ما هي مفسدات الصيام المعنوية؟ وما هي المفطرات الحسية؟ فمن المعروف لدى الناس أن المفطرات الحسية كالأكل والشرب والجماع، ولكن هناك العديد من الأمور الأخرى التي يمكن أن تؤثر على صحة الصيام ويجهلها الكثيرون، لذا سنتناول تلك الأمور بشيء من التفصيل من خلال موقع القمة.
مفسدات الصيام المعنوية
هناك نوعين من مبطلات الصيام منها ما هي مبطلات حسية، وهي المتعارف عليها مثل الأكل والشرب والجماع وغيرها من المفطرات، وهناك مفطرات معنوية وتتمثل في الغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور والظلم وغيرها من الأمور غير الأخلاقية.[1]
من الجدير بالذكر أن مفسدات الصيام المعنوية تعد أكثر خطورة وضرراً على الصائم من المفطرات الحسية، وذلك بالرغم من أن المفطرات الحسية تتحدد في أمور خلال فعلها طوال العام وفي أي وقت ما عدا فترة الصيام، في حين أن المفطرات المعنوية لا تتحدد في رمضان أو غير رمضان.
ولقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف أهمية ترك مبطلات الصيام المعنوية ووضح أهميتها عن مبطلات الصيام الحسية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ” [صحيح الترمذي].
كما ذكر أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا” [صحيح البخاري].
من الأحاديث السابقة نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بترك الغيبة والنميمة والشتم فإن شتم قال إني صائم، وذلك يدل على ضرورة كف اللسان عن الأذى وعن الكذب وجميع مفسدات الصيام المعنوية التي ذكرناها.
اقرأ أيضًا: مبطلات الصيام في القرآن
ما الفرق بين المفطرات الحسية والمفطرات المعنوية؟
هناك الكثير من الفروقات بين المفطرات الحسية والمفطرات المعنوية وفيما يلي سوف نتعرف على كل منها كما يلي:
1- المفطرات الحسية
إن المفطرات الحسية تتمثل في عدم الإمساك عن الطعام والشراب والجماع، والاستمناء، أو حتى الإنزال بشهوة، أو القيء عن عمد، وأيضًا الحجامة واستخدام إبر الدم أو الإبر المغذية مثل إبر الفيتامينات وغيرها من الإبر التي تحل محل الطعام والشراب وغيرها من المفطرات التي ذكرت في كتاب الله والسنة الشريفة.[2]
وكل تلك المفطرات لابد من أن نمسك عنها منذ طلوع الفجر وحتى الغروب، من يقوم بإحدى تلك المفطرات فعليه أن يعلم أن صيامه يفسد وعليه قضاء ذلك اليوم أو تقديم فدية إطعام مسكين، وعليه القضاء وكفارة إطعام ستين مسكين أو الصيام شهرين متتالين في حالة ان قام بالجماع في نهار رمضان.
2- المفطرات المعنوية
أما عن المفطرات المعنوية فهي تتمثل في الغيبة والنميمة والكذب وقول الزور والظلم والافتراء وتتبع عورات المسلمين، وكذلك سماع الأغاني، ومثل هذه المفطرات فهي تنقص من أجر المسلم وقد تمحيه تماماً ولكن لا تبطل الصيام وليس عليه أن يقضي ذلك اليوم.
إن المسلم في نهار رمضان عليه أن يقوم بالامتناع عن المفطرات الحسية وأيضاً المفطرات المعنوية حتى يأخذ أجر صيامه بالكامل، أما إذا لم يهتم بالمفطرات المعنوية فسوف يكون من الذين ليس لهم من الصيام سوى الجوع والعطش.
اقرأ أيضًا: مبطلات الصيام عند الرجل
فضل ترك مفسدات الصيام المعنوية
لقد ذكر العلماء أن الصيام لا يتم بترك المباحات فقط ويقصد بها مفسدات الصيام الحسية، حيث إنه لا بد على العبد أن يتقرب إلى الله بترك المحرمات في كل زمان وهي مفسدات الصيام المعنوية.
وتتمثل تلك المحرمات في: المعاملات الربوية أي الربا، والغش، والخداع، وأخذ المال بغير حق، وكسب المال الحرام، ونحو ذلك كالسرقة، والنهب، وهذه محرمة في كل وقت، وتزداد حرمتها مع أفضلية الزمان كشهر رمضان.
علينا أن نهتم قليلًا بمفسدات الصيام المعنوية كما نهتم بمفسدات الصيام الحسية فهم بنفس ذات الأهمية، ولا بد على كل مسلم أن يتعلم أحكام وآداب صيامه حتى يكون صحيح ويتقبله الله ويعطيه الأجر والثواب العظيم.