ما هي فوائد الصيام الأخلاقية؟ وما هو فضل الصيام؟ إن الصيام من أجمل وأعظم نعم الله على كل مسلم، فهو وسيلة عظيمة تمكن الإنسان من ضمان مكانة كبيرة له عند الله في الدنيا والآخرة وفضائله لا تعد ولا تحصى، سواءً على المستوى الصحي أو الديني أو الأخلاقي، وسوف نتطرق اليوم من خلال موقع القمة للتعرف إلى فوائد الصيام الأخلاقية.
فوائد الصيام الأخلاقية
عندما أمر الله المسلمين وألزمهم بالصيام كان الغرض من ذلك حصولهم على الأجر العظيم في الدنيا والآخرة ثم تهذيب النفس، وفيما يلي نتعرف إلى فوائد الصيام الأخلاقية:[1]
1- تقوى الله عز وجل
إن الصيام يؤثر تأثيرًا بالغًا في ظاهر الإنسان وباطنه أيضًا، وتتحقق تقوى الله في الصيام بما يوجبه الصيام من امتناع عن كل ما أحله الله، وذلك يؤدي إلى الامتناع عن كل ما حرمه عليه، والدليل على ذلك هو ما ورد في كتاب الله بهذه الآية الكريمة:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
[سورة البقرة، الآية رقم 183].[2]
اقرأ أيضًا: أحاديث في فضل صيام التطوع
2- شكر الله
من خلال منع المسلم عن الطعام والشراب وكل الملذات الأخرى خلال الصيام يعرف العبد قيمة ما يملكه ولم يكن يدركه، حيث يتوفر أمامه المأكل والمشرب ولكن لا يمكنه أن يقربه، مما يدفعه لحمد الله وشكره على ما لديه من النعم.[3]
3- الامتناع عن الشهوات
عندما تشبع نفس الإنسان من الطعام والشراب تبدأ في الإقبال على الشهوات، ولكن عندما تحرم من الطعام والشراب تمتنع عن الشهوات وهذا من أجل كسب رضا الله تعالى وقبول الصيام والفوز بالثواب العظيم.[4]
4- ضبط النفس
الصيام يعلم الإنسان كيف يضبط نفسه ويتحكم بها وألا ينصاع وراء شهواتها، وذلك يعود على العبد بالنفع في دينه ودنياه.
5- الرحمة والعطف
الصيام يزيد من شعور المسلم بالجوع والعطش الذي يشعر به الفقراء والمساكين في كل أيام حياتهم، وهذا يدفعه بشكل أو بآخر للرفق بهم والحرص على تقديم المساعدة لهم.
6- تدريب النفس على الصبر
إن الصيام يجمع فيما بين كل أنواع الصبر، ففيه يصبر المسلم على الطاعة وهي الصبر على الصيام، ويصبر على المعصية وهي الإفطار في نهار رمضان، والصبر على قدر الله وهو ما يصيب المسلم من جوع وعطش خلال الصيام.
فضل الصيام على الإنسان
في إطار التعرف إلى فوائد الصيام الأخلاقية يجدر بنا الإشارة إلى بعض فضائل الصيام سواءً في شهر رمضان أو في غيره من الأيام، ومن بين هذه الفضائل:
1- إجابة الدعاء
من أعظم فضائل الصيام على الصائمين هو أن دعائهم يكون مجابًا، والدليل على ذلك ما ورد في الحديث التالي:
“عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصَّائمُ حتَّى يُفطِرَ والإمامُ العَدلُ ودعوةُ المظلومِ“
[رواه أبو هريرة، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه].
2- تخصيص الصائم
لقد خص الله الصائم عنده بخصاصة تجعله من الفائزين في الدنيا والآخرة، ونستشهد على صدق ذلك بالحديث الآتي:
“عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ”
[رواه سهل بن سعد الساعدي، وحدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري].
3- نيل الشفاعة
الصائم ينال الشفاعة في الآخرة لصيامه وقيامه، حيث يكافئ الله تعالى العبد الصائم بالشفاعة من رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
4- نيل الفرحتين
إن الصائم يفرح في الدنيا وعند الله مرتين، ولقد أكد النبي على ذلك في الحديث التالي:
“عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ”
رواه أبو هريرة، وحدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر
5- بلوغ الدرجات الرفيعة
إن الصائم يرفعه الله عنده درجات حتى يبلغ ما لم يبلغه غيره، ولقد ورد حديث شريف يؤكد صحة ذلك وهو:
“عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: إِنَّ في الجنةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُها من باطِنِها، وباطِنُها من ظَاهِرِها. فقال أبو مالِكٍ الأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لِمَنْ أَطَابَ الكَلامَ، وأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وباتَ قائِمًا والناسُ نِيامٌ“
رواه عبد الله بن عمرو، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح الترغيب.
إن أكثر ما يميز فوائد الصيام الأخلاقية هو أنها تجعل المسلم بنسبة كبيرة بعد انتهاء شهر رمضان متمسكًا بما اكتسبه من عادات وخصال سامية خلال أيام الصيام ويظل حريصًا عليها.