كيف كان الصيام قبل فرض شهر رمضان؟ وما هي مراحل فرض صيام شهر رمضان المبارك؟ الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، حيث فرض الله الصيام على المسلمين لكي يتقربوا له بالعبادات، حيث إن الصيام له العديد من الفوائد الدينية والجسدية التي تنعكس على الإسلام، لكن قبل فرض شهر رمضان الصيام كان له وضع آخر سوف نتعرف عليه من خلال موقع القمة.
كيف كان الصيام قبل فرض شهر رمضان
يعتبر الصيام أحد العبادات التي فرضت على الناس منذ أن خلق الله الإنسان، فقد يظن البعض أن الصيام تم فرضه على المسلمين فقط، ولمن هذا الاعتقاد غير صحيح، فالصيام كان فرض على الناس قبل الإسلام، حيث جاء في كتابه العزيز :[1]
}ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ{[البقرة: الآية 183].
تجدر الإشارة إلى أن الآية تدل على أن قبل الإسلام كان هناك فريضة الصوم، حيث إن السابقين كانوا يتعبدوا ويتقربوا إلى الله من خلال الصيام، حيث كان في السابق متمثل في الآتي:
1- الصيام عند المصريين القدماء
في عهد المصريين القدماء كان الصيام أحد العبادات التي يتقربوا بها إلى الآلة، بالإضافة إلى فريضة دينية للتقرب من الموتى عن طريق الامتناع عن الطعام والشراب لأن الأموات لا يأكلون ولا يشربون ويعد تضامن معهم.
تجدر الإشارة إلى أن فريضة الصيام عند المصريين كان ينقسم إلى نوعان، وهو صيام الشعب والذي كان يطبق على عامة الشعب لفترة تكون 70 يوم، حيث إنه لا يكون امتناع كامل عن الطعام، ولكن يأكل المصري الخضراوات فقط، بالَإضافة إلى شرب الماء.
على الجانب الآخر كان الكهنة الذي يعتبروا أصحاب السلطة في الدولة تكون له فترات محددة، وفي هذه الفترات يتم الامتناع عن الطعام والشراب ومعاشرة الزوجات، وتتمثل هذه الفترة منذ بداية شروق الشمس وحتى غروبها مدة أربعين يوم، كانوا يظنون أنه يزيد قدسيتهم.
من الجدير بالذكر أنه كان هناك أنواع أخرى من الصيام لعامة الشعب وذلك ظنا منهم أنه تقرب إلى الله لكي ينعم عليهم بالخير، وكان تتمثل فترة الصيام في صيام أربعة أيام في السنة والصوم في فترة الحصاد للمحصول.
اقرأ أيضًا: ما هي الأشياء التي تبطل الصيام؟
2- الصيام عند قوم بني إسرائيل
يعتبر قوم بني إسرائيل هم القوم الذين فضلهم الله على سائر الخلق، ولكنهم عصوا الله وقتلوا الأنبياء، إلا أن غضب الله عليهم، والصيام في عهد قوم بني إسرائيل دليل على الحزن والاكتئاب والتكفير عن الذنوب التي قاموا بارتكابها في حق الله.
كان قوم بني إسرائيل يصوموا ظنا منهم أن المأساة التي تحل بهم عند ارتكاب الفواحش لا تزورهم مرة أخرى، حيث إنهم كانوا دائمين الصيام في العديد من الأيام، ومن أشهر هذه الأيام الآتي:
- الصيام قبل عيد التنصيب وهو اليوم الثالث عشر من مارس.
- صيام ثلاثة أسابيع تمتد من السابع عشر من يوليو إلى التاسع من أغسطس وتسمى هذه الأسابيع بأسابيع الحداد.
- صيام اليوم الأول والثاني والسابع عشر أيضاً من يوليو لاعتقادهم أنه في هذه الأيام حطم سيدنا موسى عليه السلام ألواح الشريعة.
- صيام التاسع من أغسطس الذي إخترب فيه الهيكل الأول.
- صيام الأيام التي تقرأ فيها التوراة وهي يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع.
- صيام آخر يوم من كل شهر ويسمى يوم الغفران.
3- الصيام عند المسيحين
ما زلنا في حديثنا عن كيف كان الصيام قبل فرض شهر رمضان، ولكن في هذه الفقرة سوف يكون الحديث مسلط على الصيام عند المسيحيين، حيث إنهم يصمون العديد من الأيام منذ أن أنزل الله المسيحية على الأرض، وتتمثل هذه الأيام في الآتي:
- صيام 55 يوم ويطلق عليه الصيام المقدس.
- صيام 43 ويسمى بصيام الميلاد.
- صيام الرسل والذي يكون من 15 إلى 45 يوم.
- صيام العذراء 15 يوم.
- يكون الصيام عند المسيحيين عبارة عن الامتناع عن الأطعمة التي يتكون فيها الروح مثل اللحوم والدواجن.
مراحل فرض صيام شهر رمضان
عند الإشارة إلى كيف كان الصيام قبل فرض شهر رمضان، تجدر الإشارة إلى أن فرص صيام شهر رمضان مر بالعديد من المراحل حتى يصل إلى الصيام الذي نعرفه الآن، وتتمثل مراحل الصيام في الآتي:
1- المرحلة الأولى من فرض الصيام
كان الصيام الأول هو صيام العاشر من شهر محرم الذي يطلق عليه يوم عاشوراء، حيث إن قبيلة قريش تصوم هذا اليوم في زمن الجاهلية، بالإضافة إلى أن النبي الكريم كان يصومه في مكة المكرمة قبل أن يهاجر إلى المدينة، وظل على صيامه حتى بعد أن استقر في المدينة المنورة.
تجدر الإشارة إلى أن الرسول كان يأمر المسلمين بصيام عاشوراء حتى نزل فرض صيام شهر رمضان، فخيرهم الرسول بين صيام رمضان وبين صيام عاشوراء، فرض صيام عاشوراء في السنة الأولى من هجرة الرسول، وفي السنة الثانية من الهجرة تم نسخه بصيام رمضان.
2- المرحلة الثانية من فرض الصيام
في هذه المرحلة فرض الله صيام شهر رمضان بالإضافة إلى أنه جعل صيام عاشوراء واجب مستحب وأداء الفدية عند التأخير، حيث جاء في كتابه العزيز
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{[البقرة: الآية 183 ــ 184].
اقرأ أيضًا: ألا أخبركم بافضل من درجة الصيام شرح الحديث
3- المرحلة الثالثة من فرض الصيام
جاءت هذه المرحلة بنسخ فرض صيام رمضان على كل المسلمين بدون تأخير، منذ طلوع الفجر حتى غروب الشمس، حيث جاء في قوله تعالي:
}شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{[البقرة: الآية 185].
الصيام غير مقتصر على نزول الإسلام فقط، ولكن الصيام كان فرض على الأقوام التي كانت تعيش قبل المسلمين، ولكن بطريقة مختلفة عن صيام المسلمين في الوقت الحالي.