الصيام بدون اذن الزوج من أحد أهم الأمور التي تحير العديد من النساء، حيث تتسائل المرأة هل يجوز لها الصيام من دون إذن زوجها وكيف يتم ذلك ومتى، حيث توجد بعض الحالات التي يجب فيها أخذ الإذن من الزوج مع وجود بعض الحالات الأخرى التي لا يجب على المرأة بها استئذان زوجها قبل الصوم، لذلك يعرفنا موقع القمة على التفاصيل اللازمة.
الصيام بدون اذن الزوج
في إطار التعرف على إمكانية الصيام بدون إذن الزوج فلا بد من معرفة أنه لا يجوز صيام النوافل من دون إذن الزوج، مع العلم بأنه يجوز صيام النوافل من دون إذن السؤال في حال سفره فقط.[1]
أما إذا كانت الزوجة على علم بأن زوجها لن يعترض على صيامها من دون إذنه ففي هذه الحالة يمكن أن تصوم المرأة من دون إذن الزوج، حيث إن طالما كانت الأمور بين المراة وزوجها تسير بالتراضي فلا توجد حينها مشكلة ويمكنها الصيام مثلما تشاء.
حكم منع الزوج لزوجته صوم النوافل
إن الحياة الزوجية لا بد أن تقوم على المودة والرحمة المتبادلة بين الزوجين ومن أهم آثار ذلك هو التفاهم والتشاور بين الزوجين، بالإضافة إلى تنظيم الحقوق والواجبات بينهم حتى لا يقع بينهما أي تعارض، مع ضرورة علم الزوجة بأنه لا يجوز بها أن تصوم النافلة من دون أخذ إذن زوجها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَصُومُ المَرْأَةُ وبَعْلُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ” [صحيح البخاري]، كما أن لجنة الفتوى أضافت أن أهل العلم قد حملوا هذا الحديث على صوم النافلة.
حيث قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث بأن هذا محمول على صوم التطوع والمندوب الذي ليس له زمن معين، كما أكد على حمل الحديث على غير رمضان لما ورد في رواية الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا تصومُ المرأةُ وزوجُها شاهدٌ يوما من غيرِ شهرِ رمضانَ إلا بإذنهِ” [حديث حسن صحيح].
اقرأ أيضًا: حكم صيام دين رمضان في شعبان
حكم منع الزوج زوجته من صيام فوائت رمضان
في إطار الاطلاع على الصيام بدون إذن الزوج، والتعرف على إمكانية منع الزوج لزوجته من صيام النوافل، يرجى العلم بأن قضاء رمضان واجب ولذلك فيختلف الحكم الخاص به عن حكم صوم النوافل، وقد يكون هذا ما أختلط على الزوج ولا بد من توضيحه.
مع العلم بأنه وجب على الزوجة كذلك الاستئذان في حال وجود متسع من الوقت من أجل القضاء، أما في حال ضاق بها الوقت مثل أن يكون باقي من شعبان بعدد الأيام التي أفطرتها في شهر رمضان فلا يجب عليها في مثل هذه الحالة الاستئذان، وإذا صامت بالفعل فلا يحث لزوجها أن يلزمها على الفطر.
اقرأ أيضًا: حكم من نذر الصيام ولم يستطع
ما هو السبب في نهي الزوجة عن صيام التطوع إلا بإذن الزوج
تعتبر العلة في هذا النهي هو أن تطوع الزوجة بالصيام من دون أخذ إذن الزوج يفوت عليه حقه في أن يستمتع بها في حال أراد ذلك، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ” لَا تَصُمِ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ” [صحيح البخاري].
يرجع السبب في هذا إلى أن الزوج من حقه الاستمتاع بزوجته في كل الأيام وحقه يكون واجب على الفور، فيمكن أن يفوته بتطوع ولا بواجب على التراخي، وفي حال قيل بأنه يجب أن يجوز للمرأة الصوم من دون إذن الزوج.
فإن أراد الاستمتاع بها كان له الحق في إفساد صومها فيكون الجواب على هذا بأن صومها يمنعه من الاستمتاع في العادة، حيث إن يخاف انتهاك الصوم بالإفساد، “شرح صحيح مسلم”.
كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله تعالى ” لأن حق الزوج عليها واجب، والنفل تطوع لا تأثم بتركه، وحق الزوج تأثم بتركه، وذلك أن الزوج ربما يحتاج إلى أن يستمتع بها، فإذا كانت صائمة وأراد الاستمتاع بها، صار في نفسه حرج“، “شرح رياض الصالحين” (3 / 146).
كما قال النووي رحمه الله “وقوله صلى الله عليه وسلم (وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ)، أي: مقيم في البلد، أما إذا كان مسافرا فلها الصوم، لأنه لا يتأتى منه الاستمتاع إذا لم تكن معه” انتهى من “شرح صحيح مسلم” (7 / 115).
في حال كنتِ ترغبين في صيام النوافل أو قضاء ما عليكِ من شهر رمضان الكريم فلا بد من الاطلاع على جواز الصيام بدون اذن الزوج قبل أخذ قرار الصيام، بالإضافة إلى الاطلاع على الحالات التي يجب فيها أخذ الإذن من الزوج قبل الصيام.