ليلة القدر فضلها وخصائصها يثاب عليهم من يحرص على معرفتهم ويلتزم بهم، إذ يعتبر فضل تلك الليلة مختلفًا تمامًا عن أي ليلة أخرى أو أي يوم يمكن أن يتعبد به الإنسان، فقد أصطفى الله تلك الليلة ليحدث بها العديد والعديد من الأمور، وأهمها أن انزل بها القرآن على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد خصها بالذكر في سورة كاملة مستقلة من سور القرآن الكريم، فلا شك أنها بالفعل من إحدى أهم الليالي التي يمكن أن تمر بالمسلم، وهو ما سنتعرف عليه تفصيلًا من موقع القمة.
ليلة القدر فضلها وخصائصها
إن ليلة القدر ليلة عظيمة في ثوابها وأجرها، وفي مقابل كل خير وطاعة من العبد لربه يلقي فيها ثوابًا وحسناتٍ وخير لا يحصى، فـ لليلة القدر العديد من الفضائل والخصائص التي نذكرها فيما يلي:
1- ليلة مصطفاة من رب العالمين
فقد اصطفى الله تعالى من بين الشهور شهر رمضان المبارك، ومن الأيام يوم الجمعة، والعشر الأول من ذي الحجة، كذلك اصطفي من الليالي ليلة القدر، وجعل ثواب طاعتها وخشوعها وقيامها ثواب خير من ألف شهر تعبد.
اقرأ أيضًا: دعاء ليلة القدر قصير جداً ومعرفة فضل و أهمية هذه الليلة
2- تسمية سورة من سور القرآن بهذه الليلة العظيمة
إذ أنزل الله تعالى في كتابه العزيز سورة تحمل اسم تلك الليلة، وهي سورة “القدر”.
3- عظم الله تعالى شأنها وقدرها
في ظل التعرف على ليلة القدر فضلها وخصائصها، قال الله تعالى عنها: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}، إجلالًا لشأنها وتعظيمًا لمكانتها وقدرها، فلا يدري أحد بمدى فضلها وعظمتها إلا ما ذكره عنها ربنا سبحانه: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، فهي الليلة التي نزل فيها القرآن من السماء إلى الدنيا.
4- ليلة مباركة
قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}، ويقصد هنا بنزول القرآن الكريم في تلك الليلة مما أكسبها كثير من الخير والبركة، فأنزل فيها الله خير الكلام على خير الأنام، بلغة العرب وهي اللغة العربية، ليكون نورها مصباحًا يضئ الظلام، ويهتدى به الإنسان إلى الجنان.
5- نزول القرآن فيها
قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، و{إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، فهي الليلة التي بدأ فيها نزول القرآن، وقد نزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً على النبي صلى الله عليه وسلم حسب الأحداث.
6- عمل صالح فيها خير من عمل ألف شهر
قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، فهي ليلة تضاعف الأعمال، فيحسب فيها للعبد الآتي بقلبٍ سليم عمله بأجر ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، مما يدل على عظمة تلك الليلة وما بها من خير.
7- المفلح من حصد خيرها والمحروم من حرم من فضلها
في ضوء الحديث عن ليلة القدر فضلها وخصائصها، فـ عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قال: [أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ] (رواه النسائي).
وعن المعصوم فقد قال الرسول: [إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ] (رواه ابن ماجة).
اقرأ أيضًا: دعاء السديس ليلة القدر مكتوب ادعية رائعة
8- من أقام الليلة إيمانًا واحتسابًا غفرت له ذنوبه
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر: [مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ] (رواه البخاري ومسلم).
9- إحياء ليلة القدر من سنن النبي محمد
عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: [كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ] (متفق عليه)، فكان النبي المصطفى، دائم الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان، لأن إحداهم هي ليلة القدر، وكان يوقظ أهله لقيام الليل في تلك الأيام.
10- الدعاء اتباعًا لهدي الرسول محمد
فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: [قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعَفُ عَنِّي] (رواه الترمذي).
والمقصود باللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، أي يا رب أنت كثير ودائم العفو، وتحب تلك الصفة فاعف عني فإني كثير الذنوب وأنت موصوفُ بالعفو، ويستحب في تلك الليال العشر الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.
11- نزول الملائكة والروح فيها
قال سبحانه: {تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}، المقصود بالروح هو سيدنا جبريل عليه السلام، والمكلف بإنزال الوحي، ومعه الملائكة يتنزلون بأمر ربهم، أي ينزلون بكل أمر وقضاء وحكم من الله تعالى في تلك السنة، من الآجال والأرزاق والخير والشر.
12- سلام هي حتى مطلع الفجر
قال الله تعالى في القرآن الكريم: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، ففي هذه الآية دليل على خير تلك الليلة، وبركتها وفضلها، فهي سلام وخير لا يوجد بها شر، وتسلم الملائكة فيها على المؤمنين والمؤمنات جميعًا.
13- يكتب الله فيها الرزق والأجل خلال العام
أي يتم كتابة كل أمر قدّره الله تعالى وشرّعه وحكم به، وتلك الكتابة مطابقة لما كتب الله تعالى على عباده من قبل ولادتهم، فقد قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.
اقرأ أيضًا: دعاء التوبة ليلة القدر مستجاب بإذن الله
14- لا يخرج الشيطان في ليلة القدر
فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عن ليلة القدر: [ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ] (رواه الإمام أحمد)، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال عن النبي محمد: في تلك الليلة تصفد مردة الجن، وتُغل عفاريت الجن، وتفتح كل أبواب السماء، ويقبل الله فيها توبة كل تائب.
15- تحري ليلة القدر من هدي الرسول محمد
فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان] (رواه البخاري)، فهي ليلة تأتي في الليالي الوترية من العشر الأواخر، فلا يعرف أحد لها يومًا محددًا، فهي ليلة متنقلة، أخفى الله علمها عن الناس حتى يجتهدوا في العشر الأواخر لينالوا فضلها.
يجب على المسلم أن يُكثر من الصلاة والدعاء في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ليدرك أجر ليلة القدر المباركة، وينال ثوابها وغفرانها واستجابة دعاؤها.