صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال أصبحت محل جدال مؤخرًا، حيث إنه حديث مشهور ومعلوم لدى الجميع وسمع به الكبير والصغير وجميع المسلمين ولكن يكمن السؤال هل هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة أم لا فهو يشمل ويحتوي على عبادة عظيمة وهي الصيام وسنوضح مدى صحة هذا الحديث من خلال موقع القمة.
صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال
عند البحث عن صحة هذا الحديث تبين أنه حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي أيوب الأنصاري:[1]
” من صام رمضان واتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر” [صحيح الترمذي]
وهو من الأحاديث التي تحث وتحض على صيام الفرض والنفل ويدل على استحباب صيامه.
اقرأ أيضًا: هل يستجاب الدعاء عند كسوف الشمس .. أحاديث عن فضل كسوف الشمس
صيام القضاء قبل صيام النفل
يجب على المسلم أن يؤدي صيام القضاء أولًا إذا كان عليه صيام فائت من رمضان لأنه الأولى ثم يصوم بعد ذلك النفل كما يشاء لأن الفريضة مقدمة على السنة ويجوز صيام تلك الأيام متفرقة أو متتابعة فلا حرج في ذلك والأمر واسع.
فضل الصيام في الإسلام
الصيام من العبادات العظيمة التي تطهر القلب وتزكي النفس وتقرب العبد من ربه وتزيده درجات وثواب عند الله وهو من أركان الإسلام صيام رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما وللصائم فرحتان فرحة في الدنيا وفرحة في الآخرة.
أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام لمن لا يستطيع الزواج لأنه عفة له وتحصينًا له عن ارتكاب المحرمات والفواحش وقد ذكر في القرآن والسنة النبوية وهو عبادة سرية بين العبد وربه فقد يأكل الإنسان أو يشرب بعيدًا عن الناس ويخرج إليهم صائمًا.
مقاصد الصيام
أمر الله بالصيام في القرآن في سورة البقرة وذلك كما ذكر في الآية:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (سورة البقرة: 183)
حيث بين الله أن الصيام يورث التقوى لما فيه من الانكسار للشهوة واقماع لهوى النفس فهو يهون لذات الدنيا.
الصيام لا يكبح فقط الشهوات مثل شهوة البطن والفرج ولكنه يكبح أيضًا الشهوات والنزعات النفسية لأنه ذكر الرسول في أحد الأحاديث أنه من سابه أحد وهو صائم فليقل إني صائم وهو مما يمت إلى موضوعنا صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال.
الصيام يجعل الإنسان متيقنًا محتاطًا لأنه يخشى الإقدام على فعل تعود عليه في حياته اليومية حيث عندما يتعرض الإنسان للأذى وتستثار حميته يتذكر أنه صائم فيمسك نفسه ويكظم غيظه.
الصيام والصبر
في هذا الشهر الفضيل حين يمتنع الإنسان عن الطعام والشراب والشهوة لفترة من الزمن يتعلم الإنسان من خلال ذلك ويتقوى على التحمل والصبر على الملذات ويرى بعض العلماء أن الصيام وصف بأنه صبر لأن الصبر نوعان:
- النوع الأول: صبر عن أمور أي صبر بالامتناع عما يجب فعله.
- النوع الثاني: صبر على أمور أي الصبر على ما يجب فعله.
يرى العلماء أن الصيام يحقق الصبر لأنه به الامتناع عن الطعام والشراب ولا يقتصر على نوع واحد فقط وهو الصبر الامتناعي ولكنه به أيضًا الصبر على الفعل والزيادة في الفعل فالصيام يزيد من فعل الإنسان للخيرات مثل الصدقة وقراءة القرآن.
شهر القرآن والإحسان
رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن وهو الشهر الذي اختاره رسول الله أو اختير له لاستظهار القرآن عن السيدة فاطمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرها:
“أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، وَأِنَّهُ عَارَضَهُ الآنَ مَرَّتَيْنِ“ [صحيح مسلم].
رمضان شهر الجود
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حيث كان يكثر من الصدقة على الفقراء في هذا الشهر ويزيد من الصدقة في هذا الشهر عن غيره من الشهور كالريح المرسلة وذلك مما يقال في بحثنا صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال.
شهر رمضان والعبادة
كان يوقظ أهله في العشر الأواخر للاجتهاد في العبادة لا يتركهم ينامون والرسول قدوة للزوج الحريص على أهل بيته أن يكونوا طائعين عابدين للمولى عز وجل وكان الرسول يصلي قيام الليل في بيته بعد أن ترك صلاة القيام في المسجد خشية أن يحسبها الناس فرض.
رمضان والاعتكاف
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ولكن في آخر حياته اعتكف عشرون يومًا وكان يجتهد في هذه الأيام لإصابة ليلة القدر وكان يحب كثرة الدعاء في ليلة القدر.
اقرأ أيضًا: شرح حديث الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان
ما يستحب في الصيام
من المستحبات التي يستحب نفعلها تعجيل الفطر وتأخير السحور أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك وذلك الوقت بقدر خمسين آية بين وقت السحور وصلاة الفجر والسحور يتحقق بكثير الطعام أو قليله وأوصى به الرسول فعن أنس رضي الله عنه أن الرسول قال:
“تسحروا فإن في السحور بركة” [صحيح الترمذي].
الدعاء عند الفطر وعند الصيام من أفضل الأعمال التي يجب فعلها عند الصيام فللصائم عند فطره دعوة لا ترد والدعاء من أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه وبخاصة في هذا الشهر الفضيل وهذا مما يخص بحثنا صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال.
استخدام السواك حيث يستحب للصائم أن يتسوك في رمضان ولا فرق بين أول النهار وآخره وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتسوك وهو صائم وهو من الأمور المباحة في رمضان ولا حرج فيه أثناء الصيام.
الصيام من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ويزيده عند الله ثوابًا ودرجات ومنزلة وللصيام التطوعي مثل صيام النوافل أجر عظيم أيضا كما أكد العلماء على صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال لما له من الأجر العظيم والثواب عند الله.