نية قضاء الصيام للحائض أهي واجبة أم لا هذا ما تتسأل حوله الكثير من السيدات اللواتي من الممكن أن يتذكرن واجب الصوم فجأة خلال اليوم، وربما هُناك إحداهن لم تتذكر الصوم طوال السنة وتذكرت في شعبان، وحاولت الصوم في يومٍ عادي دون إدراك النية وتتسأل ما إذا كان ذلك صحيحًا، لذا نحن نُجيبكم عن كل أسئلتكم من خلال موقع القمة.
نية قضاء الصيام للحائض
تُروى الكثير من الأقاويل حول نية قضاء الصيام للحائض فهذا الموضوع هو محل قلق لكثير من النساء، ومن المعروف أن النية واجبة في صيام الواجب لا محالة، لكننا في الآتي نُجيبكم عن الأسئلة الشاكة أكثر حول هذا الموضوع، وغيره فيما يخص صيام الحائض.[1]
على كل مؤمنة أن تنوي الصيام قبل أيام القضاء فهو واجب بإجماع من العلماء جميعًا، فعلى كل مؤمنة أن تقضي ما فاتها من أيام الصوم في الشهر الكريم، فإذا صادفها النفاس أو الحيض في شهر رمضان فواجب عليها الإفطار، بينما لم يوجب الله قضاء الصلاة على الحائض فذلك من رحمة الله بها.
يُثبت ذلك قول أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها حيث “سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ” [عائشة أم المؤمنين – حديث صحيح].
كان في هذا الوقت الخوارج يفرضون ما لم يأمر الله به، لذا عندما سألت هذه السيدة أم المؤمنين قالت أحروية أنت؟ ثم فسرت لها السيدة عائشة أنه في وقت الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عندما كانت تُصيب النساء الدورة الشهرية كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يأمرهم بقضاء الصوم فقط، ولا يأمرهم بقضاء الصلاة.
اقرأ أيضًا: حكم من نذر الصيام ولم يستطع
متى يكون الصيام واجب على المرأة
أجمع كل علماء الدين على أن المرأة يتوجب عليها الصيام، كما تتوجب نية قضاء الصيام للحائض، وكل الطاعات عند بلوغها، وقد أكد ذلك: “…ألم تعلم أنَّ القلمَ رُفِعَ عن ثلاثةٍ: عنِ المُبتلَى حتى يُفيقَ، والنائمِ حتى يستيقظَ، والصبيِّ حتى يعقِلَ…” [على بن أبي طالب – صحيح].
القضاء للمرأة في أي وقت من السنة
يُمكن للمرأة صيام أيام القضاء الخاصة بها في أي وقت من أيام السنة، حيث إن هُناك إشاعات حول عدم جواز تأخير أيام القضاء، وهذا غير صحيح، ويؤكد على ذلك الحديث التالي: “سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ: كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ. قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النبيِّ أوْ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ” [أم المؤمنين عائشة – حديث صحيح].
وقت تقديم نية صيام القضاء
بالنسبة إلى نية قضاء الصيام للحائض، فيُشترط وجود النية في الصيام مثله مثل باقي العبادات، سواء كان ذلك لصيام أيام القضاء لشهر رمضان أم الصيام في رمضان نفسه أو كان صيام الكفارة أو غيره من الصيام الواجب، استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لِكُلِّ امرئٍ ما نوَى… “ [عمر بن الخطاب – حديث صحيح].
فقد فسر بعض العلماء هذا الحديث بأن النية فيه مقصود بها النية للطاعة لله بكافة أشكالها فالنية هي عزم الفرد على شيءٍ ما سواء كان ذلك شيءٍ جيد أم سيئ.. أي عزم الفرد مثلًا عن الامتناع عن المعاصي، والفواحش استجابة وطاعة لأوامر الله بغيًا، وطمعًا في الثواب.
حكم تغيير نية صيام التطوع إلى صيام القضاء
لا يجوز لصائم التطوع تغيير نيته إلى صيام، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن لم يُجمعِ الصِّيامَ قبلَ الفجرِ فلا صيامَ لَهُ” [السيدة حفصة زوجة النبي – حديث صحيح] أي أنه يجب تبييت النية قبل صيام الفرض فهذا شرط، ولا يجوز تغيير النية في اليوم التالي، ولا يصح تغيير الصيام من صيام مُطلق إلى صيام مُعين.
اقرأ أيضًا: هل مشاهدة الأفلام الإباحية في رمضان تبطل الصيام
حكم جمع النية بين قضاء وصيام تطوع
إذا كانت العبادتين أو الصومين أحدهم مقصود، والآخر لا فيجوز جمع النية، والتداخل بينهما، بينما لا يصح غير ذلك حيث إن كل عبادة مُستقلة عن العبادة الأخرى، كصوم يوم من أيام القضاء التابعة لرمضان معه صيام نصف الشهر مثلًا، ويُشترط في هذا الصيام النية بصيام القضاء في نصف الشهر، بينما من نوى صيام نصف الشهر، وليس القضاء لم يُحسب له القضاء.
عليكِ عقد النية قبل الفجر لصيام أيام القضاء أو أي صيام واجب عليكِ بإجماع من العلماء، بينما يُمكنك التخلي عن الصيام في نصف التطوع، ولا يجوز ذلك في القضاء.