قيمة إطعام 60 مسكين في مصر تختلف من عام لآخر، وهناك عددًا من الجهات التي يتم سؤالها بخصوص ذلك الأمر كونه أدرى من الأشخاص العاديين في ذلك الأمر سواء كانت جهات دينية أو جهات خيرية نظرًا لتعاملهم المستمر مع مثل هذه الأمور، وهو ما سنتعرف عليه من خلال موقع القمة.
قيمة إطعام 60 مسكين في مصر
لا نستطيع تحديد قيمة الإطعام بشكل دقيق فهو أمر يختلف باختلاف البلدان كما هو متعارف عليه، ولذلك يمكن الرجوع إلى الجمعيات الخيرية الموثوقة فهي أدرى بتقدير قيمة الطعام في كل بلد.[1]
ولكن صرح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن تكلفة إطعام اليوم الواحد في جمهورية مصر العربية بشهر رمضان لعام 2021 هي 10 جنيه مصري، بالإضافة إلى وجود عدد من المعايير التي يتم الرجوع إليها عند تحديد قيمة كفارة الإفطار والتي تتضمن ما يلي:
- الكفارة للغني والفقير.
- لا تبنى الكفارة على الأهواء.
- يجوز إخراج قيمة الكفارة في أول أيام رمضان.
- لا يجوز إخراج الكفارة قبل حلول شهر رمضان.
- يجوز الزيادة لمن يستطع ذلك.
اقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين الفقير والمسكين وابن السبيل
كيف يتم حساب كفارة الفطر في رمضان
في إطار التعرف على قيمة إطعام 60 مسكين في مصر، يجب على كل من لا يطيق الصيام مثل الرجل كبير السن العجوز، أو المرأة الهرمة، أو الشخص المريض بأمراض مزمنة ولا يمكن شفاؤه، القيام بإطعام مسكين عن كل يوم من أيام رمضان، وإطعام المسكين المذكور في قول الله تعالى:
{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة:184].
والذي يقدر بمدٍ وهو ربع صاع، ويساوي الصاع 2176 جرامًا وربعه المد يساوي 544 جرامًا، ويجوز إخراج القيمة بدلًا من الطعام على حسب أغلب أقوال العلماء.
يبلغ مقدار الكفارة في الإطعام إذا جاز لمن يكفر الانتقال إليه ـ لتعذر العتق وعدم القدرة على الصوم ـ هو القيام بإطعام ستين مسكينا لكل مسكين مد من غالب قوت البلد، ويقدر بحساب الكيلو تقريبًا 750 جرام، والواجب إطعام الفقير أو دفع الطعام له، لا دفع قيمة الطعام نفسه.
وقد ذهب أبو حنيفة إلى إنه يجوز إخراج القيمة في الكفارات والزكاة، ووافقه في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وذلك في حال كان في إخراج القيمة حاجة ومصلحة للمساكين، ومنعها في حال عدم تواجد ذلك.
الأحكام الفقهية الخاصة بمسألة إطعام ستين مسكيناً
تذهب بعض الأحكام الفقهية بخصوص موضوع إطعام ستين مسكين إلى النحو التالي:
1- عدد المساكين
تعددت الآراء في مسألة جواز توزيع الكفارة على عدد المساكين كما يلي:
- الحنفية: ذهبوا إلى رأي ألا يتم إخراج الكفارة كلها لمسكين واحد على دفعة واحدة أو متفرقة، وأجازوا أن يتم منح نفس المسكين كل يوم بحيث يحصل على القيمة في عدد الأيام، لأن تجدد حاجته كل يوم يجعله كمسكين آخر، وبذلك يصبح الفرد قد صرف القيمة لعدد المساكين.
- المالكية: ذهبوا إلى عدم إعطاء الشخص نفسه سواء في نفس اليوم أو على أيام متفرقة.
- الشافعية: ذهبوا إلى إعطاء كل مسكين من المساكين مدًا من الطعام.
- الحنابلة: ذهبوا إلى إطعام عدد المساكين المحددين في الكفارة وبشرط أن يكونوا من المسلمين، وأن يكونوا من الأحرار ولو كانوا صغارًا واشترطوا أيضا بأن يحصلوا على مداً من قمح.
وقال الفقهاء أنه يجوز إخراج الكفارة بإطعام مسكين واحد على مدار ستين يومًا، أو منحه الطعام على دفعة أو دفعتين إن كان ذلك يشق عليه.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام رمضان وأنا على جنابه
2- نوع الإطعام ومقداره
يكون ذلك من أوسط ما يُطعم الرجل أهله، أي أن لكل مسكين مقدار المُدّ من أغلب القيمة الإجمالية لقوت البلد؛ وقد قدّر الفقهاء المُدّ بــ 600 جرام تقريبًا، ويجوز إخراجها بحسب رأي الحنفية على هيئة نقود، ولكل دولة لها مقدارها الخاص، ففي الأردن على سبيل المثال يُخرَج عن كل مسكين ستون قرشًا إلى دينار واحد تقريبًا.
أسباب إطعام ستين مسكين
بعد التعرف على قيمة إطعام 60 مسكين في مصر، تجب كفارة إطعام ستين مسكينًا على كل حالة من الحالات الآتية:
1- الجماع في نهار رمضان
أجمع الفقهاء على الرجل الذي يوم بمجامعة امرأته في نهار رمضان عامدًا متعمدًا تلزمه توبة وكفارة، وتأتي هذه الكفارة على ترتيب معين وهو: أن يعتق رقبة، أو يقوم بصيام شهرين متتابعين، أو يقوم بإطعام ستين مسكينًا.
وتكون الكفارة على الرجل وحده دون المرأة، لأن الفعل للرجل والمرأة ممكنة له، فيندرج فعله في فعلها، ولأن الجماع فعل واحد لا يتم إلا بالطرفين، فوجب كفارة واحدة تجزأ عنهما.
اقرأ أيضًا: هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء؟
2- الظهار
والمقصود بالظهار هو قول الرجل لزوجته: “أنتِ عليّ كظهر أمي”، وبذلك يكون قد حرمها على نفسه، ولا يحل له مجامعتها ومعاشرتها إلا بعد أن دفع قيمة كفارة الظهار التي حددها الله -تعالى- في قوله
{وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} [المجادلة:3].
وهذه الكفارة على الترتيب كالتالي: أن يبحث عن رقبة ليعتقها فإن لم يجد فعليه بصوم 60 يوم، فإن لم يستطع، فعليه بدفع كفارة إطعام ستين مسكين.
تختلف قيمة إطعام 60 مسكين، من بلد إلى أخرى، وذلك باختلاف أسعار العملات والظروف الاقتصادية، والحالة المادية للشخص نفسه، وبالتالي فلا يمكن تحديد قيمة مبلغ بعينه، ولكن يمكن اللجوء لما حدده الله والرسول ومعادلته بما يوازيه في وقتنا الحالي من قيمة مادية.