هل يجوز الصيام بدون سحور في غير رمضان؟ وما هي أفضل أوقات السحور؟ بحلول الشهر الفضيل يبدأ الناس بالسؤال عن الأحكام التي تتعلق بالصيام والعادات الغذائية التي وردت عن النبي من أجل الاقتداء به فيما كان يفعله ويقوله، ومن خلال موقع القمة نوضح الإجابات المفصلة على كل الأسئلة المتعلقة بهذا الأمر.
هل يجوز الصيام بدون سحور في غير رمضان
يتعرض البعض لتعب شديد بسبب العمل خلال رمضان فينام عن السحور الأمر الذي يدفعهم للسؤال عن هل يجوز الصيام بدون سحور في غير رمضان؟ والحقيقة أنه لا حرج في ذلك.[1]
إذ إنه يتاح للمسلم أن يأكل من أذان المغرب لأذان الفجر خلال شهر رمضان كما ورد في كتابه العزيز:
{…وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ...} [سورة البقرة:187].
وذلك لأن السحور سنة عن النبي فإن استطاع المرء أن يستيقظ ليتناول أي شيء خفيف كفاكهة أو ما تيسر أمامه من طعام، ولكن إن نام عن وقت السحور فيجب أن يصوم ولا يبطل ذلك من صيامه شيء.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الترحم على غير المسلم ابن عثيمين
دلالات السحور في الصيام
إن سؤال هل يجوز الصيام بدون سحور في غير رمضان؟ يبين أن الناس يخلطون بين السنة والفرض عند الكثير من المسلمين، وذلك لأننا نحرص على اتباع كل السنن التي وصلتنا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لأن اتباع السنن يكون له فضل عظيم كما ذكرها النبي كترديد بعض الذكر الذي له ثواب ودرجات في الجنة مغفرة وعفو من الله هذا، إلى جانب أن الله أمرنا باتباع السنة كما وردت في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [سورة النساء: 59]
وفيما يلي نعرض دلائل على أن السحور من السنن المهمة التي أوصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم:
- ورد عن محمد صلى الله عليه وسلم “تسَّحروا فإنَّ في السَّحورِ بركةٌ” [حديث صحيح – الراوي: أبو هريرة]
- قال إن السحور هو الفارق بين صيامنا وصيام أهل الكتاب “فَصْلُ ما بيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ” [الحديث صحيح – الراوي: عمرو بن العاص]
أفضل أوقات السحور
سن الرسول صلى الله عليه وسلم عدد من السنن التي تهدف لتحسين جودة حياة المسلم وتقويته على الصوم والحرص على السحور الذي يبدأ من السحور لمنتصف الليل، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم “لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما أخَّروا السَّحورَ وعجَّلوا الفِطرَ” [حديث صحيح – الراوي: أبو ذر الغفاري] وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكتفي بتناول حبات تمر وماء أو حليب.
فضل السحور في الصيام
في إطار الحديث عن أحكام الصيام مثل هل يجوز الصيام بدون سحور في غير رمضان، إذ إنه من الأمور التي كان يحرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وتكررت الأحاديث التي تتحدث عن فضل السحور وقيمته في تحسين وضع المرء المسلم وإنها بركة، ومن خلال النقاط التالية نوضح قدر عظمتها وطيب أثرها في نفس المسلم:
- يعد السحور تأكيدًا على الخضوع لأوامر الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
- اتباع سنن النبي يساعد الإنسان على الحصول على حب الله استنادًا لقوله تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31].
- السحور يجعل المرء المسلم قوي بما فيه الكفاية لكي يقوم بالعبادات والطاعات، ومن خلال تناول وجبة مشبعة يمكن أن يتحمل أعباء الصيام والعبادات المفروضة.
- يعين السحور المسلم على الاستيقاظ من النوم في وقت الثلث الأخير من الليل بالوقت الذي ينزل الله فيه للسماوات الدنيا فيستغل العبد هذا الوقت ليقوم بالدعاء والاستغفار.
- يتمكن المسلمين من أداء صلاة الفجر في جماعة.
- السحور يميز المسلمين عن أهل الكتاب بالتالي فإنه مطلب شرعي.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قطع صيام القضاء بدون عذر
مخاطر ترك السحور
غني عن البيان أن حاجة الإنسان للطعام والشراب من الأساسيات وإن الصيام وأقل عدد ساعات صيام يكون 12 ساعة أي نصف يوم، لذلك فإنه من الضروري أن يستعد الإنسان لساعات الصيام الطويلة.
خصوصًا في الأوقات التي يكون درجات الحرارة مرتفعة أو منخفضة للغاية لأن حاجة الجسم للمغذيات والمشروبات تكون أكبر، ومن الناحية الطبية فإن عدم تناول السحور يؤثر بالسلب على جسم الإنسان كما يتضح من النقاط التالية:
- تقل طاقة الإنسان وينخفض السكر في الدم بمعدل أكثر من الحد المقبول مما يجعل المرء يشعر بالخمول والكسل، والتعب العام في الجسم بشكل يصعب معه القيام بالأنشطة المعتادة.
- يتعرض الجسم للجفاف وذلك لنقص السوائل في الجسم خصوصًا في الصيف بسبب ساعات الصيام الطويلة.
- تناقص المناعة في الجسم بسبب الحصول على وجبة واحدة فقط بدلًا من ثلاث وجبات مما يسبب مرض الإنسان وضعف الجهاز المناعي.
- ملاحظة زيادة في الوزن بدرجة كبيرة إذ إن تناول وجبة واحدة وهي وجبة الإفطار يسبب خلل في عملية التمثيل الغذائي، مما يحد من عملية الحرق.
- يؤدي الامتناع عن وجبة السحور إلى التعرض للإمساك أو إصابة الجهاز الهضمي باضطرابات وتقلصات وانتفاخات.
من المهم أن تناول وجبة السحور لما لها من أثر إيجابي على الإنسان وصحته، لأن السحور يمد الجسم بالطاقة التي تساعده على أداء المهام اليومية.