هل يفطر الصائم اذا بلع البلغم أم لا؟ على الأرجح لا يعرف الكثير من المسلمين الإجابة وفي النهاية لا يُريد أيًا منا تعريض نفسه لذنب الإفطار، ولذلك نستعرض معكم إجابة دار الإفتاء عن كل ما يخص الإفطار غير المُتعمد والمُتعمد عبر موقع القمة بالتفصيل.
هل يفطر الصائم اذا بلع البلغم
نكون أكثر حرصًا من أي وقتٍ مضى في أوقات الصيام وربما يصل الأمر بنا للوساوس حتى أننا نُفكر فيما إذا كان بلعنا لُعابنا يُفطر أم لا لكن في حالة سؤالنا هل يفطر الصائم اذا بلع البلغم؟ فإليكم التفاصيل فيما يلي.[1]
فقد أجابت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية فيما يخص سؤال هل يفطر الصائم اذا بلع البلغم؟ بالآتي: أنه عند جمهور الفقهاء بلع البلغم لا يُفطر إلا في حالة أن أخرجه الصائم من فمه ثم ابتلعه، ففي هذه الحالة يكون مُفطرًا، بينما يرى جمهور المالكية أن بلع البلغم لا يُفطر على الإطلاق، لذا فلا حرج ولا بُطلان في الصوم لبالع بلغمه.
اقرأ أيضًا: ما هي الأشياء التي تبطل الصيام؟
هل بلع الريق يفطر
يُجيب علينا المُستشار العلمي لمُفتي الجمهورية الدكتور مجدي عاشور بأن بلع الريق أثناء الصوم لا يُفطر وقد نبه الدكتور عاشور خلال لقاءً تليفزيونيٍ له أن بلع الريق للصائم لا يُفطر لكونه يندرج تحت الأشياء أو العادات التي لا تُفطر بمعنى أنها عملية طبيعية لا يُمكن إيقافها.
ما هي مُفطرات الصيام
هُناك أشياء علينا الحذر منها لأنها من مُبطلات الصيام لذا نستعرضها لكم في التالي:
- الشرب والأكل العمد في نهار رمضان.
- تعمد إدخال شيء إلى الجوف مثل التدخين.
- الجماع في نهار شهر رمضان أو نهار الصيام بشكل عام فقد أحل الله الجماع في الليل في قوله تعالى: { أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة:187]
- الاستنماء أو العادة السرية فهي من مُبطلات الصيام بإجماعٍ من المذاهب الثلاثة المالكية والشافعية والحنابلة.
- القيئ العمد في نهار رمضان بينما القيئ غير العمد في رمضان لا يُعد من مُبطلات الصيام.
- خروج دم الحيض للسيدات.
اقرأ أيضًا: ما حكم الجماع في نهار رمضان؟
شرط إبطال الصيام
يجب تحقق بعض الشروط في الإفطار ليكون باطلًا، لذلك نستعرض معكم هذه الشروط وأولها العلم والقصد والتذكر بمعنى أنه إن أفطرت بغير عمد فلا حرج عليك، وإن أفطرت وأنت مُتناسٍ لصيامك فلا حرج عليك فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
“ مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ“ [أبو هريرة – حديث صحيح].
من الفئات المسموح لهم بالإفطار في شهر رمضان
صرح الله الإفطار في بعض الحالات وهم المُسافر والمريض كما هو موضح في قوله تعالى:
{أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:184]
كما تُعفى الحائض من الصوم وتستطيع أن تُعوض أيام الصيام الفائتة عليها بسبب الحيض في أيامًا أخرى بعد شهر رمضان عندما تكون في صحة جيدة، كما هو الحال للحامل والمرضعة أيضًا، ويوضح ذلك الرسول صلي الله عليه وسلم في قوله:
” إنَّ اللهَ تبارَكَ وتَعالى وضَعَ عنِ المُسافِرِ شَطرَ الصلاةِ، وعنِ الحامِلِ والمُرضِعِ الصومَ أوِ الصيامَ” [إسناده قوي].
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام رمضان
العظة والحكمة من الصيام
لم يُشرع علينا الله الصيام للإحساس بالمساكين فقط كما يظن البعض فحتى المساكين وجب عليهم الصيام، لكننا نصوم في الحقيقة للتحكم في شهواتنا فالصيام لا يعني التوقف عن الأكل والشرب بل التحكم في شهوتنا تجاه الأكل والشرب والعلاقة الزوجية وكافة المحرمات.
أي أن الصيام يعني الصيام عن المعاصي أيضًا، ويجدر الذكر أن الفقهاء أوضحوا أنه لا يبطل الصيام عند ترك الصلاة فلكل عبادة أجرها الخاص إلا أنه لا يزال إثم، فهذه الذنوب من مُنقصات الأجر وليست من مُبطلات الصوم.
يقول تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].
فالصيام واجب على كل مُسلم قادر، وهو فرصة ذهبية للتقرب إلى الله ويجب العلم بمبطلاته.