الحكمة من صيام التطوع تدفع كل مُسلم إلى الالتزام بالصوم، فبه فوائد كثيرة تعود علينا من حيث الإيمان والشعور النفسي بالسلام وغيرها من فوائد أخرى تُبرز أهمية وفضل صيام التطوع، لذا نعرض الحكمة منه عبر موقع القمة لعلها تكون الدافع لكل مُسلم بالتقرب بما يزيد إلى الله والسعي نحو رضاه.
الحكمة من صيام التطوع
إن صيام التطوع هو الصيام غير المفروض على المُسلم، أي هو الصيام النافل، مثل الأيام البيض وصيام الاثنين والخميس وما شابه، وهو من أجمل أنواع الصيام.[1]
به يتبين نقاء المُسلم من الداخل ومدى قربه وحبه لله سبحانه وتعالى، فلم يأمر الله به ولكن المُسلم يتبعه من أجل طاعة الله ـ عزَّ وجلَّ ـ وبه يتبين المؤمن من المُسلم، بكل تأكيد نحن كمسلمين نعلم أن الإيمان يختلف عن الإسلام ولا بُد أن يكون المُسلم مؤمن بالدرجة التي تجعله راغبًا في التقرب من الله بهذا العمل الصالح، والحكمة منه تتمثل في:
1- حب الله عز وجل
تزيد درجة حب المسلم لله سبحانه وتعالى بهذا الصيام، فهو يفعله لوجه الله الكريم، بكل تأكيد سيكون سببًا في حب الله بالمزيد، ويكون بذلك في حفظه ورعايته طوال الوقت، وذلك بأي شكل من الأشكال سواءً كان بالتطوع أو التذلل.[2]
من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح فضل العبادة الغير مفروضة على المُسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه…” [صحيح البخاري].
هذا الحديث الشريف يوضح فضل أن يميل المسلم إلى المزيد من العبادة غير المفروضة عليه ومكانته عند الله في هذه الحالة، لذا فإنه من أفضل أنواع الصوم التي يمكن أن يقوم بها المسلم.
اقرأ أيضًا: هل يجوز نية الصيام بعد طلوع الشمس
2- إخراج الصدقة والزكاة
العبد الذي يرغب في المزيد من الزكاة عن الله سبحانه وتعالى عليه بصيام التطوع التابع لصيام الفريضة، فهو بذلك تزداد زكاته عند الله وترتفع منزلته ويكسب المزيد من الحسنات التي تكون شفيعة له يوم القيامة.[3]
3- تقوية فريضة الصوم
البعض من المسلمين يعانون من ضعف الإيمان والذي قد يصل بهم إلى حد عدم الرغبة في صيام شهر رمضان، ولكن لمن يرغب في علاج هذه المشكلة عليه أن يعتاد الصوم في حياته، ففي صيام النوافل تقوية للعزيمة والإرادة وبابً من أبواب كسب ثواب شهر رمضان كاملًا، وسيستطيع علاج هذا الخلل الذي يعاني منه.
4- المزيد من التقرب إلى الله
يعلم كل مُسلم جيدًا أنه كلما زادت درجة العبادة كلما زادت مكانته عند الله، وصيام التطوع من أنواع الصيام التي يقوم بها المثٍلم بنفسه دون أمر من الله سبحانه وتعالى، وهو ما يجعله أقرب إلى الله، بل ويجعله من أحب العباد إليه.
في صوم التطوع يتعفف المسلم من أي معصية، ويكف عن الشهوات، وبه يحمي نفسه من ارتكاب المعاصي التي قد تأخذ به إلى مكان بعيد عن الله سبحانه وتعالى، وهو ما يؤثر عليه في الآخرة بالخير وعظيم الأجر والمكانة.
5- وسيلة للتقوى
كل مسلم يعاني من الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى ويرغب في المزيد من التقوى والإيمان به يلجأ إلى الصوم به ثواب كبير، وبه يمكن معالجة النفس من كل الصعاب التي تمر بها، وكذلك يأخذ بالإنسان إلى طريق التقوى والإيمان المرغوب به، وبه يتحمل الإنسان أي مشقة ويزداد ثقة وإيمان بالله سبحانه وتعالى.
6- الابتعاد عن الكذب والغيبة
من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتصف بها المُسلم الكذب والنميمة، ومن الحكمة من صيام التطوع تجنب لارتكاب هذه الذنوب، وتدريب النفس على التعفف من أي معصية، فهو في صالح المُسلم من كافة الجوانب.
حكم صوم التطوع قبل القضاء
البعض من المسلمين يلجأ إلى صيام التطوع لكونه نافلة عن القضاء في حال كان عليه بعض الأيام التي يجب عليه قضائها من شهر رمضان، ولكنه أمر خاطئ.
فيجب قضاء الفرائض قبل النوافل، يجب أن يستوفي المسلم كافة ما عليه من عبادات لله سبحانه وتعالى قبل البدء في النوافل، مثل الصلاة تمامًا، يجب على المسلم قضاء الفرض قبل السُنن، لذا في حال كان هناك من عليه قضاء من شهر رمضان فلا بُد من تأديته أولًا ومن ثم البدء في صيام النافلة.
ما حكم من أفطر في صيام التطوع
قد ينوي البعض صيام يومًا ما دون فرض ويكون صوم النافلة وقبل غروب الشمس يفطر، وهنا يظن بعض الأشخاص أنه لا بُد من قضاء هذا اليوم، ولكن في صيام النافلة لا يشترك على المسلم قضاءه، فالمتطوع رقيب وأمير نفسه، إن فطر لا يحتاج منه اليوم إلى قضاء.
وصيام التطوع له المعايير الطبيعية من صيام الفرض، حيث يجب به المحافظة على الامتناع عن جميع المفطرات، سواءً من صفات، طبائع أو مأكولات ومشروبات، ويكون من الفجر حتى غروب الشمس.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور في غير رمضان
هل صوم الكفارة هو صوم تطوع
البعض يخلط بين النوافل والواجبات والأحكام الشرعية، ومن بينها الظن أن صوم الكفارة هو صوم التطوع، ولكن صوم الكفارة أو النذر لا علاقة لهم بالتطوع، فهم من أنواع الصوم الواجبة على المسلم حال تعرض لها.
أما صوم النافلة لا سبب له، ولا غاية منه سوى التقرب من الله سبحانه وتعالى أو أداء ما اكتسبناه عن الرسول صلى الله عليه وسلم من سُنة.
الحكمة من صيام التطوع عظيمة جدًا ولا يُقدرها سوى من يتطلع نحو كسب الجنة في الآخرة، فلا تقصروا في حقوق أنفسكم ما زالت حياتنا لم تبدأ بعد، واختبارنا هو ما سيُحدد كيف ستكون حياتنا الأبدية، افعلوا لها.