ما حكم الصيام بدون سحور؟ وهل السحور واجب على المسلم في شهر رمضان؟ حيث يشعر بعض الأشخاص بعد تناول وجبة السحور وخاصةً أنها على ساعات قريبة من الإفطار بألم في المعدة لمشكلات صحية خاصة ويكونوا بحاجة إلى معرفة ما إذا كان من الضروري السحور في الصيام أم عدم تناول هذه الوجبة لا يؤثر؟ وهو ما سنوضحه من خلال موقع القمة فيما يلي.
الصيام بدون سحور
من العادات التي يقوم بها بعض الأشخاص في شهر رمضان هي الصوم بدون سحور، ولكل شخص السبب الخاص به، فمنهم من يبحث عن الأسباب الصحية التي تمنعه من ذلك، وآخر تمنعه المشكلات الهضمية وغيرهم ينتابهم الكسل أو عدم الرغبة في تناول الطعام.[1]
هذا ما يدفعنا نحو توضيح أمر مهم للغاية وهو أن الصيام بدون سحور لا مشكلة به على المسلم، ويُقبل صومه كاملًا ويأخذ الأجر عليه، ولكنه سُنة، فالسحور ما يُعين المُسلم على تحمل نهار رمضان، وكأنه طريقة عون الله لنا على قضاء عبادته سالمين دون المعاناة من الجوع أو العطش، وبه يقوى الإنسان على إتمام طاعته على أكمل وجه دون تذمر.
كما أنه أحد السُنن المهجورة التي يُستحب للمسلم أدائها أولًا دون تكاسل عنها، وبه خير وبركة للمُسلم وإعانة على المحافظة على نشاطه وصحته طوال نهار رمضان، لذا يُستحب لكل صائم أداء هذه السُنة والالتزام بها لكسب منافعها.
اقرأ أيضًا: فرض الصيام في المدينة المنورة وكان ذلك في شهر
تأثير ترك السحور على صحة الصيام
لا ضرر من ترك السحور على الصائم من حيث الأجر، فهو ليس فرض على المُسلم إطلاقًا، بل هو سُنة من سُنن النبي صلى الله عليه وسلم التي أرشدنا إليها ودفعنا نحوها وشجعنا عليها.
فقد أجابت دار الفتوى على أحد السائلين بقول عدم وجود مانع من ذلك سوى هجر سُنة النبي التي يُستحب لكل مُسلم الالتزام بها، وكذلك به استغناء عن بركة السحور، وهو ما يجعلنا نتكاسل في شهر رمضان، ولكن في أجر الصيام فيؤخذ كاملًا.
الصوم بدون سحور الإمام ابن باز
من بين التساؤلات التي تلقاها موقع الإمام ابن باز والتي كانت إجابتها واضحة وصريحة هو الاستفسار عن صحة الصيام بدون سحور، وفي ذلك كانت الإجابة أنه لا ضرر في ذلك على الصيام وثوابه، وإنما يُستحب لعدم هجر سُنة النبي.
هل الصيام بدون سحور مكروه
بعض المسلمين الصائمين على الرغم أنهم يعلمون بأمر عدم ضرورة السحور من أجل الصيام إلا أنهم يتدبرون الأمور المحببة من المكروهة، لذا نوضح ما إذا كان الأمر مكوره أم محبوب.
فالصيام بدون سحور أمر مكروه لأنه يهجر به سنة النبي وما أرشد به المسلمين، ولكن يكون مقبول، والأفضل والمستحب أكل أو شرب أي شيء بنية السحور في الليل.
ما هو أفضل سحور في رمضان
في توضيح حكم الصيام بدون سحور نتطرق نحو عرض أفضل أنواع السحور والتي تحدث عنها الكثير من العلماء والأطباء وهو الأطباء، وبه إحياء لسُنة النبي صلى الله عليه وسلم.
معنى في السحور بركة
ذُكر في الأحاديث النبوية الشريفة قول النبي صلى الله عليه وسلم “تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً” والبركة هُنا تعني الأجر والثواب.
أي أن المسلم عندما يُحي سُنة أرشده إليها النبي صلى الله عليه وسلم يكون له الأجر والثواب العظيم عند الله سبحانه وتعالى، ويكون قادر على أداء فريضة الصوم بصحة وعافية، وبدنه يقوى بها، وهي بركة ما حثنا عليه الرسول وعون الله لنا على طول فترة عدم تناول الطعام والشراب.
جواز صيام القضاء بدون سحور
قد يظن بعض الصائمين أن جواز الصيام بدون سحور يختلف من الصيام الفرض وصيام النوافل أو القضاء أو النذر، ومن خلال توضيح الحكم به يمكننا القول إنه لا يختلف في جميع أنواع الصيام.
مهما كان الصيام سواء تطوع أو فرض على المُسلم فحكم السحور به لا يختلف، ويُفضل على المُسلم اتباع نهج سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر
أضرار الصيام بدون سحور
قد يتسبب الصيام بدون سحور في أضرار أخرى تُقلل من أجر وثواب هذا اليوم، وتتمثل في:
- التذمر من الجوع والعطش، وهو ما يجعل المُسلم صائمًا رغمًا عنه لا بخشوع، وهو ما يجعل الثواب أقل من الطبيعي والله أعلم.
- التكاسل عن العبادة، فالإنسان لا يملك الطاقة التي تساعده في قضاء نهار رمضان بعبادة الله، وقد يصل به الأمر إلى الرغبة المستمرة في البقاء على الفراش دون النهوض للصلاة أو قراءة القرآن أو ما غير ذلك من عبادات واجبة عليه.
- الجوع الشديد قد يدفع الإنسان إلى فقدان عزيمته والتعرض إلى حالة من تأنيب الضمير بعد ضياع يوم من أيام الصيام بسبب الفطور، وفي هذه الحالة يتوجب عليه القضاء.
- يعود بمشكلات صحية على جسم الإنسان ناتجة عن قضاء فترة طويلة جدًا دون تناول الطعام وهي من مغرب اليوم السابق إلى مغرب اليوم التالي.
الصيام بدون سحور لا يضر بالأجر ولكن يضر بتمسك المُسلم بسنن النبي واعتياد هجرها، لذا يمكن تناول 3 تمرات فقط بنية السحور وصيام اليوم التالي وسيكون الأمر كافي في هذه الحالة.