هل تمطر في ليلة القدر؟ وما هي علامات ليلة القدر الصحيحة؟ حيث يترقب المسلمون ليلة القدر بفارغ الصبر من العام إلى العام، نظرًا لما لها من فضل عظيم، لذلك فيحرص كافة المسلمين على معرفة علامات ليلة القدر ودلالاتها المختلفة حتى يتمكنوا من إدراكها ويقوموا بالعبادات والطاعات والتقرب إلى الله عز وجل، لذلك ومن خلال موقع القمة نتعرف إلى تفاصيل ليلة القدر العظيمة.
هل تمطر في ليلة القدر
ورد في بعض الروايات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أن من علامات ليلة القدر هي نزول المطر فيها، ولذلك اختار البعض من أهل العلم أنه يمكن أن يكون المطر واحدًا من علاماتها، كما قال آخرون بأنه لا يعد من علاماتها وهذا لأن بلاد المسلمين ممتدة ولا يمكن أن تمطر في ذات الليلة فيها كلها.[1]
كما قد ورد عن أي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
“كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يجاوِرُ في العَشرِ الَّذي في وسطِ الشَّهرِ فإذا كانَ مِن حينِ يمضي عِشرونَ ليلةً ويستَقبلُ إحدَى وعِشرينَ يرجِعُ إلى مسكنِهِ ويرجِعُ مَن كانَ يجاورُ معهُ ثمَّ إنَّهُ أقامَ في شَهرٍ جاورَ فيهِ تلكَ اللَّيلةَ الَّتي كانَ يرجِعُ فيها فخطبَ النَّاسَ فأمرَهُم بما شاءَ اللَّهُ ثمَّ قالَ إنِّي كنتُ أجاوِرُ هذهِ العشرَ ثمَّ بدا لي أن أجاوِرَ هذهِ العشرَ الأواخرَ فمَن كانَ اعتكفَ مَعي فلْيثبُتْ في مُعتكَفِهِ وقد رأيتُ هذهِ اللَّيلةَ فأُنسيتُها فالتَمِسوها في العشرِ الأواخرِ في كلِّ وِترٍ وقد رأيتُنى أسجدُ في ماءٍ وطينٍ” [صحيح النسائي].
اقرأ أيضًا: دعاء ليلة القدر للشيخ ادريس ابكر
علامات ليلة القدر الصحيحة
في إطار الإجابة عن سؤال هل تمطر في ليلة القدر، يرجى العلم بأن ليلة القدر هي ليلة عظيمة اختصها الله سبحانه وتعالى بالفضل الكبير، كما جعل موعدها بالتحديد مخفيًا عن سائر العباد حتى يتنافسوا ويجتهدوا في العبادة في جميع الليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك، مع العلم بأن لليلة القدر بعض العلامات التي تتمثل فيما يلي:
1- صفاء السماء وشروق الشمس بغير شعاع
يعني ذلك أن السماء بها تكون صافية وساكنة، والجو يكون فيها معتدلًا، بحيث إنه غير بارد أو حار، كما أن الشمس تخرج في صباحها من دون شعاع وتشبه القمر إلى حد كبير في ليلة القدر.[2]
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الشمس حينها “أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ لا شُعَاعَ لَهَا” [صحيح مسلم]، والشعاع هنا هو الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون على هيئة حبال أو قضبان تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها.
2- السكينة والطمأنينة
السكينة هي راحة القلب ونشاطه من أجل أداء الطاعات، بالإضافة إلى تلذذه بالعبادة أكثر من كافة الليالي الأخرى، ويرجع ذلك إلى قيام الملائكة بإنزال السكينة على قلوب العباد، حيث قال الله تعالى: {تنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، [القدر: 4 – 5].
كما يكرم الله تعالى البعض من عباده الصالحين بإحساس داخلي وشعور في القلب بالاطمئنان إلى موافقتهم على قيام ليلة القدر، حيث يكون ذلك نتيجةً لإقبالهم إلى الله سبحانه وتعالى والتضرع إليه بالطاعات والعبادات المختلفة، حيث إن المسلم إذا أحس بهذا الشعور فإن أفضل ما يدعو به في تلك الليلة هو قول “اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي“.
كما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقالت “قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها قالَ قولي اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي” [صحيح الترمذي].
3- تكون ليلة وترية أي فردية من العشر الأواخر
حيث يرجع ذلك إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم “وقد رأيتُ هذهِ اللَّيلةَ فأُنسيتُها فالتَمِسوها في العشرِ الأواخرِ في كلِّ وِترٍ” [صحيح النسائي].
ما هي أفضال ليلة القدر
في إطار الحديث عن هل تمطر في ليلة القدر، فإن ليلة القدر هي إحدى الليالي التي اختص الله عز وجل بها أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما فضل الله هذه الليلة على غيرها من الليالي الأخرى، بالإضافة إلى أن فعل الخير فيها ليس كفعل الخير في غيرها، حيث إن العمل الصالح فيها خير من العمل لألف شهر مما سواها، ومن أبرز فضائل ليلة القدر ما يلي:
- نزول سورة كاملة عن فضلها: حيث إن هذه السورة قد سميت باسمها كذلك، بالإضافة إلى أن القرآن الكريم قد نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيها، وينزل فيها كذلك جبريل عليه السلام ومعه الملائكة إلى السماء الدنيا ويبقون فيها يؤمنون على أدعية الداعين حتى مطلع الفجر لقوله تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}، [القدر: 4].
- ليلة سلام وأمان: حيث إن الله يقدر فيها كل الخير والسلامة، لقوله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، [القدر: 5].
- مغفرة كبيرة لكافة الذنوب: حيث إن قيام ليل ليلة القدر ابتغاءً لوجه الله عز وجل، أحد أهم أسباب غفران ما تقدم من ذنوب العبد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [صحيح البخاري].
ما هي الحكمة من معرفة علامات ليلة القدر
في إطار الإجابة عن سؤال هل تمطر في ليلة القدر، يرجى العلم بأن لمعرفة علامات ليلة القدر العديد من الحكم، والتي تتمثل فيما يلي:
- إن معرفة العلامات المتعلقة بليلة القدر من شأنها أن تُدخل السرور إلى قلب المسلم، حيث أحيا هذه الليلة بالطاعات والعبادات، فيعمل المسلم على شكر الله سبحانه وتعالى على توفيقه لقيامها، بالإضافة إلى شعوره بالمسؤولية في حال كان مقصرًا فيها.
- تعتبر معرفة ليلة القدر بشارة سارة وخير بالنسبة إلى المسلم الحق، حيث يتم مضاعفة أجره وثوابه، نظرًا إلى أن العبادة فيها تساوي عبادة عُمر الإنسان بالكامل.
- تعتبر هذه العلامات من أهم وأبرز الأدلة على صدق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبرنا به.
اقرأ أيضًا: دعاء ليلة القدر لقضاء الحاجة
سبب تسميتها بليلة القدر
كان أهل العلم قد ذكروا عدة أسباب من أجل تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، والتي هي:
- الدلالة على عظمة شأنها وقدرها، حيث إن القدر يعني الشرف.
- من أجل تقدير وكتابة الله عز وجل فيها ما سيحدث في هذا العام.
- عظم الأجر وقدر العبادة في هذه الليلة، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“.
مما لا شك فيه أن ليلة القدر واحدة من أعظم ليالي العام، ومن أهم ليالي شهر رمضان المبارك، نظرًا لأفضالها العظيمة على سائر المسلمين وقدرها العظيم عند الله سبحانه وتعالى.