حكم من جامع زوجته في نهار رمضان وهو مفطر اتفق عليه أغلب فقهاء وعلماء الدين الإسلامي، وعلى المسلم تجنب ذلك الفعل في أوقات الصيام، والالتزام بحرمة وقدسية الشهر الكريم، وتجنب الشهوات طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، إذ يعتبر ذلك انتصارًا على الهوى والنفس والشيطان، فرمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، وهو ما سنتعرف عليه من خلال موقع القمة.
حكم من جامع زوجته في نهار رمضان وهو مفطر
يعتبر الجماع في نهار رمضان من مفسدات الصيام التي توجب على مرتكبها الكفارة والقضاء، ويُشترط لذلك أن يكون الرجل مُتعمّدًا للجماع، ومختارًا له بإرادته، وعلى علم بحرمة ذلك دون عذر في فعله.[1]
في حال قام الرجل بمجامعة زوجته، وجب عليه التكفير عن فعله بعتق رقبة، ونظرًا لعدم تحقق ذلك البند في عصرنا هذا، فمن لم يجد رقبة مؤمنة فعليه بصيام شهرين متتابعين، ومن لم يستطع صيام الشهرين، فعليه بإطعام ستين مسكينًا.
ولا بدّ من مراعاة الترتيب في الكفارة، كما أن كفارة الجماع في نهار رمضان يجب أن تكون في وقتها دون المماطلة في الوقت، ولا يجوز تأخير تنفيذ الكفارة إلا في حال تواجد عذر شرعي معتبر، ومن أبطل صيامه بسبب تناول الشراب أو الطعام، أو بسبب الجماع، فيجب عليه استئناف صيام شهرين متتابعين ولا يعتبر بالصيام السابق لتلك الأعمال.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن رمضان بالصور
اعتقادات خاطئة عن كفارة الجماع في نهار رمضان
في ظل التعرف على حكم من جامع زوجته في نهار رمضان وهو مفطر، فقد أوضح بعض علماء الدين أن من جامع زوجته في نهار رمضان يجب عليه صيام شهرين متتابعين، مشددًا على ضرورة صيام الشهرين المتتابعين، إذ يفضل البعض الاستسهال واللجوء إلى إخراج الكفارة بإطعام 60 مسيكنًا.
إذ لا يجوز اللجوء لذلك الحل إلا لسبب مرضي، وبأمر من الطبيب المختص، حينها يحق للفرد أن يطعم 60 مسكينًا.
وأضاف أحد العلماء من خلال إجابته عن سؤال تم توجيهه له كان ينص على التالي “جامعت زوجتي في نهار رمضان وسألت شيخا فقال لي أطعم 60 مسكينا.. فهل هذا يكفي”؟، فكانت اجابته: “عليك بصيام شهرين متتابعين أنت وزوجتك ولا يجوز لكما الإفطار ولو يوم واحد، وفي حال حدوث ذلك عليك بإعادة الصيام من البداية.
حكم كفارة الجماع على الزوجة
أكد العلماء والفقهاء أن جماع الرجل لزوجته عمدًا في نهار رمضان هو واحدًا من أهم مبطلات الصيام، موضحين أن من يتركب تلك الفعلة، فعليه بالقضاء والكفارة، وهي في جميع المذاهب صيام شهرين متتابعين.
وجاء في أحد الفتاوى اختلاف العلماء في هل الكفارة تشمل الزوج والزوجة معًا؟، فبعض المذاهب ترى أن الكفارة تشمل كلاهما، ويرى البعض الآخر أن الكفارة تقتصر على الزوج فقط، أما الزوجة فعليها القضاء فقط، حتى وإن كان كلاهما شريك في الإثم والمعصية.
سقوط كفارة الجماع عن الزوجة
أوضحت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، أن هناك حالة يتوجب فيها الكفارة على الزوج وحده في حال قيامه بجماع زوجته أثناء الصيام في نهار رمضان.
وأفادت «البحوث الإسلامية» عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في الاجابة عن سؤال: “هل إجبار المرأة على الجماع في نهار رمضان يوجب عليها الكفارة؟”، بأنه في حال أجبر الرجل زوجته على الجماع في نهار رمضان أثناء الصيام، فلا كفارة عليها باعتبارها ممكنة له.
وألمحت لجنة الفتوى إلى أنه يجب على الزوجة في هذه الحالة قضاء ذلك اليوم ولا تؤثم عليه، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه»، مشيرة إلى أن ذلك بخلاف الزوج، إذ يلزم هو بالقضاء والكفارة وهي صيام شهرين متتابعين، وفي حال لم يستطع فيمكنه إطعام ستين مسكينًا والإثم عليه.
مبطلات ومكروهات الصيام
تتعدد الأمور التي يمكن أن يفسد بها صوم المسلم ويبطل بها صيامه، والمفطرات عامة – فيما عدا الحيض والنفاس – لا يفطر بها الصائم إلا بثلاثة شروط، هي:
- أن يكون مرتكب الفعل عالمًا غير جاهل.
- وأن يكون ذاكرًا لا ناسٍ.
- وأن يكون غير مضطر ولا مكره، ويأتي على رأس قائمة مكروهات ومبطلات الصيام:
1- الجماع
فبمجرد ارتكاب الصائم لفعل المجامعة بطل صومُه، فرضًا كان أو نفلًا، وفي حال حدث ذلك في نهار رمضان، فعليه القضاء مع الكفارةُ المغلظة.
2- إنزال المني اختيارًا
وهو أن يقوم أحد الأفراد سواء بالتقبيل أو اللمس أو الاستمناء في نهار رمضان، إذ يعتبر ذلك من الشهوة التي لا يجوز قبول الصوم إلا باجتنابها.
3- الأكل أو الشرب عمدًا
إذا أكل الصائم أو شرب متعمدًا مختارًا لذلك بإرادته، فسد صومه؛ وذلك لقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (البقرة: 187).
4- ما كان بمعنى الأكل أو الشرب
ويتمثل ذلك في الإبر المغذية التي يمكن الاكتفاء بها عن الأكل والشرب؛ لأنها لا تعتبر أكلًا وشربًا حقيقًا إذ رأى بعض الفقهاء أنها لا تفطر، وقد ذكرت دار الإفتاء المصرية، في حكم الحقن والجلوكوز والمحلول الملحي والمانيتول، أنها جميعًا لا تعتبر من مفسدات الصوم وذلك لعدم دخولها في منفذ مفتوح.
إذ تدخل للجسم عن طريق الجلد، وكأنه تشربها، ولا فرق بين أن يتشربها الجلد وبين أن يتم حقنها.
اقرأ أيضًا: الاخطاء التي يقع فيها الصائمين والصائمات في شهر رمضان
5- خروج دم الحيض والنفاس
يعتبر ذلك من مفسدات ومبطلات الصيام أيضًا، بالرجوع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ، فَذلكَ نُقْصَانُ دِينِهَا” [ صحيح البخاري] .
الصيام من العبادات ذات الأثر العظيم في حياة الفرد والمجتمع، إذ يسهم بدور كبير في تعليم الإنسان الصبر وتحمل المشاق، ويربط العبد بربه، وذلك لما به من خضوع وطاعة وحرمانٌ من ملذات الحياة الفانية.