زوجي يمنعني من الصيام هل هذا يجوز؟ وهل يجب عليَّ طاعته في ذلك؟ حيث يمنع بعض الأزواج زوجاتهم من الصيام، وهو أمر شائع لأسباب مختلفة عن بعضها باختلاف الأشخاص، ومن خلال موقع القمة سنعرض الحالات التي يحق للزوج الاعتراض بها على صيام زوجته والأسباب المؤدية إلى ذلك وحكم الدين.
زوجي يمنعني من الصيام
من الحالات التي تم عرضها على دار الإفتاء حالة منع الزوج زوجته من الصيام، وما لا يعرفه بعض السيدات أن الزوج يحق له فعل ذلك، ولكن في حالات معينة فقط.[1]
ألا وهي صيام التطوع، فلا يجوز للمرأة صيام التطوع إلا إذا وافقها زوجها على ذلك، فقد يكون بحاجة إليها أو يرغب في ممارسة حقوقه الشرعية، وبذلك تمنعه من تلك الحقوق، لذا يجب على الزوجة طاعة زوجها في رفضه صيام التطوع لأنه له الحق في ذلك.
لكن في حال كان الرفض يتعلق بقضاء صوم رمضان، أي يمنعها من قضاء صيام الأيام التي لم تصومها في رمضان فليس من حقه فعل ذلك، ولا يجوز لها طوعه.
لأنه بذلك يمنعها من طاعة الله ـ عزَّ وجلَّ ـ ويكون جاهلًا بدينه ولا بُد له من أخذ دروس في الدين الإسلامي وما يمكنه رفضه وما يجب عليه مساعدة زوجته به من طاعة الله.
حكم منع الزوج المسافر زوجته من الصيام
من الحالات التي تختلف قليلًا وتجعل الحكم مُختلف في الدين بشأن طاعة الزوجة لزوجها برفض الصيام أن يكون الزوج مسافر، فلا حرج على الزوجة من إتمام صيامها.[2]
فهو بذلك لا يقصد شيئًا سوى منعها من طاعة الله سبحانه وتعالى، فهو لا يمكنه جماعها في أيام سفره، وبالتالي لا يقع عليه ضرر من صوم التطوع، لذا يجوز للمرأة في هذه الحالة إتمام صومها وعدم اتباع رغبة زوجها وخاصةً أنها لم تمنع عنه حقه لعدم وجوده بجانبها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور في غير رمضان
حكم منع الزوج زوجته الصيام في شهر رمضان
الزوج في ذلك إما أنه مُرتد عن دينه أو لا خير فيه، فيجب عليه إعانة زوجته على طاعة الله لا رفضها أو الأخذ بها إلى طريق الضلال، لذا يجب عليها عدم طاعته في هذا الأمر.
صيام شهر رمضان واجب على الجميع، ولا بُد للزوج بالالتزام بما أمر به الله سبحانه وتعالى جميع عباده، يحق للزوجة في هذه الحالة الانحراف عن أوامر زوجها في طاعة الله سبحانه وتعالى.
واجب الزوج تجاه زوجته في صيام التطوع
في الرد على زوجي يمنعني من الصيام يُمكننا توضيح أمر مهم، وهو أن الزوج بالفعل له حق منه زوجته من صيام التطوع، ولكن يُفضل أن يُعينها على طاعة الله والتقرب منه، وأن يكون سندًا لها ومثالًا تقتدي به للتقرب من الله.
خاصةً أن صوم التطوع من أجمل أنواع الصيام النابعة من القلب وناتجة عن قوة الإيمان بالله، لذا يُفضل أن يكون عونًا لها في طاعة الله وأن يشجعها على ذلك ليكون خير الزوج لها.
هل يجب استئذان الزوج قبل صيام التطوع؟
ورد إلى دار الإفتاء سؤالًا نابعًا من بعض المشكلات التي يمر بها الأزواج مع بعضهم البعض بشأن صيام التطوع، وبه تم السؤال عن وجوب استئذان الزوج في صيام التطوع.
الجدير بالذكر أنه بالفعل أمر واجب على المرأة ولا بُد لها من استئذان زوجها قبل صيام التطوع، لأن له الحق في القبول أو الرفض كيلا تمنعه من الاستمتاع بها بحُجة الصيام، وكان هذا الرد واضح وصريح من دار الفتوى.
اقرأ أيضًا: هل يجوز نية الصيام بعد طلوع الشمس
صحة صوم الزوجة تطوعًا دون إذن زوجها
يتفق كافة المذاهب على أمر واحد وهو أن للزوج حق في رفض صيام زوجه تطوعًا على الرغم أنه شيء غير مُحبب، وذلك استشهادً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ ” [صحيح البخاري].
ونظرًا لوجوب حق زوجها بها فتركه لنافل أمر غير مُحبب، وفي قبول صومها دون موافقة زوجها اختلفت آراء المذاهب وجمهور الفقهاء، وفي ذلك ننقل الآراء عبر الجدول التالي:
| عند جمهور الفقهاء | صحَّ الصوم مع الحرمة |
| مذهب الحنفية | الكراهة التحريمية |
| مذهب الشافعية | كان تخصيص الحرمة بشأن ما يتكرر صومه أما الأيام التي يمكن تكرار صومها فيحق لها الصوم دون الإذن وهي مثل شوال وعاشوراء إلا في حال قد منعها |
يجب على الزوجة طاعة زوجها إلا في معصية الله، ونظرًا لأن صوم التطوع غير مفروض على المرأة فليس به معصية لله سبحانه وتعالى، ولا بُد للمرأة من طاعة زوجها في ذلك.