هل أفطر إذا نزلت الدورة في نهار رمضان أم يجوز إكمال الصيام؟ وهل يجوز الصيام مع نزول إفرازات قبل الدورة؟ تكثر هذه التساؤلات من قبل المسلمات، حيث يجب دائمًا اتباع أحكام الشرع لعدم الوقوع في أخطاء، لذا يتيح موقع القمة معرفة حكم نزول الدورة الشهرية في نهار رمضان.
هل أفطر إذا نزلت الدورة في نهار رمضان أم يجوز إكمال الصيام
يوجد في شهر رمضان أحكام كثيرة تخص النساء مثل حكم الصيام في حالة نزول الدورة الشهرية في نهار رمضان، حيث ذُكر من قبل إنه سألت سيدة الإمام ابن باز عن نزول الدورة قبل غروب الشمس في نهار رمضان.[1]
كان أجابها قائلًا إنه ما دام حصل ذلك قبل غروب الشمس فإن الصيام لا يصح ويجب على المرأة أن تفطر وعليها قضاء الصوم ولا تصلي المغرب.
هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات قبل الدورة
في إطار التعرف على إجابة هل أفطر إذا نزلت الدورة في نهار رمضان أم يجوز إكمال الصيام، وجب التنويه على وجود تساؤلات كثيرة حول جواز الصيام مع نزول إفرازات بنية قبل الدورة الشهرية.
حيث أجاب أحد الشيوخ على هذه المسألة قائلًا إذا كانت هذه الإفرازات تسبق ميعاد الدورة ويصاحبها دم الدورة، مع الشعور بالألم والمغص وألم في الظهر، وغير ذلك مما يتم الشعور به وقت الحيض فإنها تأخذ حكم الحيض.
أما إذا كانت مجرد إفرازات تدل على قرب موعد الحيض ولا يكون معها دم أو ما تشعر به أثناء الحيض فإنه لا يعد حيضًا وكان الدليل على ذلك عن أم عطية نسيبة بنت كعب رضي الله عنها قالت ” كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرَةَ والصُّفْرَةَ شيئًا“، لذا قرر الفقهاء أن الكدرة والصفرة في وقت الطهر لا تعد حيضًا، وفي زمن الحيض حيض.
كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه فيما معناه أن هذه الكدرة التي سبقت الحيض لا يظهر له أنها حيض، ولا سيما إذا كانت أتت قبل العادة، ولم يكن هناك علامات للحيض كالمغص أو ألم الظهر، لذا فإن الأولى أن تعيد المرأة صلاتها التي تركتها في هذه الفترة.
حكم صيام المستحاضة
من خلال معرفة إجابة هل أفطر إذا نزلت الدورة في نهار رمضان أم يجوز إكمال الصيام، يمكن معرفة أن الاستحاضة هي استمرار نزول الدم على الحائض بعد انقضاء مدة حيضها المعتادة، والدم الذي ينزل عليها هو دم نزيف أو ما يعرف بدم الاستحاضة.
حيث إن كانت دورتها الشهرية منتظمة ولها عدد ثابت من الأيام وتنزل في وقت ثابت، فإنها تتطهر وتصوم وتصلي حال انقضاء مدة دورتها حتى وإن نزل عليها دم الاستحاضة، حيث إن سببها قد يكون مرضًا أو إجهادًا، لكنه لا يمنع المرأة من أداء العبادات ويكون حكمها حكم الطاهرة.
حيث روت عائشة رضي الله عنها:
” جَاءَتْ فَاطِمَةُ بنْتُ أبِي حُبَيْشٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فلا أطْهُرُ أفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لَا، إنَّما ذَلِكِ عِرْقٌ، وليسَ بحَيْضٍ، فَإِذَا أقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي – قالَ: وقالَ أبِي: – ثُمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، حتَّى يَجِيءَ ذلكَ الوَقْتُ“ [صحيح البخاري].
كما يمكن للمرأة أن تُميز دم الحيض عن دم الاستحاضة بالعلامات المميزة لكل منهما فهما مختلفان في اللون والرائحة والكثافة، لكن إن لم تستطع التمييز، تلتزم بعدّ الأيام الثابتة لدورتها الشهرية.
قضاء عذر الدورة الشهرية في رمضان
في إطار التعرف على إجابة السؤال الشائع هل أفطر إذا نزلت الدورة في نهار رمضان أم يجوز إكمال الصيام، يمكن القول إنه يجب على الحائض أن تقضي ما أفطرته في شهر رمضان بسبب الحيض.
حيث جاء ما روته السيدة عائشة أن قالت :
” سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ” [صحيح مسلم].
كما ورد عن ابن المنذر وغيره إجماع العلماء على ذلك، وأن يجوز للمرأة التي أفطرت في رمضان بسبب الدورة الشهرية أن تؤخر القضاء إذا لم يكن الوقت ضيقًا، لكن الأصل في الإسراع بقضاء الصوم الواجب.
لكن فرق أهل العلم بين من جاء عليه رمضان آخر ولم يقضِ بعذر وبين من لم يقضِ بغير عذر، حيث ترك القضاء يكون بعذر كالمرض وما نحوه ولا حرج عليه ولا يأثم بتأخير القضاء، لكن يبقى القضاء لازمًا في ذمته دون الكفارة.
أما من أخر القضاء بدون عذر فأجمع أهل العلم على أنه آثم بتفريطه ويجب مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم حيث استندوا في ذلك إلى عدة أدلة، منها أن الصوم عبادة متكررة مثل الصلوات المفروضة فلا يصح تأخير الأولى عن الثانية.
يلزم على كل مسلمة الدراية بشؤون الدين وكافة القواعد التي تنظم أمور المسلم في حياته، حيث وضع الله الحدود التي تنظم الصيام وحدد مبطلاته ونواهيه.