حكم الإفطار في السفر بعد الوصول من الموضوعات التي يتم البحث عنها بشكل كبير، حيث إن لشهر رمضان بهجة بحضوره لكن يضطر بعض الناس إلى ممارسة أعمالهم أثناء الصيام بل ويكونوا على سفر، لذا يتيح موقع القمة معرفة هل يصح الإفطار في السفر بعد الوصول أم لا.
حكم الإفطار في السفر بعد الوصول
سمح الإسلام للمسافر بالإفطار في نهار شهر رمضان لكن يجب عليه قضاء تلك الأيام التي أفطرها، فإذا سافر شخص إلى بلد ما، إذا استطاع أن يكمل صومه فله كامل الأجر والثواب، أما إذا لم يستطع بسبب مشقة السفر، فيجب عليه الإفطار، لكن اختلف العلماء في استمرارية إفطار الصائم عند وصوله إلى بلد السفر، حيث كان الرأيان هما:[1]
الرأي الأول | الرأي الثاني |
الاستمرار في الإفطار لأن سبب الإفطار كان السفر وعلى المسافر قضاء الأيام التي أفطرها بسبب السفر. | الإمساك عن الطعام لأن سبب الإفطار أبيح السفر، وهنا قد انتهى السفر. |
اقرأ أيضًا: أفطرت في رمضان بسبب زوجي
متى يفطر المسافر
من خلال معرفة حكم الإفطار في السفر بعد الوصول يجب القول إن الإسلام قد حرص على التسهيل للمسلمين في أمور حياتهم، وبالتالي أحل ورخص لهم بعض من تجاوزات العبادات، مثل إفطار أيام من رمضان للمسافر، وكان ذلك لمن يهون عليه مشقة سفره.
ذلك للتخفيف على المسلمين في ممارسة شعائرهم، لكن هناك عدة شروط يجب العلم بها، لكي يتمكن المسلم من الإفطار بعد السفر، وتتمثل تلك الشروط في:
- أن تكون المسافة طويلة جدًا.
- عدم مكوث المسافر لفترة طويلة في هذا البلد.
- أن يكون السفر لغرض صالح مثل عمل تجاري أو تعاوني أو غيره.
- أن يكون المسافر ليس ممن هم معتادي الخروج مسافات طويلة.
حالات لا يجب أن يفطر فيها المسافر
في إطار التعرف على حكم الإفطار في السفر بعد الوصول، يمكن معرفة بعض الحالات التي يحرم على المسافر الإفطار حيث تتمثل تلك الحالات في:
- إذا كان سفره لا يبلغ مسافة القصر (ومسافة القصر هي أربعة برد وتعادل 80 كيلو تقريبًا، وذهب بعض العلماء على أنه لا اعتبار بالمسافة وإنما العبرة بما يسميه الناس سفرًا).
- إذا لم يكن سفره مباحًا عند جمهور العلماء.
- إذا سافر لأجل أن يفطر.
- إذا سافر وأراد أن يفطر قبل مفارقة بيوت قريته أو مدينته.
- إذا أقام في البلد التي سافر إليها، أكثر من أربعة أيام ويرى علماء آخرون أن المسافر يترخص برخصة السفر ما دام مسافرًا مهما طالت المدة، والله أعلم.
حكم السفر بنية الإفطار
ساهم التطرق إلى معرفة حكم الإفطار في السفر بعد الوصول، إلى القول بإن ركن الصيام هو ركن واجب على كل مسلم، لكن أحل الله للمتعذر الإفطار ومن وقع تحت ضغط، ولا قوة له تغيير ذلك، حيث إذا أراد شخص الإفطار في رمضان واتخذ السفر كحجة فإن حكمه كالتالي:
- لا يجوز له السفر وسفره إذا أصر عليه فهو حرامًا.
- لا يجوز له الإفطار ولو أفطر فسيكون قد ارتكب إثمًا فاحشًا.
- لا يجوز التحايل والخداع للتمتع بالتراخيص التي أحل بها الله للمتعذرين.
حكم قطع المسافر صومه أثناء السفر
ساهم معرفة حكم الإفطار في السفر بعد الوصول في معرفة آراء الفقهاء في حكم المسافر الذي أصبح صائمًا ثم أراد الإفطار، مع توضيح رأيهم على النحو الآتي:
الحنفية والمالكية | الشافعية والحنابلة |
ذهبوا إلى أن المسافر إذا أصبح صائمًا ثم بدا له أن يفطر، حرم ذلك عليه ويأثم وعليه القضاء فقط مع الحنفية والقضاء مع الكفارة عند المالكية، ذلك لأنه أفطر في واجب، فلزمته الكفارة كما لو كان مقيمًا. | ذهبوا إلى أن المسافر إذا أصبح صائمًا ثم أراد الفطر جاز له ذلك ولا إثم عليه، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في فتح مكة وعليه القضاء فقط. |
حكم الإفطار في رمضان للمسافر للسياحة
لم يعمل الإسلام على سجن حرية المسلم في رمضان، بل سمح له بأداء أعماله وأشغاله كافة بدون نقصان، وكان له بذلك أيضًا الأجر، بل وأباح للمسلم أيضًا الترفيه عن نفسه وذلك في إطار شرعي محدد دون الوقوع في الشبهات.
مثالًا إذا كان السفر للسياحة والذي تم اعتباره من قبل العلماء حاله كحال المسافر لأي غرض كان، جاز له الإفطار إذا كان في الصيام مشقة له.
اقرأ أيضًا: هل يفطر من أكل ناسيًا في غير رمضان
حكم الصيام في السفر
بعد التعرف على حكم الإفطار في السفر بعد الوصول، يمكن القول إنه قد اتفق الأئمة الأربعة والجمهور من الصحابة والتابعين على جواز الصيام للمسافر، وأنه يجزئه عن صومه، حيث قال أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” سَافَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ، فَلَمْ يَعِبِ الصَّائِمُ علَى المُفْطِرِ، وَلَا المُفْطِرُ علَى الصَّائِمِ“.
كما قال أبي الدرداء رضي الله عنه قال ” لقَدْ رَأَيْتُنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ في يَومٍ شَدِيدِ الحَرِّ، حتَّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَضَعُ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ، وَما مِنَّا أَحَدٌ صَائِمٌ، إلَّا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ“.
إن ركن الصيام من الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام، حيث كرم الله الإنسان وحفظ له حقوقه كاملة وذلك من خلال إتاحة ممارسة أعماله المشروعة وإن كان السفر في نهار رمضان.