من أخطاء النّساء في رمضان التأخر في الاغتسال وغيرها من العادات الأخرى التي تعد بمثابة ذنب كبير يقع فيه العديد منهن نظرًا لعدم علمهن بأنها تعد من الأمور التي لا يجوز فعلها في هذا الشهر الكريم، ونظرًا لأهمية الأمر نقوم بعرض أبرزها من خلال موقع القمة خاصةً مع اقتراب الشهر الفضيل.
من أخطاء النّساء في رمضان
ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك الذي تهلّ فيه البركات والرحمات، وتستعد له القلوب المؤمنة بأن تُطَهر في تلك الأيام، وتستشعر حلاوة القرب من ربها، داعية إياه أن يجعلها من المعتوقين من النار، الفائزين بجنته، ومن قبلها رضاه وحبه.[1]
في رحاب تلك الأجواء الإيمانية العطرة، وكما بحث الكثير من الناس خاصةً النساء عن التحضيرات اللازمة لرمضان والتي يكون أغلبها مُقتصر على السفرات والولائم الرمضانية، وكل هذا لا بأس به بل هو من مظاهر استشعار نعمة الله والفرح بفريضته.
لكن لا بد من التنبيه على كل من يسهو في هذا الزحام أن البحث عن أحكام الصيام، وما هي الأخطاء التي من الشائع الوقوع فيها لتجنبها، وما هي أفضل الأمور لفعلها، لا يقل شأنًا عن باقي هذه التحضيرات، بل هي أعظم، حيث توجد مجموعة من أخطاء النّساء في رمضان وهي:
1- ترك الصيام لعدم طهارتها
من أخطاء النّساء في رمضان، وأهم ما يجب تسليط الضوء عليها هي أنه في حال كانت حائضًا أو نفساءً، وانقطع الدم لكنها لم تغتسل بعد، ودخل عليها وقت الصيام، لا تصوم لأنها على غير طهارة.[2]
من الجدير بالإشارة هنا أن الطهارة ليست شرطًا لصحة الصيام على عكس الصلاة، بمعنى أن في المثال السابق وجب على المرأة الصيام بمجرد انقطاع الدم، لكن الصلاة هي التي تستوجب الطهارة -الاغتسال- لأدائها.
لذلك يجب على كل امرأة أن تنتبه لهذا الخطأ لتجنب الوقوع فيه، كما أنه حال فعله في السنوات الماضية، ضرورة التواصل مع دار الإفتاء لمعرفة الحكم الشرعي لها، من حيث القضاء، أو الكفارة، أو كلاهما.
اقرأ أيضًا: لماذا نصوم رمضان 30 يوم
2- ترك كل الطاعات في وقت الحيض أو النفاس
من أخطاء النّساء في رمضان، والتي تقعن فيها عن غفلة هي ترك كافة العبادات في وقت الحيض أو النفاس، لغلبة الظن أن تلك العبادات قد سقطت من عليهن في هذا الوقت، وهذا ليس صحيح بصورة كاملة.[3]
حيث إن المرأة الحائض والنفساء تستطيع أن تقوم بعبادة الذكر، وقراءة القرآن من جهاز الموبايل دون لمس المصحف الشريف، فضلًا عن سماعه، ودورات العلم الشرعي، وغيرها، أما العبادات التي تسقط عليها هي ما يلي، والتي نستدل عليها من الحديث النبوي الشريف التالي:
- الصلاة.
- الصيام.
- الطواف بالبيت العتيق.
- لمس المصحف.
- دخول المسجد.
“عن عائشة رضي الله عنها قال: قَدِمْتُ مَكَّةَ وأَنَا حَائِضٌ، ولَمْ أَطُفْ بالبَيْتِ ولَا بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ قالَتْ: فَشَكَوْتُ ذلكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: افْعَلِي كما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي” [رواه البخاري].
3- الصلاة والصيام في وقت الحيض
على النقيض يوجد خطأ شائع آخر وللأسف تفعله نسبة كبيرة من النساء، ولا بد من ضرورة التنبيه إليه، وهو أنهن يؤدين الصلاة والصيام في وقت الحيض والنساء، ظنًا منهن أنه تقربًا لله، وزيادة حسنات.
لكن هذه أفعال خاطئة وليست من الشرع في شيء، حيث إن العبادات التي تسقط على المرأة في تلك الأوقات تكون فرضًا وليست نافلة، بمعنى أنه أمر من الله واجب عليها الامتثال إليه، فإن فعلت تُثاب، وإن لم تفعل تأثم.
في هذا الصدد لا بد على معشر النساء أن يفقهن أمر في غاية الأهمية، وهو أن تلك الأوقات هي عبادة أخرى تفردت بها بنات حواء عن الرجال، حيث إن الرجل الذي فرض الله عليه الصيام في رمضان ففعل وأخذ الأجر وانتهي.
أما المرأة صامت في رمضان، ثم جاء الحيض أو النفاس ففطرت، ثم عليها قضاء ما أفطرته بعد رمضان، أي أنها في سلسلة من العبادات كلها عليها تؤجر.
4- الامتناع عن أداء حق زوجها
من أخطاء النّساء في رمضان هو الامتناع عن أداء حقوق أزواجهن طالما لم يمنعها عذر شرعي، وهنا وجب التنبيه أن الله سبحانه وتعالى قد أحلّ العلاقة الزوجية في ليل رمضان، أي من بعد المغرب حتى قبيل الفجر، فبمجرد دخول وقت الصيام حرُم ذلك على الزوجين، وإن فعلاه بطل صيامهما ووجب عليهما القضاء وإخراج الكفارة.
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [البقرة: 187]
5- تضييع أوقات العبادات
من أخطاء النّساء في رمضان، وبكل أسف تقع فيها الكثيرات، هي إعطاء الوقت الأكبر لأشياء أخرى غير العبادات، مثل الانشغال طوال الوقت في تحضير أنواع كثيرة من الطعام طوال ال 30 يومًا، بجانب الولائم التي تستهلك جهدًا وتستغرق وقتًا فلا تمتلك منهما ما تستطيع به القيام بحق العبادة.
في هذا الصدد يجب التنويه أن بالفعل شهر رمضان يجتمع في الأسر والأحباب، وتزداد فيه صلات الأرحام وتتوطد فيه العلاقات التي يحبها الله، ولكن الهدف الأول في تلك الأيام المباركة هو اغتنام أكبر قدر من الحسنات، وذلك بتوفير الوقت لأداء الطاعات بأشكالها المختلفة.
اقرأ أيضًا: الاخطاء التي يقع فيها الصائمين والصائمات في شهر رمضان
6- الخروج من المنزل بالزينة والتعطّر
من أخطاء النساء في رمضان، هو الخروج من منزلها لأي مكان حتى لو لصلاة التراويح وهي في أبهي صور الزينة المبالغ فيها، ووضعها للعطور، وهنا وجب التنبيه أن مثل هذا الأفعال مُحرمة في كل الأوقات، لكن تزداد ُحرمتها بسبب حرمة الزمان.
من الجدير بالذكر هنا أن عدم التزيين أو التعطر لا يُعني أن تكون المرأة على غير نظافة، كما أن الإسلام لم يحجر على المرأة ولم يكّبتها من خلال منعها من أكثر ما تطيب له نفسها ألا وهو التزيّن، بدليل أن حرمة تلك الأفعال مقترنة بوجود الرجال الأجانب عنها فقط.
لكن كل ما في الأمر أن الله سبحانه وتعالى عزز المرأة وجعل لها قيمة وشأن عالٍ، فلا يصبح مُستباحًا جمالها وأنوثتها لكل غريب، ونستدل على ذلك من الآية الكريمة في كتاب الله المجيد:
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ…} [النور: 31].
تتعدد أخطاء المسلمين في رمضان من النساء والرجال، فمنهم من يقع في دائرة المحظورات أو بًطلان الصيام، أو حتى المكروهات، لذلك وجب أن نتعلم تلك الأمور حتى نغتنم الشهر المبارك.