سنن الرسول في التعامل مع الناس من الأمور الواجب اتباعها في حياتنا اليومية وذلك لمدى رقيها وجمالها، فما أجمل أن نحتذي برسول الله وأن نمشي على خطاه، وهناك الكثير من سنن الرسول في التعامل مع الناس والتي من شأنها زيادة رابطة المحبة بيننا وعبر موقعنا القمة سوء أطلعكم على سنن الرسول في التعامل مع الناس.
سنن الرسول في التعامل مع الناس
كان الرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة يحتذي به في التعامل مع الناس فلقد كان يعامل الناس بأحسن الأخلاق، فدائماً ما كان يعاملهم بلطف وحكمة، ويتجاوز عن أخطائهم، ولا يواجه أحدهم بما يكره.[1]
فتتعدد سنن الرسول صلى الله عليه وسلم فلتشمل كل أمور الحياة فيوجد سنن في البيت وسنن الرسول في التعامل مع الناس وفي الصلاة وغيرها وفيما يلي عرض لبعض سنن الرسول:
1- إلقاء السلام
وهي من السنن التي يسهل العمل بها، حيث يلقي المسلم السلام في أكثر من وقت في اليوم على غيره، فيسلم بتحية الإسلام عند الدخول للمنزل وعند الخروج منه، وعند الدخول للمسجد وعند الخروج منه؟، وعند المرور على الناس في المجالس، وعند الذهاب للعمل والمغادرة منه، وعند الرد على الهاتف.
فعن عبد الله بن عمرو قال: “أنَّ رجلًا سأل رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قال: تطعم الطعامَ، وتقرأ السلامَ، على من عرفتَ ومن لم تعرف” [صحيح النسائي].
فعن عمران بن الحصين قال أنه: “جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: السلامُ عليكم فردَّ عليه السلامَ ثم جلس فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم عشْرٌ. ثم جاء آخرُ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، فردَّ عليه، فجلس، فقال: عشرون. ثم جاء آخرُ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فردَّ عليه، فجلس، فقال: ثلاثون” [صحيح أبي داوود].
وفي الحديث السابق فضل ذكر السلام بالكامل “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” فعود لسانك يا أخي عليه حتى تحصل على هذا الأجر العظيم.
كذلك فمن السنة أن من أراد أن يفارق أحدًا من الناس عليه أن يلقي السلام كاملاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “إذا انتهَى أحدُكم إلى مجلِسٍ فليسلِّم، فإنَّ بَدا له أن يجلِسَ فليجلِس، ثمَّ إذا قامَ فليسلِّم فلَيسَتِ الأولَى بأحقِّ من الآخرةِ” [سنن الترمذي].
اقرأ أيضًا: أدعية الرسول للمتوفي جميلة ومستجابة بإذن الله
2- الابتسامة في وجه الآخرين
إن تبسمك في وجه أخيك صدقة، فعن أبو ذر الغفاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ” [صحيح مسلم].
3- المصافحة والترحيب
وهي من السنن المنقولة عن رسول الله التي من السهل اتباعها، كما أن ثوابها عظيم، فعن البراء بن عازب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفِرَ لهما قبلَ أن يفترقا” [صحيح أبي داود].
ولذلك إذا قابلت أحد الأشخاص فسلمت عليه بتحية كاملة وصافحته وأنت تبتسم في وجهه تكون قد نفذت 3 سنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- الكلمة الطيبة
الكلمة الطيبة صدقة، عبارة نسمعها منذ صغرنا ولكن قليلاً من الأشخاص يعملون بها، فإن للكلمة الطيبة أثراً عظيم في نفوس متلقيها، فهي تريح النفس وتسعد القلب وتدخل الطمأنينة والفرحة لقلوبهم.
كما تتمثل الكلمة الطيبة في الذكر والدعاء والسلام والثناء ومحاسن الأخلاق، وهي تدل على ما في قلب الإنسان من نور وهداية وجمال، كذلك لقد أمرنا الله في كتابه الكريم بأن نقول خيراً أو لنصمت في قوله تعالى {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً} [الإسراء: 53].
5- حسن الظن بالآخرين
أمرنا الله ورسوله الكريم بأن نحسن الظن وحذرونا من إساءة الظن بالآخرين ومن عاقبة ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إيَّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تَنافَسُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا” [صحيح مسلم].
6- زيارة المريض
حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على زيارة المريض، فهي تخفف عنه عناء تعبه وشقاؤه، وعن عائشة رضي الله عنها: “ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذَا أتَى مَرِيضًا -أوْ أُتِيَ به- قَالَ: أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا” [صحيح البخاري].
7- التزاور في الله
أن التزاور بين الناس يقوي الروابط الإنسانية ويزيل الفجوة بينهم، كما أنها تغرس قيم المحبة والمودة، وتوثق صلة الرحم ولذلك فلقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم فضل التزاور بين الناس.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له علَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رَسولُ اللهِ إلَيْكَ بأنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّكَ كما أحْبَبْتَهُ فِيهِ”[صحيح مسلم].
اقرأ أيضًا: أفضل أدعية الرسول .. أدعية الرسول للشفاء من المرض
فضل اتباع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم
إن اتباع السنة النبوية الشريفة هي العاصم من الوقوع في شرك البدع، فكلما أحيينا سنة أميتت بدعة، لذلك السبب علينا أن نتبع الرسول والالتزام بسنته، وأن نحذر من البدع عند انتشارها.
فعن العرباض بن سارية “وَعَظَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ…. وفيه قال: أوصيكم بتقوى اللهِ، والسَّمعِ والطاعةِ، وإنَّ عبدًا حبشيًّا؛ فإنه مَن يَعِشْ منكم بَعْدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فإيَّاكم ومُحِدَثاتِ الأمورِ؛ فإنَّها ضلالةٌ، فمَن أدرَكَ ذلك منكم فعليه بسُنَّتي، وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ مِن بَعْدي، عَضُّوا عليها بالنواجِذِ” [الحكم: صحيح مشهور].
سنن الرسول في التعامل مع الناس كثيرة، فكل تصرفات النبي كانت تعلمنا حكمة وعظة في حياتنا، فنسأل الله العظيم أن يجعلنا من أتباع سنة نبينا وحبيبنا محمد، وأن يسقينا من حوضه شربة هنيئة لا نظمأ من بعدها أبداً وأن تدركنا شفاعته يوم القيامة.