هل يجوز الصلاة قبل الأذان بخمس دقائق؟ وما هو حكم الصلاة أثناء الأذن؟ حيث إن موضوع الصلاة وأحكامها من أهم الموضوعات التي تشغل حيز كبير من تفكير كل مسلم؛ وهذا يعود إلى الرغبة الشديدة في تأديتها بشكل صحيح وتُحسب له الصلاة، فمن خلال موقع القمة سوف نتحدث حول إجازتها وعدمه قبل الأذان بخمس دقائق.
هل يجوز الصلاة قبل الأذان بخمس دقائق
إن الله – سبحانه وتعالى – أنعم على عباده بنعمة الصلاة والتقرب إليه، فالصلاة بمثابة الحبل الواصل بين العبد وربه ويقوم بمناجاته فضلًا عن ثوابها الكبير والعظيم، فيأتي تساءل هل يجوز الصلاة قبل الأذان بخمس دقائق، فتجدر الإجابة بأنه لا يجوز الصلاة قبل الأذان بخمس دقائق أو غيرها بحجة العجلة أو أي سبب آخر.[1]
حيث إن دخول وقت الصلاة وسماع الأذان سبب لوجوب الصلاة على كل مسلم، فخصص الله تعالى وقت مُعين لكل صلاة، ولا يجوز إخراج الصلاة عنه لأي سبب، وقال تعالى في كتابه العزيز:
{إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً} [النساء: 103]
ويجب على المسلم الالتزام بالميعاد الذي يختلف من بلد إلى أخرى لتأدية الصلاة بصورة جيدة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة قبل الآذان بدقائق؟
ما هو حكم الصلاة أثناء الأذان؟
تجدر الإشارة إلى أنه يجوز للمسلمين تأذيه الصلاة أثناء سماع الأذان، وسوف تكون الصلاة صحيحة ومقبولة عند المولى – عز وجل – إن شاء الله، وهذا يعود إلى أن سماع الأذان يُعد علامة على دخول الوقت، فإذا سمع المسلم (الله أكبر) يتوضأ ويقيم الصلاة ويكبر تكبيرة الإحرام.
بالإضافة إلى أنه من المُستحب سماع الأذان كاملًا والترديد معه؛ لأن المسلم ينال الأجر والثواب من هذا الفعل البسيط، فورد عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “ كانَ المُؤَذِّنُ إذا أذَّنَ قامَ ناسٌ مِن أصْحابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبْتَدِرُونَ السَّوارِيَ.
حتَّى يَخْرُجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهُمْ كَذلكَ، يُصَلُّونَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ المَغْرِبِ، ولَمْ يَكُنْ بيْنَ الأذانِ والإِقامَةِ شيءٌ. وقال: قال عثمان بن جبلة وأبو داود عن شعبة (لم يكن بينهما إلا قليل)” (المصدر: صحيح البخاري).
حكم الصلاة في غير وقتها
بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز الصلاة قبل الأذان بخمس دقائق بالتفصيل، فلا بد من توضيح أن الله تعالى فرض علينا الصلوات الخمس بأوقاتها المحددة التي يتم إقامة الصلاة فيها، فقبل وقت الصلاة تكون غير مقبولة، فيأتي حكم الصلاة في غير وقتها فيما يلي:
- إذا فاتت الصلاة وانتهى وقتها، يجب على المسلم قضاؤها.
- عند تفويت الصلاة المفروضة مع وجود عذر كالنسيان أو النوم، فيتوجب على المسلم قضاؤها فور تذكرها تبعًا لمذهب الحنفية والمالكية، إنما الشافعية يسن صلاتها قبل موعد الصلاة التالية وليس على الفور.
- إذا فوت المسلم صلاة الفريضة بدون وجود أي عذر، فيجب عليه قضاؤها فورًا دون أي تساهل ومماطلة في الأمر، والحرص على عدم تكرار الذنب مرة أخرى.
- إذا قام المسلم بالصلاة وكان يعتقد أن المؤذن قد تأخر عن الوقت، وبعدها أذن المؤذن في ميعاده فصلاته مقبولة، ولكن بعد ذلك ينبغي عليه معرفة الأوقات الصحيحة للصلاة لعدم الوقوع في الخطأ.
- في حال فوات صلاة السنن، فيجوز للمسلم أن يقضي صلاة الفريضة بدون السنن.
- إذا لم يسمع المسلم الأذان فيجب الصلاة على المواقيت الخاصة ببلده، وعدم الصلاة إلا بعد 10 دقائق من التوقيت المُحدد؛ لأنه لا يجوز الصلاة قبل دخول الوقت.
- عند فوات صلاة الجمعة، فيتم أداؤها 4 ركعات كصلاة الظهر.
- حكم فوات صلاة الوتر هو قضاؤها في نهار اليوم التالي.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة التهجد بعد الشفع والوتر
حكمة مشروعية الأذان في الإسلام
نجد إن الصلاة من أحب الأعمال إلى المولى – عز وجل –، فالله يُحب أن يرى عباده يتقربون منه ويناجونه؛ لذا شرع الأذان في الدين الإسلامي لمجموعة من الحكم، ونوضحها بالتفصيل عن طريق النقاط الآتية:
- إعلان شعائر الإسلام في الدول المسلمة.
- الجهر بتوحيد الله سبحانه وتعالى، وتذكير الأشخاص بهذا في كافة الأوقات من النهار والليل.
- إعلام المسلمين بدخول وقت الصلاة ووجوب أدائها ومكانها.
- دعوة المسلمين من أجل أداء الصلاة جماعة في المسجد ونيل الثواب والأجر.
- النداء للصلاة المفروضة التي فيها النجاة والفلاح لكل مسلم.
- يعتبر الأذان من الشعائر التي ينبغي إظهارها للجميع.
فضل الصلاة في وقتها
روي عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أنه سأل نبي الله – صلى الله عليه وسلم – وقال:
“أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي” (المصدر: صحيح البخاري).
هذا يُشير إلى أن الصلاة يُفضل أداؤها في أول الوقت؛ وذلك من أجل التقرب من الولي سبحانه وتعالى، ومن ترك الصلاة يعتبر هذا تهاونًا كبيرًا، ومن فضل الصلاة في وقتها ما يلي:
- حصول المسلم على الأجر والثواب العظيم من عند الله – عز وجل –، فالمحافظة على الصلوات في أول وقتها سبب في مُضاعفة الحسنات.
- تُعد الصلاة في وقتها من أحب الأعمال وأقربها إلى الله؛ لأنها بمثابة سبب في دخول الجنة.
- تعتبر الصلاة في وقتها تطبيقًا لأمر المولى – عز وجل –، حيث قال تعالى في كتابه الكريم: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78].
- عدم الوقع في عقوبة تأخير الصلاة أو تأجيلها، فعند تأخيرها يقع على المسلم آثم دون وجود أي عذر شرعي مقبول، وضرورة المسارعة في التوبة والعزم على عدم تأخيرها.
- تطبيق سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، فهو كان يؤدي صلاته في أول الوقت ولم يؤخرها في حياته، وبهذا الشكل يظهر اقتداء المسلم بنبي الله والحرص على ألا يفوته أداء الصلاة في أول وقتها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة خلف امام شيعي
شروط وجوب تأدية الصلاة
بعد الإلمام بإجابة سؤال هل يجوز الصلاة قبل الأذان بخمس دقائق، فلا بد من توضيح وجود عدة شروط وضوابط ينبغي توافرها حتى تُقبل صلاة المسلم، فلا تصح صلاته إلا عند استيفاؤها جميعًا، وهي تتمثل فيما يلي:
- الإسلام.
- العقل.
- التمييز.
- النية.
- الطهارة من الحدث الأصغر بالوضوء.
- الطهارة من الحدث الأكبر كالجنابة والحيض والنفاس بالغسل والوضوء أو التيمم.
- الترتيب والموالاة في أداء أركان وسنن الصلاة.
- الطهارة من النجس في الثوب والبدن والمكان.
- دخول الوقت.
- ستر العورة في الرجل ما بين السرة إلى الركبة، والمرأة ستر كامل جسدها باستثناء الوجه والكفين.
- استقبال القبلة.
- عدم التحدث بكلام خارج عن الصلاة.
- الابتعاد عن الفعل الكثير الذي يخل بالصلاة.
تُعد الصلاة في الإسلام هي عماد الدين، وهي أول شيء يُسأل عنه المرء يوم الحساب، فهي فُرضت في السماء عندما أسري بالنبي – صلى الله عليه وسلم –، ويجب عدم الاستباق في تأدية صلاة الفرض قبل ميعاده.