هل يجوز ممارسة العادة عند الضرورة في رمضان؟ وما هو حكم ممارستها في رمضان؟ حيث تعد العادة السرية عملية استمناء واستثارة جنسية بهدف الوصول إلى النشوة الجنسية ويعتاد عليها الكثيرون بالرغم من أضرارها المعروفة، لذا يساهم موقع القمة في معرفة حكم ذلك الأمر ومدى تأثيره على الصيام.
هل يجوز ممارسة العادة عند الضرورة في رمضان
تتم العادة السرية من خلال لمس الأعضاء التناسلية للوصول إلى النشوة الجنسية، فهي محرمة تحريمًا تامًا في غير رمضان لما لها من أضرار على صحة الإنسان النفسية والبدنية.[1]
كما أكد بعض فقهاء الدين إنها تبطل الصيام ويجب القضاء، وقال البعض الآخر إنها تجوز عند الضرورة، لذا تأتي أغلب الحكام في ذلك الأمر فيما يلي:
1- مركز مشيخة الأزهر
ذهب جمهور العلماء إلى تحريمها تحريمًا مطلقًا وذلك لقول الله تعالى {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [سورة المؤمنون- 5:6] لكن ذهب البعض على أنها تجوز عند الضرورة عوضًا عن الزنا.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الإفطار قبل 80 كيلو
2- ابن قدامة في كتابه (المغنى)
في إطار استكمال معرفة هل يجوز ممارسة العادة عند الضرورة في رمضان، نجد أن ابن قدامة في كتابه المغنى قال إن الشخص إذا استمنى بيده فإن فعله محرمًا، لكن لا يفسد صومه إلا أن ينزل فإن نزل فسد صومه لأنه في معنى القبلة في إثارة الشهوة.
لذا يرى ابن قدامة أن هذه العادة محرمة في رمضان وفي غير رمضان، لكن في رمضان تكون أكثر حُرمة وذلك لانتهاك الشهر الفضيل بتعمد إبطال الصوم.
3- رأي ابن تيمية
أما عن ابن تيمية فقد قال إن الاستمناء باليد من الأفعال المحرمة عند جمهور العلماء وهو أصح القولين في مذهب أحمد وكذلك يعزر من فعله، وفي القول الآخر هو مكروه غير محرم وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ولا غيره.
لكن نقل عن طائفة من الصحابة والتابعين أنهم رخصوا فيه للضرورة مثل أن يخشى الزنا فلا يحمي نفسه إلا به، أو يخاف من المرض إن لم يفعل ذلك، وهذا قول أحمد وغيره وأما بدون الضرورة فما علمت أحدًا رخص فيه.
4- رأي الألباني
من خلال المساهمة في معرفة هل يجوز ممارسة العادة عند الضرورة في رمضان، قال الألباني أن الاستمناء حرام في رمضان ولكنه لا يفطر صاحبه، ويكون الإفطار على من جامع زوجته في نهار رمضان.
5- المذهب الحنفي
في إطار المساهمة في معرفة هل يجوز ممارسة العادة عند الضرورة في رمضان، كان رأى المذهب الحنفي أن الاستمناء بالكف لا يفسد الصوم إذا لم يحدث نزول للمني، وإذا حدث بعد ذلك، فإن الصوم باطل ويجب على الشخص القضاء.
حكم ممارسة العادة السرية في ليل رمضان
من خلال التعرف على إجابة السؤال الشائع هل يجوز ممارسة العادة عند الضرورة في رمضان، فيمكن القول إن أغلب العلماء قد اتفقوا على أن الاستمناء في ليل رمضان لا يؤثر على الصيام.
لكن هذا الفعل يظل حرامًا ومكروهًا، حيث يمكن لنا التعرف على بعض آراء العلماء في حكم ممارسة العادة السرية ليلًا في رمضان من خلال الآتي:
- قال الإمام أحمد أنه قد جاءه شاب ذات مرة وقال له فيما معناه أنه يكون في حالة رغبة شديدة فيدلك ذكره حتى يتم نزول المني، قال له هو خير من الزنا.
- قال الدكتور محمد سعد البوطي رحمه الله عليه أن أكثر الفقهاء وعلماء الشريعة الإسلامية قد قرروا تحريم الاستمناء باليد، وكان في مقدمتهم فقهاء الشافعية والمالكية.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال بعد الفجر في صيام القضاء
كيفية التخلص من العادة السرية
من خلال التطرق إلى معرفة هل يجوز ممارسة العادة عند الضرورة في رمضان، فيمكن التلخيص بإن الاستمناء في نهار أو ليل رمضان حرام شرعًا ولكن الفرق أنه في نهار رمضان قال أغلب العلماء أنه يبطل الصيام ويجب قضاء اليوم أما في الليل فلا يبطله.
حيث يجب على من اعتاد هذه العادة أن يقلع عنها وأن يتوب إلى الله، وقد حدد العلماء بعض الخطوات التي يمكن من خلالها الإقلاع عن هذه العادة للأبد، وتتمثل تلك الخطوات في:
- يقول العلماء أن الحل الجذري لهذه المشكلة هو الزواج عملًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا معشَرَ الشَّبابِ، مَنِ استطاع منكم البَاءَةَ فلْيتزوَّجْ” [الراوي: عبد الله بن مسعود].
- غض البصر من ضمن الخطوات المهمة لأن النظر إلى الصور الفاتنة يؤدي إلى ارتكاب المعصية.
- يجب على من يرغب في الإقلاع عن هذه العادة أن يكون راغبًا في طاعة الله والامتثال لأمره وتجنب غضبه وسخطه.
- إشغال النفس والفكر بأشياء أخرى بعيدة عن هذه العادة حتى لا يغلبك الوسواس.
- معرفة بعض أضرار العادة السرية والتي تأتي في (ضعف البصر والأعصاب، ضعف العضو التناسلي، آلام الظهر وهكذا…) وغيرها من الأضرار التي ذكرها الأطباء.
- معرفة أضرار العادة السرية النفسية مثل (وخز الضمير، القلق، الوصول لدرجة تضييع الصلوات).
- اللجوء إلى الله بالتضرع والدعاء والصلاة.
- التحلي بالصبر والعفة عن المحرمات.
- عدم الاستسلام للشيطان مع التحلي بالإرادة والعزيمة.
- إزالة القناعات الخاطئة بأن هذه العادة تكون حماية للنفس من الزنا، ذلك لأنها ستظل معصية.
- إنهاء العلماء عن مبيت الشاب وحيدًا، بل يجب أن ينضم للمجموعات حتى يمنع نفسه من القيام بالعادة.
- كثرة الصوم التي تعمل على كسر حدة الشهوة.
- إن كان الإنسان قد عزم على عدم الرجوع لها، وغلبته نفسه فعاد، لا ييأس من روح الله ويعمل على المبادرة بالتوبة والاستغفار.
- الالتزام بالآداب الشرعية عند النوم وتجنب النوم على البطن ويجب النوم على الشق الأيمن.
من خلال معرفة أن الاستمناء لا يبطل الصيام ما دام لم ينزل مني، إلا أنه يجب الإقلاع عن تلك العادة لما لها من أضرار نفسية وجسدية تؤثر على الشخص فيما بعد.