ما هي شروط الصيام؟ وما هي آداب الصيام؟ نحن على وشك استقبال شهر رمضان المبارك وهناك معلومات هامة يتوجب على كل مسلم أن يكون على دراية تامة بها لكي يحسن استقبال هذا الشهر، ومن أهمها شروط الصيام الصحيحة وآدابه، التي سوف نتعرف إليهما بالتفصيل وفقًا للمذاهب الإسلامية الأربعة عبر موقع القمة.
ما هي شروط الصيام
لا يعرف البعض ما هي شروط الصيام بحيث يبدأ في الصيام بالامتناع عن الطعام والشراب والجماع، والمقصود بالشرط هو الأمر المستقل عن الشيء ولا يصح العمل ولا يقبل إلا به، ولقد حدد أئمة المذاهب الأربعة شروط الصيام وسنتعرف إلى رأي كل منهم على حدة فيما يلي:[1]
1- شروط الصيام عند الشافعية
لقد رأى المذهب الشافعي أن هناك شروطًا معينة يجب أن تستوفى لدى المسلم لكي يكون صيامه صحيحًا وهي:
- الإسلام لأن المسلم مطالب بالصيام وسيحاسب عليه في الآخرة.
- التكليف أو البلوغ والعقل فإن غير المكلف غير مطالب بالصيام.
- عدم وجود أي عذر من موانع الصيام أو الأشياء التي تبيح الإفطار وهي:
- الحيض.
- النفاس.
- الإغماء طوال اليوم، وفي حال الإفاقة يجب الإمساك لبقية اليوم.
- عدم وجود عذر يبيح الإفطار مثل:
- المرض الشديد الذي قد يؤدي إلى الموت.
- السفر الطويل الذي لا تقل مسافته عن 83 كيلو مترًا على أن يكون السفر مباحًا ويأخذ يومًا بالكامل، ولا يجوز الإفطار نتيجة السفر بالنهار.
- الإفطار مباح لمن هو عاجز عن الصيام ولا يستحب الصيام لمن هو غير قادر عليه أو لمن يعاني من مرض مزمن.
اقرأ أيضًا: ألا أخبركم بافضل من درجة الصيام شرح الحديث
2- شروط الصيام عند الحنفية
استكمالًا لعرض الإجابة عن سؤال ما هي شروط الصيام، سنتعرف فيما يلي إلى الشروط التي حددتها الحنفية لصحة الصيام وهي:
- الإسلام.
- العقل لأن الصيام غير واجب على المجنون أو الطفل صغير السن أو المغشي عليه، وذلك وفقًا لما ورد في هذا الحديث الشريف:
“عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: أُتِي عمرُ بمجنونةٍ ، قد زنت فاستشار فيها أناسًا ، فأمر بها عمرُ أن تُرجَمَ ، فمرَّ بها على عليِّ بنِ أبي طالبٍ فقال : ما شأنُ هذه ؟ قالوا : مجنونةُ بني فلانٍ زنت ، فأمر بها عمرُ أن تُرجَمَ . قال : فقال : ارجِعوا بها ، ثمَّ أتاه فقال : يا أميرَ المؤمنين ، أما علِمتَ أنَّ القلمَ قد رُفِع عن ثلاثةٍ ؛ عن المجنونِ حتَّى يبرأَ ، وعن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يعقِلَ ؟ قال : بلَى ، قال : فما بالُ هذه تُرجَمُ ؟ قال : لا شيءَ ، قال فأرسِلْها ، قال : فأرسِلْها ، قال : فجعل يُكبِّرُ”
رواه عبد الله بن عباس، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح أبي داوود.
- القدرة على الصيام لأنه لا يتوجب على المريض أو العاجز.
- الطهارة من الحيض والنفاس.
- البلوغ فالصيام ليس مفروضًا على الصبي الصغير.
- العلم بموجب الصيام، حيث يعذر الجاهل بالصيام إذا كان قد شب ونشأ بعيدًا عن الإسلام والمسلمين.
- السلامة من المرض.
- الخلو من مبطلات الصيام وهي الإفطار عن عمد أو الجماع.
- عقد النية على الصيام من الليل والنية مكانها القلب، والدليل على ذلك هو الحديث التالي:
“عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ”
رواه عمر بن الخطاب، وحديث البخاري، المصدر: صحيح البخاري.
3- شروط الصيام عند المالكية
وضعت المالكية شروطًا محددة صحة الصيام في الإسلام وهي:
- البلوغ لأن الطفل غير مطالب بالصيام حتى وإن كان مميزًا.
- القدرة على الصيام لأن العاجز عنه لا يتوجب عليه الصيام.
- الإسلام.
- النية.
- الالتزام بالأيام التي يصح فيها الصيام، فمثلًا لا يصح صيام يوم العيد.
- العقل فلا يتوجب على المجنون أو المغشي عليه الصيام، ولكن يصح منهما في حال صيامهما.
- الطهارة من النفس والحيض.
- ثبوت دخول شهر رمضان فلا يجب البدء في صيام شهر رمضان قبل حيان موعده.
4- شروط الصيام عند الحنابلة
الحنابلة أيضًا وضعوًا عدة شروط لصحة الصيام لا تختلف كثيرًا عن جميع الشروط السالف ذكرها وهي:
- الإسلام بالصيام لا يجب على غير المسلمين.
- العقل التام.
- البلوغ.
- القدرة على الصيام.
- الطهارة من الحيض والنفاس.
- عقد النية على الصيام.
- التمييز لأن الصيام غير المميز لا يصح.
اقرأ أيضًا: هل يجوز افراد الجمعة بالصيام
ما هي آداب الصيام
في إطار الإجابة عن سؤال ما هي شروط الصيام، يجب أن نشير إلى الآداب التي حددها الإسلام للصيام وهي:
السحور لأن فيه بركة وإعانة للمسلم على الصيام، والدليل على ذلك هو ما ورد في الحديث الآتي:
“عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً”.
رواه أنس بن مالك، وحدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.
التعجيل بالإفطار والدعاء عند الإفطار، ومما ورد كدليل على صحة هذا ما أتى في الحديث التالي:
“عن عبد الله بن عمر رضيَ الله عنهما قال: رأيتُ ابنَ عمرَ يقبِضُ علَى لحيتِهِ فيقطعُ ما زادَ علَى الكَفِّ وقالَ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أفطرَ قالَ ذَهَبَ الظَّمأُ وابتلَّتِ العُروقُ وثبَتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ“
رواه عبد الله بن عمر، وحدثه الألباني، المصدر: صحيح أبي داوود.
إن الصيام فرصة عظيمة للغفران عند الله، وشروطه سهلة ويسيرة من باب التخفيف على المسلمين وعدم تضييق الخناق والتثقيل عليهم، مما يزيد من حب الدين في نفوسهم ويثريه.