الفرق بين قيام الليل والوتر والتهجد أمر مهم يجب على كافة المسلمين والمؤمنين بالله ـ عزَّ وجلَّ ـ معرفته، وذلك يعود إلى أن جميعهم نوافل مما جعل الخلط كثيرًا بينهم، وبالتالي يتوجب علينا التوضيح من خلال موقع القمة الفرق بين كل صلاة منهم والأخرى بالاستدلال بما قاله أحد الصحابة عن التهجد وقيام الليل بشكل خاص.
الفرق بين قيام الليل والوتر والتهجد
قد يكون هناك خلط بين قيام الليل والوتر والتهجد لكونهم الصلوات التي تأخذ الجزء الأخير من الليل، وكذلك جميعهم يندرجون تحت صلوات النوافل، وهي الصلاة المستحبة غير الواجبة.[1]
كذلك ما يجعل الأمر أكثر اختلاطً بينهم أن كافة الصلوات التي تلي صلاة العشاء تُسمى بقيام الليل، ولكنها تختلف باختلاف مسمياتها وعدد ركعاتها ودورها بين صلوات النوافل، فمثلًا:
قيام الليل | هي الصلاة التي يؤديها المسلم بعد إتمام صلاة العشاء في الثلث الأخير من الليل دون النوم والاستيقاظ لأدائها بشكل خاص، وبها لا يكتفي بالصلاة بل بالذكر، الدعاء وقراءة القرآن الكريم |
التهجد | هي الصلاة التي يؤديها المسلم ليلًا بعد النوم والاستيقاظ لها بشكل خاص من أجل الصلاة فقط دون غيرها من أشكال العبادات الأخرى |
الوتر | هي الصلاة الفردية أو ما قدر عليه المُسلم من عدد ركعات فردية يستطيع أدائها في الليل بعد الانتهاء من فروض اليوم كاملة ونوافله |
وُرد عن الصحاب الجليل الحجاج بن غزية ـ رضي الله عنه ـ ما يدل على الفرق بين قيام الليل والوتر والتهجد، عندما قال: “يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم له” [أخرجه الطبراني-له إسناد صحيح].
اقرأ أيضًا: دعاء صلاة التراويح السديس مكتوب اجمل ادعية صلاه التراويح
هل للقيام والتهجد وتر خاص غير وتر العشاء؟
هذا الاستفسار وُرد عن أحد المُصلين الذين اختلط عليهم الأمر بشأن صلوات قيام الليل، ولكن يُدرك جيدًا أن صلاة الوتر تخرج عن التصنيف.[2]
أجابته دار الإفتاء موضحة أنه ليس للتهجد وقيام الليل وتر خاص، فجميع فروض ونوافل اليوم يتم اختتامها بصلاة الوتر، والتي يمكن أن تكون ركعة أو 3 أو 11 ركعة حسب قدرة المُصلي.
أي أنه من السُنة المسموحة أن يؤخر المسلم وتر العشاء حتى إتمام قيام الليل، ولكن إذا لم يثق بالاستيقاظ من أجل إتمام صلاة الوتر فلا بأس من صلاتها قبل النوم.
ما حكم من أوتر في أول الليل وآخره؟
يقع الكثير في خطأ الوترين في ليلة واحدة، وينتج ذلك عن الرغبة في أداء الوتر بأول الليل بعد الانتهاء من صلاة العشاء خوفًا من السهو عن الاستيقاظ ليلًا لأداء التهجد والوتر.[3]
ولكن الحكم في ذلك هو الاكتفاء بما يسره الله لنا في الليل من ركعتين التهجد دون الحاجة إلى إعادة الوتر مرة أخرى، وذلك بالاستناد إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا وتران في ليلة“.
فلا حاجة للمسلم بإعادة الوتر مرة أخرى في آخر الليل لأنه فعل لا يجوز، وحال الاستيقاظ عليه الاكتفاء بالمثنى المثنى الذي يجوز له قضاؤها، والتي تكون ركعتين أو 4 ركعات أو ما غير ذلك حسب القدرة.
اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح مع الشفع والوتر
فضل صلاة التهجد
كافة أشكال صلوات قيام الليل لها الثواب العظيم نفسه، ولها نفس الفضل على المُسلم والذي سنوضحه من خلال توضيح الفرق بين قيام الليل والوتر والتهجد، وهو:
- الخشوع ودلالة على قوة الإيمان بالله.
- زيادة الإيمان بالله.
- الأمل ووضع الآخرة في الأذهان بدلًا من الدنيا.
- شعور بصفاء النفس والهدوء وراحة البال.
- بها يكون العبد أقرب إلى ربه.
- يكف الإنسان نفسه عن فعل المعاصي وارتكاب الفواحش.
- بها يكون قلب ال عبد مليء بالإيمان والثقة الله سبحانه وتعالى.
- إحياء أفضل سُنن النبي صلى الله عليه وسلم وما حثنا عليه من الإكثار من عبادة الله في سكون الليل.
- التكفير عن السيئات والذنوب.
- سيحل البركة والرزق الوفير على حياة صاحبها.
ما تبين في الفرق بين قيام الليل والوتر والتهجد تم به الاعتماد على ردود دار الإفتاء والإمام ابن باز على المتسائلين والمتدبرين لأمور الفقه والدين، وفضلهم جميعًا العظيم يحثنا على المواظبة عليها والالتزام بها قدر المستطاع، أعاننا الله وإياكم على طاعته.