حكم التردد في نية صوم القضاء من الأسئلة التي يرغب الكثير في معرفة إجابتها الدقيقة، إذ تردد المسلم في الصوم فنوى الإفطار ولم يفطر فيقف في موضع حيرة ولم يعرف هل يؤثر هذا على صحة الصيام أم لا؟ فالنية ركن من أركان الصيام ولكن ماذا لو حصل التردد فيها وهذا ما سنوضحه من خلال موقع القمة.
حكم التردد في نية صوم القضاء
اختلف العلماء في حكم صحة صيام من تردد في الصيام ونوى الفطر ولم يفطر على أقوال فمن العلماء من ذكر أنه يفسد صيامه على اعتبار أن النية ركن من الصيام، ومن العلماء من رأى أنه لا يفسد صيامه إلا بالأكل أو الشرب بالفعل.[1]
فقال الشافعية إن نوى الفطر ولم يفطر بطل صومه على اعتبار أن النية ركن في الصيام، وقال أحمد بن حنبل والشافعي من أصبح وهو ينوي الفطر ولم يأكل ولم يشرب شيئًا فصيامه صحيح ولا شيء عليه وهذا من ضمن بحثنا عن حكم التردد في نية صوم القضاء.
التردد في النية بغير الجزم بالصيام
إذا تردد الإنسان في الصيام من الليل هل يصوم أم لا فإن صومه غير صحيح لأنه لابد من الجزم بالنية ليلًا للصيام في ذلك اليوم على خلاف من تردد في النية بالنهار بعد الجزم بالنية ليلًا ففي هذه الحالة اختلف العلماء هل يصح صومه أم لا.
اقرأ أيضًا: هل يجوز نية الصيام بعد طلوع الشمس
حكم الجمع في النوايا للصيام
ذكر العلماء أنه لا يجوز الجمع بين صيام الفرض والنافلة، فلكل منهما عبادة مستقلة بذاتها فلا يجوز الجمع بينهما فكل يصام في أيام مستقلة فلا يصح صيام القضاء مع صيام الست من شوال، أو مع صيام الإثنين والخميس أو الثلاثة أيام من كل شهر عربي.
لا يصح للمسلم أن يجمع في نوايا الصيام في فرضين فلا يجوز أن يصوم قضاء مع صيام كفارة ولا يصوم قضاء مع صيام نذر فكل منهما له أيام مستقلة يجب على المسلم قضاؤها وهذا من ضمن موضوعنا عن حكم التردد في نية صوم القضاء.
حكم تبييت النية بعد الفجر
اختلف العلماء في حكم النية بعد الفجر على أقوال فمن العلماء من رأى أنه لابد من تبييت النية ليلًا ومن العلماء من رأى أنه يجوز تأخيرها إلى الضحى ومن العلماء من رأى أنه يجوز النية في النهار وذلك بالنسبة لصيام النفل دون الفريضة.
أقوال العلماء في مسألة النية في صوم القضاء
صرح الإمام مالك أنه يجوز النية في رمضان من أول يوم وتغني عن الشهر كله باعتبار صوم رمضان عملًا واحدًا وإن كانت موزعة على عدة أيام والظاهر أن كل يوم عبادة مستقلة بذاتها مسقطة لفرض وقتها وهذا من بحثنا عن حكم التردد في نية صوم القضاء.
ذهب الحنفية إلى أنه يجوز تأخير نية الصيام إلى الضحى في صيام في صوم رمضان والنذر المعين والنفل أما ماعدا ذلك فلم يجيزوا التأخير وأوجبوا النية كقضاء رمضان والنذر المطلق وقضاء النذر المعين والنفل بعد إفساده.
ذكر المالكية أنه في جميع أنواع الصيام فلابد من تبييت النية سواء في النفل أو القضاء أو الكفارات وغيرها ومن لم يبيت النية فلا يجزئه الصوم بينما فرق الشافعية بين الفرض والنفل فأوجبوا تبييت النية في الفرض.
قول ابن الباز في حكم عقد النية بعد الفجر
ذكر ابن الباز أنه يجوز النية في النهار في صيام النافلة دون الفريضة فإذا أصبح الإنسان ولم يأكل شيئًا فيجوز له أن ينوي صيام نافلة على عكس الفريضة أنه لابد من تبييت النية قبل الفجر وهذا من ضمن بحثنا عن حكم التردد في نية صوم القضاء.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور في غير رمضان
هل تجب الكفارة على من أفطر عمدًا في رمضان؟
من تعمد الإفطار في رمضان فعليه أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله وكثرة الاستغفار وقضاء ما عليه من أيام ولا تجب عليه الكفارة فالكفارة لا تجب إلا على من جامع في رمضان.
النية للصيام ركن لصحة الصيام ولابد من تبييتها ليلًا وفي حالة النافلة من الممكن أن تكون النية نهارًا والتردد في النية في صوم القضاء اختلف العلماء فيه فمنهم من قال من تردد ولم يفطر فصيامه صحيح ومنهم من قال بعدم صحة صيامه.