الفرق بين قيام الليل والوتر من الفوارق المهمة الواجب على جميع المسلمين معرفتها للتأكد من الصلوات الواجبة وغيرها من النوافل المسموح للمسلم بعدم صلاتها دون إثم في ذلك، وفي توضيح الفرق يتبين حكم كل صلاة منهما في الإسلام، ومن خلال موقع القمة سنشارك هذا الثواب وننقل ما توصلنا إليه من معلومات مهمة حسب ما أشارت إليه دار الإفتاء.
الفرق بين قيام الليل والوتر
يخلط الكثير من الأشخاص بين صلاة الوتر وصلاة قيام الليل، ويرى البعض أن كلاهما صلاة واحدة لا اختلاف بينهما، ولكنه اعتقاد خاطئ ينقله الناس بين بعضهم البعض وجزاءه عظيم عند الله، وسوف نطلع على الفرق بينهما من خلال ما يلي:
1- صلاة الوتر
هي الصلاة النافلة والسنة المؤكدة التي يتم بها ختم كافة صلوات اليوم، سواءً كانت فروض أو نوافل، وهي ركعة واحدة فقط وتجوز حتى الركعة الحادية عشر، ومسموح بصلاتها بعد صلاة العشاء في أي وقت من الليل حتى صلاة الفجر، وفي عدم صلاتها لا يُجازى المُسلم لأنها ليست فرض.[1]
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر
2- صلاة قيام الليل
هي الصلاة التي بها أجر عظيم للمسلم، وبها ينال الإنسان كافة ما يتمنى حدوثه، تتحقق بها الأمنيات والأحلام حال صلاتها بخشوع، ويجب أن تكون قبل الوتر، وهي كذلك نافلة كالوتر وتتشابه معها في كونها سُنة مؤكدة.[2]
لكنها الصلاة التي تتم قبل الوتر ولا يجوز أداؤها بعد الوتر، ويمكن أن تتم في أي وقت بعد صلاة العشاء وقبل الفجر وختم الصلوات بالوتر.
طريقة صلاة قيام الليل تختلف كذلك عن طريقة صلاة الوتر، فهي تُصلى ركعتين ثم ركعتين، ويتم الاختتام في نهايتها بصلاة الوتر، وتكون حسب مقدرة المسلم، فهي غير مُحددة بعدد الركعات.
حُكم صلاة الوتر
في الحديث عن الفرق بين قيام الليل والوتر تبين أن صلاة الوتر سُنة مؤكدة، أي أنها ليست فرض على المُسلم، فلا يحتاج من لا يصليها إلى قضائها أو تعويضها، وإنما مُستحب أداؤها وعدم الإهمال بها.[3]
ففي قضائها نهاية ليومنا على طاعة الله سبحانه وتعالى، وامتثال لرسول الله وتعاليمه الإسلامية لنا، وبها يتقرب المسلم من الله ويزيد من الثواب والطاعات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أهل القرآن أوتروا فإن الله عز وجل وتر يحب الوتر” [الراوي: علي بن أبي طالب – الاسناد صحيح].
حكم صلاة قيام الليل
اتفق جميع العلماء على حكم صلاة قيام الليل موضحين أنها الصلاة التي تندرج تحت السنن المستحبة، أي التي يُستحب لمن يستطع فعلها القيام بذلك، وهو ما يعود إلى أجرها العظيم عند الله، ولكن من يترك لا إثم عليه، لأنها ليست واجبة كالصلوات الخمس التي يُعاقب عليها تاركها بالجزاء العظيم.
اقرأ أيضًا: حكم صيام اليوم الثاني من عيد الفطر عند المالكية
فضل صلاة قيام الليل
في فضل صلاة قيام الليل سنجد الكثير من الفضائل التي سنكون بحاجة إلى ذكرها، وهي ما ستكون كافية من أجل حث جميع المسلمين على الالتزام بها بالشكل الذي يجعلها لا تقل عن الفروض الخمس، ففوائدها تتلخص في تعظيم الله لأهلها في قوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة السجدة، الآيات 16 ـ 17].
فقد مدح الله سبحانه وتعالى أهل صلاة قيام الليل، فهم من يسعون إلى العبادات، ويتنازلون عن راحة الأبدان للعبادة النافعة لهم، وكذلك هي واحدة من أشهر علامات المتقين، ومن أكثر فوائدها ذِكرًا بين الفقهاء:
- شعور النفس بالراحة والاطمئنان.
- زيادة اليقين بالله والتقرب منه.
- تؤدي بصاحبها إلى طريق الجنة.
- بها يتعلم المؤمن الصبر، والثبات على التقوى، ويزداد قلبه إيمانًا بالله.
- إذا ربط المُصلي بينها وبين أمنية يرغب في تحقيقها وداوم عليها يرى تحقيقها لا محالة بعد ذلك.
- صلاتها بخشوع تجعل صاحبها من أقرب العباد إلى الله.
- بها يترك المسلم الذنوب والمعاصي.
- قبول الدعاء والوصول إلى المبتغى.
- يعف بها الإنسان نفسه من ارتكاب المعاصي والذنوب فيبقى جسده متطهرًا في انتظار لقاء الله سبحانه وتعالى قبل النوم مباشرةً.
- الدوام على ذكر الله في الليل.
سكينة القلب لا يتمتع بها المسلم إلا بصلاة الليل، فما أجمل الإنسان الذي يختتم صلاة العشاء بقيام الليل ويختم يومه كاملًا بصلاة الفجر.