سنن النبي في الحياة اليومية واجب كل مسلم التعرف عليها والتمسك بها، إذ إن السنن من العبادات التي تساعد الناس على التقرب من الله بشكل أكبر، فالكل يعرف العناء الذي تكبده النبي صلى الله عليه وسلم من أجل نشر هذا الدين الحنيف، ورغم ذلك لم يستسلم ليصل لنا هذا الدين على طبق من فضة، ومن خلال موقع القمة نعرض بعض السنن النبوية.
سنن النبي في الحياة اليومية
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ضحى بالكثير من أجل عزة الإسلام والمسلمين، يكفي أنه كان يعذب هو واتباعه على يد قريش وطرد من مكة فقط لأنه لم يقبل بالتنازل عن الرسالة ورغم كل ذلك فهو لم يطلب شيء لنفسه وأجل دعوته.[1]
ليكون شفيعًا للمسلمين يوم القيامة كل هذه الأمور تمثل دافع قوي للتمسك بهذا الدين، ولاتباع الهدي النبوي والالتزام سنن النبي في الحياة اليومية مثل ما يلي:
- كان للنبي آداب في تناول الطعام والشراب فقد ورد عنه “إِذَا شَرِبَ أحَدُكُمْ فلا يَتَنَفَّسْ في الإنَاءِ، وإذَا أتَى الخَلَاءَ فلا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بيَمِينِهِ، ولَا يَتَمَسَّحْ بيَمِينِهِ” [صحيح البخاري – الراوي: أبو قتادة الحارث بن ربعي]
- كان النبي صلى الله عليه وسلم حين يدخل الخلاء يقول اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الخُبُثِ والخبائِثِ وحين يخرج منه يقول غُفرانَك غُفرانَك.
- من السنن النبوية التكبير عند صعود أي شيء جبل أو سلم أو دابة والتسبيح عند النزول.
- كان رسول الله يحافظ على نظافة ثوبه وكان يحرص على طلب الصحابة بالتنظيف خصوصًا عند التجمع للصلاة مثل الجمعة وصلاة العيد فقد ورد في حديث نبوي شريف “ما على أحدِكم إذا وجد سعةً أن يتخذَ ثوبينِ ليومِ الجمعةِ سوى ثوبي مهنتَه” [حسن – الراوي: عبد الله بن سلام]
معنى السنن النبوية وأهميتها
في إطار الحديث عن سنن النبي في الحياة اليومية من اللازم شرح ما السنة؟ وهي كل قول أو فعل قام به النبي صلى الله عليه وسلم، وهي في اللغة منهج أو أسلوب حياة، وقد كان النبي يقوم بكل شيء ليعلم أتباعه أن يقتدوا به لأنه كان حريص أشد الحرص على أداء الرسالة وتبليغ الأمانة، وقد ورد في القرآن قوله تعالى:
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [سورة النور (54)]
لذلك فإنه من واجب كل مسلم أن يطبق هذه السنن، وليس فقط أن يعرفها لأنها تهدي للصراط المستقيم، وهي الطريق الذي على المسلم اتباعه للحصول على المنافع في الدنيا والآخرة، حيث ورد في حديث قدسي أن الله تعالى قال:
” مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به،…”
” ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ” [صحيح البخاري – الراوي: أبو هريرة]، وذلك بالإضافة إلى الفوائد التالية:
- الالتزام بالقيام بالسنن النبوية يساعد على التقرب من الله عز وجل ويساعد المرء على الحصول على رضا المولى والحصول على محبته وتوفيقه وحمايته.
- السنن تحافظ على الفرائض كالسور الذي يطوق المدينة ويحميها من الأعداء فالالتزام بالنوافل والسنن يساعد العبد على التوقف عن التفريط في الفرائض.
- الحفاظ على أداء السنن يجعل الإنسان يعيش بين الناس بأخلاق قويمة ويجعله مرتاح البال والخاطر في الدنيا.
اقرأ أيضًا: افضل دعاء الرسول يوم الجمعة مكتوب مستجاب ادعية يوم الجمعة
حياة الرسول في البيت
لا يمكن الحديث عن سنن النبي في الحياة اليومية دون أن نوضح طبيعة النبي بين أهل بيته، إذ قال النبي في حديث شريف “خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي” [صحيح – الراوي: عائشة أم المؤمنين] وهي أكور من اللازم تعلمها وتنفيذها للحصول على أسرة مسلمة سعيدة وفيما يلي نعرض بعض هذه السنن:
“عن عائشةَ أنَّها سُئِلت: ما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعمَلُ في بيتِه؟ قالت: كان يَخيطُ ثوبَه ويخصِفُ نعلَه ويعمَلُ ما يعمَلُ الرِّجالُ في بيوتِهم” [صحيح ابن حبان – الرواي: عائشة أم المؤمنين]
بالتالي فإن أي مسلم يفهم من ذلك أن قيامه بأي شيء لمساعدة أهل بيته يعد من أفضل العبادات والسنن التي يمكن أن تحسن العلاقات الزوجية، لأنها تشعر الزوجة بالتقدير والحب من زوجها.
كان الرسول إذا دخل بيته فإنه يذكر الله ويسلم على أهل البيت وحين يخرج منه يقول بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سنن الرسول في النوم
يحرص المسلم على اتباع سنن النبي في الحياة اليومية ومن أهمها سنن ما قبل النوم وعند الصحوة، لكي يبدأ يومه بالخير ويتمه بالطاعات وقد كان للنبي أذكار متخصصة يقولها في كل مناسبة فللنوم أذكار وللصباح أدعية، وكذلك في كل وقت ومن سنن النوم ما يلي:
- ترديد أدعية مثل باسمك اللهم أموت وأحيا والتي توجد في حصن المسلم
- يسمح بيده الفراش ثلاث مرات
- يقرأ المعوذتين وآية الكرسي وبعض الآيات القرآنية الأخرى.
- ينام على الجانب الأيمن.
- يقول إذا تقلب ليلَا لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار.
اقرأ أيضًا: دعاء الرسول في الطائف وصحة دعاء النبي في الطائف
سنن الرسول في التعامل مع الناس
سنن النبي في الحياة اليومية من اللازم التعرف عليها ليتمكن المرء من التعامل مع الناس بطريقة ترضي الله عنه عز وجل، وقد كانت أخلاق النبي مثيرة لإعجاب حتى أعدائه وقبل أن تقوم الدعوة كانوا يلقبونه بالصادق الأمين، لذا على كل مسلم أن يتعلم من النبي ويقوم بالالتزام باتباع هداه، كما نوضح في النقاط التالية:
- “مَن ستَر أخاه المسلمَ ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه” [صحيح ابن حبان – الرواي: أبو هريرة].
- كان الرسول عند الغضب يستغفر الله ويستعيذ من الشيطان ويغير وضعه إن كان واقف جلس وإن كان جالس وقف ويتوضأ ويصلي.
- ورد في حديث نبوي “ليس المُؤمِنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ” [المعجم الأوسط – الرواي: عبد الله بن مسعود].
السنن هي القيام بملاحظة كل شيء قام به النبي مثل تعامل الرسول مع الأطفال، حيث كان يعطف عليهم ويداعبهم والاقتداء به في كل أمور الدنيا فلا نغش الكيل ولا نغلظ القول.