارك
عند الإشارة إلى متى فرض صيام شهر رمضان المبارك، تجدر الإشارة إلى أن الشهر له الكثير من الأفضال على المسلمين، ومن أهم هذه الفضائل الآتي:
1- مغفرة الذنوب
إن شهر رمضان هو الشهر الذي يكون طوق النجاة للمسلمين، حيث قال الرسول أن الشخص يكفر له ذنوبه من رمضان إلى رمضان، حيث قيل عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“[صحيح البخاري].
2- استجابة الدعاء
واحدة من أهم فضائل الشهر الكريم هي استجابة الدعاء وقت الصيام، حيث يكون المسلم حريص كل الحرص أن يدعو الله بكل ما يريد وهو على يقين إن الله لا يخيب يد رفعت له في هذا الشهر، عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ إنَّ للصائمِ عندَ فطرِه لدعوةٌ مستجابةٌ“[صحيح مسند].
3- البعد عن المعاصي والفواحش
الشخص الذي يصوم يبتعد عن ارتكاب المعاصي التي تغضب الله، حيث إن مفهوم الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، ولكن يكون صيام عن ارتكاب الرذائل والفواحش وذلك لكي يرضى الله عن العبد ويرزقه الثواب العظيم.
حيث جاء في السنة النبوية عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ” الصِّيامُ جُنَّةٌ، وإذا كان أَحَدُكم يَوْمًا صائمًا فلا يَرْفُثْ، ولا يَـجْهَلْ، وإنِ امْرُؤٌ قاتَلَه أو شاتَـمَه فلْيَقُلْ: إنِّي صائِمٌ، إنِّي صائِمٌ” [صحيح مسند].
اقرأ أيضًا: حكم من نذر الصيام ولم يستطع
4- تفتح أبواب الجنة
تعتبر هذه الفضيلة لها تأثير كبير على المسلمين في شهر رمضان، حيث قال الرسول الكريم في سنته النبوية، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ” إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ” [صحيح مسلم].
حيث يعد الحديث دافع كبير لكي يسرع المسلمون في فعل العمل الصالح والإقبال على الله بكل ما يرضيه ويكتب لهم الثواب والجزاء العظيم يوم القيامة.
حين فرض الله الصيام في شهر رمضان كان الأمر له وقت محدد، بالإضافة إلى أن الأمر جاء وفق العديد من المراحل التي تتدرج فيها حتى أصبح فرض.