ما هو حكم الإفطار في صيام التطوع؟ وما هي فوائد صيام التطوع للمسلم؟ عبادة الصيام من أحب العبادات إلى الله عز وجل، بالإضافة إلى أن الفرد الذي يريد التقرب إلى الله يكون من خلال صيام شهر رمضان المبارك، ولكن هناك أوقات أخرى يمكن أن يصوم فيها الفرد للحصول على الأجر والثواب، وسوف نتعرف على حكم الإفطار عند الأئمة من خلال موقع القمة.
حكم الإفطار في صيام التطوع
صيام أيام التطوع لا تختلف عن صيام شهر رمضان، فالأمور التي تفطر في شهر رمضان شأنها شأن التي تفطر في أوقات صيام التطوع، ولكن هذا الأمر اختلف عليه العديد من العلماء والفقهاء، وجاءت هذه الاختلافات على النحو التالي:
1- حكم الإفطار في صيام التطوع عند الحنفية
يرى مذهب الإمام الحنفي أنه يجب أن يلتزم الشخص الصائم بالصيام وكما يجب الحفاظ على إتمامه، والبعد عما يقوم بإفساده وذلك حتى يتم انتهاء فترته عن أذان المغرب.[1]
تجدر الإشارة إلى أن هذا المذهب استند إلى قوله تعالى }ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ{[البقرة: الآية 187]، حيث إن الآية لا تخصص نوع من الصيام سواء الفرض أو التطوع، لذلك يرى المذهب أن الشخص يجب عليه الالتزام بوقت الصيام، حيث إن العبرة بعموم اللفظ وهو إتمام الصيام.
بالإضافة إلى أنه اعتمد على أن هذه الآية لم تنزل في الفرض فقط، حيث إن حكمها يطبق على كل أنواع الصيام وليس الفريضة فقط، لذلك الأمر الذي يبطل صيام الفريضة يبطل صيام التطوع.
اقرأ أيضًا: دعاء الإفطار اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت
2- حكم الإفطار في صيام التطوع عند الشافعية
يأتي رأي الشافعية مخالف لرأي الحنفية، حيث يقول جمهورها بجواز الإفطار في صيام التطوع، بعد الشروع فيه مع الكراهة دون ترتب القضاء، حيث أنه استدل على حديث الرسول:
عن فاختة بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال” أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم دعا بشرابٍ فشرِب ثمَّ ناولَها فشرِبت فقالت أما إني كنتُ صائمةً فقال صلَّى اللهُ عليه وسلم الصائمُ المتطوِّعُ أميرُ نفسِه إن شاء أفطرَ وإنْ شاءَ صام“[صحيح مسند].
3- حكم الإفطار في صيام التطوع عند المالكية
أفتي شعب المالكية بحرمة إبطال صيام التطوع، إلا في حالة إذا كان هناك عذر قوي تسبب في الإفطار، ومن أهم الأسباب هو العذر الشرعي مثل الإكراه على الصوم، الشعور بشدة العطش، السفر الطارئ، عند الحلف بالطلاق، في حالة قدوم الدورة الشهرية للنساء.
4- حكم الإفطار في صيام التطوع عند الحنابلة
صرح جمهور الحنابلة بعدم وجوب إتمام صيام التطوع، حيث إن الشخص يحق له إفساد صيام التطوع والخروج منه، بالإضافة إلى أنه لا يقع في أي أثم أو ذنب، كما أنه لا يكون مطالب بقضاء هذا الصيام.
تجدر الإشارة إلى أن شعب المالكية استدلوا برأيهم من خلال الحديث الشريف، عن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ قالَ لي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ: يا عَائِشَةُ، هلْ عِنْدَكُمْ شَيءٌ؟ قالَتْ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما عِنْدَنَا شيءٌ، قالَ: فإنِّي صَائِمٌ، قالَتْ:..”
” فَخَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَأُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ -أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ- قالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ -أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ- وَقَدْ خَبَأْتُ لكَ شيئًا، قالَ: ما هُوَ؟ قُلتُ: حَيْسٌ، قالَ: هَاتِيهِ، فَجِئْتُ به فأكَلَ، ثُمَّ قالَ: قدْ كُنْتُ أَصْبَحْتُ صَائِمًا“[صحيح مسلم].
مبطلات صيام التطوع
في إطار حديثنا عن حكم الإفطار في صيام التطوع، لا بد من التنويه إلى أن هناك العديد من الأمور التي تساهم في إبطال صيام التطوع، والتي تتشابه مع مبطلات الصيام في شهر رمضان، ومن أهمها الآتي:
- يبطل الصيام في حالة إذا قام الشخص بتناول الطعام أو الشراب وقت الصيام، ولكن على الجانب الآخر إذا حدث الأمر نتيجة النسيان لم يبطل الصيام.
- في حالة إذا تم ممارسة العلاقة الحميمة بين الزوجين حيث يأتي الرجل زوجته أثناء الصيام.
- يبطل الصيام للمسلم في وقت صيام التطوع في حالة إذا قام بالقيء عند قصد، والذي يكون من خلال إفراغ المعدة من الطعام والشراب الذي يوجد بها، ولكن في حالة إذا غلبه القيء لا يبطل صيامه لأنه يكون غير متعمد.
- في حالة الاستمناء المتعمد والذي يقوم به الشخص من تعمد إخراج المني من الفرج دون حدوث الجماع وذلك من خلال استخدام الأيدي أو غيرها من الأدوات الأخرى.
- تناول جرعات من أدوية الفيتامينات.
اقرأ أيضًا: دعاء قبل الإفطار للحبيب
تأثير صيام التطوع على صحة الجسم
عند الإشارة إلى حكم الإفطار في صيام التطوع، تجدر الإشارة إلى أن الصيام لا تقتصر فوائده على الجانب الديني والثواب والجزاء فقط، حيث إن الصيام له تأثير كبير على صحة الإنسان من الناحية البدنية والجسدية بصورة إيجابية، ومن أهم هذه النصائح الآتي:
- له دور في تعزيز الأداء المعرفي لدى الشخص لتحسن العقل.
- يساهم في تحسين مستوى اللياقة البدنية العامة والتمتع بالجسد الصحي.
- يعمل على حماية الجسم من السمنة والأمراض المزمنة التي تسببها.
- المساعدة على تخفيف الوزن فالامتناع عن تناول بعض الأطعمة والمشروبات يؤدي إلى تقليل كمية السعرات الحرارية خلال اليوم، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
- يحمي جسم الصائم من الإصابة بمرض السكري حيث إنه يساهم في خفض معدل سكر الدم.
- يساعد في التقليل من الالتهابات التي تصيب الجسم.
- له دور كبير في تقليل نسبة الإصابة بخطر أمراض القلب والسرطان.
- يعمل علاج الأرق والانتظام في النوم بشكل طبيعي.
- ينظم معدل الكوليسترول في الدم.
- يعمل على خفض أسلوب الحدة والعنف تجاه الآخرين.
- له دور في تحسين الحالة المزاجية عند الإنسان.
- يساهم في الحفاظ على معدل الأنسولين في الجسم.
- يمد الجسم بالطاقة اللازمة.
- يعمل على خفض معدل إفراز هرمون الكورتيزول الذي يتم إفرازه في نفس وقت السحر والذي يقلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- يحل مشكلات الإجهاد الفكري والذهني.
- يخلص الجسم من الدهون التي تفرز ليلاً بعد وجبة العشاء والتي يطلق عليها الجليسيرات الثلاثية التي تزيد خطورتها عند التراكم في الدم.
- تحسين المشاعر الإيجابية.
- يقلل التوتر عند الأشخاص بصورة ملحوظة.
صيام التطوع يعامل كالصيام الفرض، حيث أن هناك العديد من الأمور التي تفطر وتبطل الصيام، حيث إن صيامه له العديد من الفضائل والفوائد للصحة النفسية والجسدية.