هل يجوز الإفطار قبل 80 كيلو؟ وما هي المسافة التي يجوز للمسلم الإفطار بها؟ قبل رمضان تكثر مثل هذه الأسئلة من قبل المسلمين الذين تحكم عليهم الظروف أن يسافروا باستمرار لمسافات طويلة في شهر رمضان الكريم، فهم يرغبون في التعرف على حكم الإفطار لعدم وقوعهم في الذنب، وهذا ما نتناوله بالتفصيل من خلال موقع القمة.
هل يجوز الإفطار قبل 80 كيلو
الصيام فريضة على المسلمين، ولكن هناك العديد من الرخص لمن يصعب عليه الصوم بسبب ظروف ما، ومن ضمن تلك الرخص هي رخصة السفر، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب توافرها قبل استخدام تلك الرخصة، ومنها المسافة والمدة السفر، ونذكرها في النقاط القادمة:
- تم الاتفاق بين الأئمة الشافعية والحنابلة والمالكية على أنه يجوز الإفطار إذا كنت سوف تسافر أكثر من 48 ميل أي 80 كيلو متر، وهذا ما يساوى 3 أيام سفر على الأقدام.[1]
- أجمع الأئمة على أنه لا يجوز الإفطار في المنزل قبل السفر، ولكن يجب قطع مسافة وبعد ذلك يجوز الإفطار.
حكم الإفطار بعد نية الصيام أثناء السفر
بعد أن عرضنا على هل يجوز الإفطار قبل 80 كيلو، فسوف نتطرق إلى حكم الإفطار بعد نية الصيام، حيث اتفق الأئمة الأربعة أنه من يفطر بسبب السفر لا يوجد كفارة عنه.
لكن يجب أن تنوى الصيام قبل السفر، فإذا وجدت مشقة بعد مسافة كبيرة من السفر يجوز لك الإفطار، ولكن في حالة إلغاء السفر تبقي أنت على صيامك.
اقرأ أيضًا: حكم صيام دين رمضان في شعبان
ما هي شروط الإفطار عند السفر؟
توجد بعض الشروط للإفطار في رمضان أثناء السفر، ولا يجوز الإفطار سوى عند توافرها كاملة، وبعد رمضان يتم قضاؤها، وتتمثل الشروط فيما يلي:
- السفر الطويل: السفر لمسافة طويلة يعتبر مشقة كبيرة ويؤدي إلى المعاناة من الجوع والعطش، يجب أن يتجاوز المسافة كبيرة من السفر حتى يمكنه الإفطار، بالإضافة إلى اختفاء جميع معالم المدينة.
- مدة الإقامة: يجوز الإفطار إذا كانت مدة الإقامة في السفر تتجاوز 4 أيام، ولكن إذا قل عن هذا يجب عليك الصيام.
- هدف السفر: لا يجب أن يكون السفر بهدف ارتكاب معصية أو هدف يخاف شرع الله، فلا يجوز لك الإفطار.
متى يحرم الفطر على المسلم في السفر؟
يحرم الإفطار على المسلم في السفر عند توافر عدة شروط، وهي:
- لا يجوز الإفطار إذا كان المسافر لم يغادر بيوت مدينته ومازال يراها.
- يحرم على المسافر الإفطار إذا كانت مسافته أقل من 80 كيلو متر.
العلاقة بين وسيلة المواصلات وإيجاز الإفطار في السفر
هناك بعض الأشخاص الذين يعتقدون أن نوع الوسيلة ودرجة الراحة التي يستخدمها المسافر، تؤثر على إجازة الإفطار من عدمه، ولكن في السطور القادمة نعرف رأي العلماء في تلك الأقوال، وهي:
- إيجاز الإفطار هو السفر مسافة طويلة، ولا تؤثر وسيلة المواصلات المستخدمة في هذا الإيجاز.
- يمكن للمسلم أن يصوم أو يفطر فهذا اختياره، فالأمر متروك لقدرته على التحمل في الحالتين.
- قال الله تعالى {َيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.[سورة البقرة:184].
اقرأ أيضًا: حكم من نذر الصيام ولم يستطع
رأي العلماء في الإفطار عند السفر
اختلف بعض العلماء حول رأيهم، قال الشافعية والحنفية أن الصوم أفضل للمسافر ما دام لا يوجد مشقة في السفر، ولكن إذا وجدت مشقة الأفضل أن يفطر، بالإضافة إلى ذلك يجب الإفطار إذا كان الصيام يتسبب في خطر على نفسه أو ضياع منفعة عليه.
قال الحنابلة أن من الأفضل الصيام، واستدل جمهور الحنابلة عن هذا الرأي بقول الله تعالى { …فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{ ]سورة البقرة:184[.
الصيام هو عبادة فرضها الله تعالى على عباده، لذلك يجب الإلمام بكافة ضوابطها وأحكامها من أجل كسب ثوابها العظيم والفوز بالجنة.