هل عمرتين تساوي حجة؟ وما هي فضائل العمرة؟ الحج من أركان الإسلام الخمسة وذلك لمن كانت له القدرة والاستطاعة على القيام به على أكمل وجه، حيث يعد الحج من الأمور التي تكلف الشخص أموالًا كثيرة بالإضافة إلى المشقة على كبار السن، ولكن على الجانب الآخر تختلف العمرة عن الحج في العديد من الأمور، والتي سوف نطلع على تفاصيلها من خلال موقع القمة.
هل عمرتين تساوي حجة؟
العمرة واحدة من أهم الطاعات التي يقوم بها الشخص المسلم للتقرب من الله ونيل الثواب العظيم والجزاء في الجنة، حيث جاء في قوله تعالى:[1]
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ) [البقرة: الآية 196]
على الجانب الآخر الحج من أهم الأركان الإسلامية التي أمرنا بها الله ولكن للشخص القادر والذي يستطيع القيام بها.
استدل العلماء على ذلك الأمر أن العمرة تعادل حجة في شهر رمضان من خلال السنة النبوية:
عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ عُمرَةٌ في رمَضَانَ تَعدِلُ حجة أَوْ حَجَّةً مَعِي“[صحيح مسند]
لذلك العمرة التي تعادل قيام الشخص بفريضة الحج هي التي تقضي في شهر رمضان فقط.
اقرأ أيضًا: ادعية العمرة كاملة مكتوبة للطواف والسعي والتعرف علي الأوقات المفضل الدعاء فيها للاستجابة
الأركان الصحيحة للعمرة
في الفقرة السابقة عرضنا هل عمرتين تساوي حجة، ولكن ليس في أي وقت من العام، بالَإضافة إلى أن هناك العديد من الأركان التي يجب أن يلتزم بها المسلم لكي تكون عمرته صحيحة، وتتمثل هذه الأركان على حسب آراء الفقهاء في الآتي:
- الحنفية: يرى جمهور هذا المذهب أن ركن العمرة الوحيد هو الطواف حول الكعبة الشريفة فقط.
- الشافعية: يرى جمهور هذا المذهب أن العمرة لها 5 أركان تتمثل في الإحرام، والطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، ثم الحلق أو التقصير بعد الانتهاء من مناسك العمرة، كما يجب الترتيب بين الأركان فلا يؤدى أحدهما قبل الآخر.
- المالكية والحنابلة: يرى جمهور كل من المذهبين أن أركان العمرة ثلاثة فقط، وهي الإحرام، ثم الطواف بالبيت الحرام، ثم السعي بين الصفا والمروة.
واجبات القيام بالعمرة
عند الإشارة إلى هل عمرتين تساوي حجة، تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الواجبات التي يجب الالتزام عند إجراء العمرة في شهر رمضان لكي تعادل الحج، وتتمثل هذه الواجبات في الآتي:
- أولا يجب الإحرام، وهو واجب عند من لم يقل بأنه ركن من الفقهاء؛ أي الحنفية، ومكان الإحرام هو الميقات المكاني المخصص له كما جاء في سنة الرسول.
- التجرد من المخيط للرجال ولكن بالنسبة للنساء فلا ضير لهن لبس المخيط.
- حلق الشعر أو التقصير عند من لم يقل به من الفقهاء غير الشافعية حيث إنهم يعدون الحلق أو التقصير من أركان العمرة لا من واجباتها.
المستحبات لقبول العمرة من المسلم
من الجدير بالذكر أن هناك العديد من الآداب والمستحبات التي يجب أن يقوم بها المسلم عند أداء العمرة، ومن أهم هذه الأعمال الآتي:
- حلق العانة وقص الأظافر.
- لا بد من الاغتسال قبل الإحرام بالعمرة.
- التطيب بالريح الجيد قبل التوجه إلى الإحرام.
- يجب التلبية ورفع الصوت للرجال وذلك عند قول (لبّيْكَ اللهُمَّ لبّيْكَ، لبّيْكَ لا شريكَ لكَ لبّيْكَ، إنّ الحمدَ والنّعمةَ لك والمُلك، لا شريكَ لكَ).
- هناك شرط أساسي في العمرة وهي نية الإحرام وذلك من خلال قول (اللهُمَّ إن حبَسَني حابِسٌ، فمحِلّي حيثُ حبسْتَني).
- لفظ النية وذلك من خلال قول (لبّيْكَ اللهُمَّ عُمرة).
- يستحب تقبيل الحجر الأسود والتزامه في حالة إذا توافرت الإمكانية أو من خلال الإشارة إليه إذا كان بمحاذاته.
- الاضطباع للرجل في وقت الطواف، وذلك من خلال أن يقوم بإبراز كتفه الأيمن ويغطي الكتف الأيسر.
- يستحب الرمل وهو أن يكون الرجل سريع في المشي أثناء الطواف في الأشواط الثلاثة الأولى.
- الإكثار من ذكر الله والدعاء في الطواف والسعي.
- يجب صلاة ركعتين بعد الانتهاء من الطواف.
- أن يقول على جبل الصفا عند الابتداء بالسعي (نبدأُ بما بدأَ الله بِهِ)
- الهرولة في السعي بين العلَمين الأخضرين.
ما هي فضائل العمرة؟
بعد أن تحدثنا عن إجابة هل عمرتين تساوي حجة، يجب التعرف على أن العمرة التي يقوم بها المسلم لها العديد من الفضائل التي تعود عليه، حيث إن العمرة واحدة من طرق الطاعات التي يتقرب لها الشخص إلى ربه، ومن أهم هذه الفضائل الآتي:
1- تكفير الذنوب والمعاصي
تعد الفضيلة الأولى التي يحصل عليها الشخص المعتمر بعد قضاء العمرة هو تكفير الذنوب والتخلص من المعاصي التي ارتكباها في حياته، حيث إن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ“[صحيح البخاري].
2- التخلص من الفقر والذنوب
من المتعارف عليه أن العمرة تحتاج إلى الكثير من التكاليف المادية للسفر والتنقل والإقامة في دولة أخرى، لذلك يحتاج المسلم إلى دفع الكثير من المال، لذلك يجلب الله للمسلم الغنى ويرفع عنه الفقر والضنك.
تجدر الإشارة إلى أن الرسول ذكر الأمر في سنته:
عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ؛ فإنَّهما يَنفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ كما يَنفي الكيرُ خبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ، وليسَ للحَجَّةِ المبرورةِ ثَوابٌ إلَّا الجنَّةُ“[صحيح مسند].
اقرأ أيضًا: حكم التلبية في الحج والعمرة
3- فضل العمرة في رمضان
العمرة لها فضلها في كل وقت، ولكن في وقت قضائها في شهر رمضان يكون فضلها أكبر، حيث يكون الثواب مضاعف في الشهر الكريم، حيث جاء:
عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “جاءت أمُّ سُلَيمٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت حجَّ أبو طلحةَ وابنُه وترَكاني فقال يا أمَّ سُلَيمٍ عُمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حجَّةً معي“[صحيح حسن].
يجد الكثير من الأشخاص أن الحج له الكثير من التكاليف التي قد تمنع المسلم من القيام بالفريضة، ولكن هناك العديد من الأحاديث والفتوى التي تشير إلى أن قضاء العمرة يعادل الحج ولكن ليس في كل الأوقات، بل في أوقات محددة في السنة.