ما هو حكم الحبوب التي توضع تحت اللسان للصائم؟ وما هو رأي مجمع الفقه الإسلامي في ذلك؟ فهذه الأسئلة شائعة مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث يتسائل ممن يتناولون مثل تلك الحبوب كدواء عن تأثيرها على الصيام بحجة أنها لا يتم بلعها بالماء، ولكن سنتعرف على الحكم الصحيح من خلال موقع القمة.
حكم الحبوب التي توضع تحت اللسان للصائم
مع دخول شهر رمضان الكريم تكثر التساؤلات حول المفطرات، ومن الأسئلة الشائعة هي حكم الحبوب التي توضع تحت اللسان للصائم، وهذه الحبوب كالتي يستعملها بعض مرضى القلب أو مرضي الضغط، توضع تحت اللسان ولا تبلع ويمتصها الجسم، فهل هذه الحبة تفسد وتبطل الصيام؟ اختلف حكم الشيوخ في ذلك وسوف نذكر لكم مختلف الآراء فيما يلي:
1- الرأي الأول
تعد منطقة ما تحت اللسان هي أكثر المناطق في الجسم امتصاصاً للعلاج وذلك ما قاله الأطباء، وذكروا أن لهذا السبب أسرع علاج لبعض الأزمات القلبية هي حبة توضع تحت اللسان، تمتص بشكل سريع ومباشر، فيحملها الدم للقلب فيوقف الأزمة مباشرة.[1]
وذلك جاء الحكم هنا أن هذه الحبوب لا تفسد الصيام لأنها تمتص عن طريق الفم ولا يصل منها شيء إلى المعدة، لكن بشرط على من يستخدمها يحذر جيداً من أن يقوم ببلع أي شيء من الحبة بعد ذوبانها في الفم أو قبل امتصاصها بالكامل، فهي في هذه الحالة مفطرة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز نية الصيام بعد طلوع الشمس
2- الرأي الثاني
وهو رأي مجمع الفقه الإسلامي والذي جاء في قراره “الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات: … الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق”.
وأشار أن تناول هذه الحبوب لا يفسد الصيام، بشرط ألا يبتلع شيئاً مما يتحلل منها، وذلك بالإجماع للآتي:
- لا يدخل منها شيء للجوف، حيث تقوم الأوعية الدموية الموجودة تحت اللسان بامتصاصها ونقل المادة الدوائية مباشرة للقلب.
- لا تعد هذه الحبوب أكلاً أو شرباً ولا في معناهما.
- إجماع أهل العلم على عدم الفطر بما ينفذ من المسام، ولا فرق بين أن تكون هذه المسام خارج الفم أو داخله.
- أن الأصل صحة الصيام، ولا يصح أن يحكم بفساده إلا عن يقين.
3- الرأي الثالث
جاء في هذا الرأي أن الحبة التي توضع تحت اللسان موجبة الفطر إذا كان سيصل من محلولها شيء إلى الجوف أو الحلق، وهو الظاهر ولذلك لا يجوز تناولها أثناء الصيام إلا في حالة الضرورة والاحتياج إليها، وعلى من يتناولها قضاء هذا اليوم بناء على قول الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة:184].
اقرأ أيضًا: هل من شروط الصيام الطهارة من الحيض
الحكم الأرجح للحبوب تحت اللسان للصائم
رغم اختلاف الآراء بين تفطر ولا تفطر لا شك أن الرأي الأقوى الذي يعود إلى مجمع الفقه الإسلامي، فديننا دين يسر، ولذلك فإن حكم الحبوب التي توضع تحت اللسان للصائم وهو مريض لا تفطر، وذلك لأنها لا تصل إلى الجوف.
حيث ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن استخدام الأقراص تحت الجلد تدخل في معنى التداوي من غير طريق الفم والأنف، فإنه لا يبتلع الدواء بل تترك الحبة تحت اللسان وتمتص مباشرة وتصل للدم ولذلك نقول إن الأقرب أنها لا تفطر الصائم، وذلك في حالة عدم وصول شيء إلى الجوف.
بعد معرفة حكم الحبوب التي توضع تحت اللسان للصائم لا بد أننا نستشعر مدى يسر الدين الإسلامي الحنيف، فنسأل الله أن يتقبل الصيام والقيام من المسلمين في كافة بقاع الأرض.