ما هو حكم صيام دين رمضان في شعبان؟ وما هو حد تأخير قضاء دين شهر الصيام؟ مع اقتراب شهر رمضان الكريم تزداد الأسئلة حول صيام أيام القضاء أو الدين، حيث يرغب كل مسلم في نيل ثواب ورحمة الشهر الكريم دون الوقوع في الخطأ بشأن ما يخص الصيام، لذا سوف نتناول ذلك الموضوع بشيء من التفصيل من خلال موقع القمة.
حكم صيام دين رمضان في شعبان
مع اقتراب شهر رمضان تتكرر الأسئلة عن الصيام والأحكام المتعلقة به، فيكون الكثير من المسلمين في حيرة من أمرهم حتى لا يفسد صيامهم وخاصة النساء تتساءل ما هو حكم صيام دين رمضان في شعبان، ممن لم ينجزها الوقت في صيام دين رمضان السابق.[1]
الجدير بالذكر أن حكم صيام دين رمضان في شعبان بالنسبة للمرأة لا حرج فيه ويجوز تأخير القضاء إلى شعبان فقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تؤخر الدين لتقضيه في شعبان فقد قال الله تعالى {…فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر…} َ[البقرة:184].
لم يأمرنا الله أن نقضي الدين في شهر كذا أو استثنى شهر كذا ولا حتى أمر بالمبادرة والعجلة في صيام الدين فمن يقضي صيام دين رمضان في شوال أو شعبان أو ذي القعدة أو حتى صفر لا إثم عليه فهو قد أدى قضاء ربه.
وبالنسبة للرجال في حكم صيام دين رمضان في شعبان فهو جائز ولا حرج فيه، ولكن يستحب للرجال أن يصوموا الشهر كامل إن لم توجد أحكام تُعيق صيامهم وتجبرهم على الإفطار في أيام رمضان.
اقرأ أيضًا: فوائد صيام شهر رمضان للجسم والروح
أحكام قضاء دين رمضان
من ضمن الأسئلة المهمة هي سؤال متى يحدث دين يتوجب قضاؤه بعد رمضان؟ في صدد سؤال حكم صيام دين رمضان في شعبان تكون إجابة هذا السؤال هي أن دين الصوم هو الإفطار يومًا عمدًا ولكن بأسباب خاصة ونتعرف عليها في التالي:
1- عذر المرض
فقد قال الله تعالى {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة/185] إذا أفطر المريض وكان مرض مما لا يرجى برؤه فلا يجب عليه قضاء الدين إنما يجب عليه أن يطعم عن كل يوم أفطره مسكينًا.[2]
كما قال الله تعالى {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة/184] فإذا أطعم عن كل يوم أفطره مسكينًا فبرئت ذمته من قضاء دينه.
2- عذر السفر
إن المسلم الذي يسافر لمسافات بعيدة، أو من يجد مشقة في السفر وحتى من يسافر في وسائل النقل المريحة أباح الله تعالى له الإفطار ولكن بفدية دين يقضيها بعد رمضان.
3- من يرهقه الجوع والعطش
من لا يحتمل الجوع والعطش بشدة في نهار رمضان، ولكن لمرض أو أحد الأسباب الصحية الصعبة وعدم قدرته على التحمل وليس أن يفطر متعمدًا لأنه لا يحتمل الصيام فالصيام هو اختبار للصبر.
4- الحيض والنفاس
فالحيض والنفاس هما أعذار النساء للإفطار مع الحمل والرضاعة، ويجب على المرأة قضاء ما فاتها من صيام بسبب الحيض وغيره من الأعذار المباحة لها بعد شهر رمضان وإن لم تقضها فهو إثم عليها كبير.
هل على المفطر عمدًا قضاء؟
وقد أجمع الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى على أنه من أفطر يومًا من رمضان بغير عذر متعمدًا كمن لم ينو صومه من الأساس ومن أفطر بعد شروعه في الصوم لغير عذر فقد أتى أحد كبائر الذنوب ويلزمه التوبة الصادقة وقضاء ما أفطره.
وقال ابن عبد البر رحمه الله “وأجمعت الأمة، ونقلت الكافة، فيمن لم يصم رمضان عامداً وهو مؤمن بفرضه، وإنما تركه أشراً وبطراً، تعمَّد ذلك ثم تاب عنه: أن عليه قضاءه”.
مكروهات الصيام والمُفطرات عمدًا
توجد العديد من الأمور التي تعد من مكروهات الصيام، وعلى المسلم الصائم أن يتجنب الوقوع فيها، وسوف نذكر أكثرها شيوعًا من خلال ما يلي:
1- من يصل إلى جوفه شيء عن عمد
يُعد الأكل والشرب من المفطرات الأساسية والمكروهات في نهار الصيام، كما هو شق الريق عن عمد والعلم بما يفعل ودخول الماء للحلق أثناء الاستنشاق والوضوء أو الأشياء الأخرى التي تصل للمعدة والجوف كآثار القُبل أو جرح الذات فإنه من المفطرات والمكروهات في نهار الصيام.
2- القيئ عن عمد
أن يقوم الصائم بجعل نفسه يتقيأ متعمدًا ذلك، ثم أعاده لجوفه فهذا من مبطلات ومكروهات الصيام.
اقرأ أيضًا: هل الاحتلام يفسد الصيام
3- الجماع في نهار رمضان
يبطل الصوم بالتقاء الختانين سواء أنزل أو لم ينزل في عمد واختيار، فهذا من مبطلات الصيام ومن مكروهات الصوم وعليه إثم عظيم أيضًا.
وإذا حدث ذلك من المسلم فعليه أن يكثر الاستغفار والندم والإقرار بالذنب والحسرة على ما فعل لأن هذا يلزمه بكفارة صيامه فهو شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينًا أو عتق رقبة مؤمن ومع ذلك أيضًا يمسك بقية اليوم لحرمة الوقت.
يلزم على كل مسلم الدراية بحكم صيام دين رمضان في شعبان والحدود التي وضعها الله تعالى والالتزام بها من أجل الفوز بثواب الشهر الكريم وتجنب الوقوع في المعاصي والذنوب.