أفطرت في رمضان بسبب زوجي فماذا أفعل حينها؟ يعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة تداولًا بين النساء ممن يجبرون على الجماع في نهار رمضان أو ممن يخضعون لذلك باختلاف الأسباب، حيث إن الإفطار في نهار رمضان من دون عذر من أكبر الكبائر عند الله تعالى، ولا بد من قضاء الكفارة والتي نتعرف عليها بشكل مفصل من خلال موقع القمة.
أفطرت في رمضان بسبب زوجي
مما لا شك فيه أن الإفطار في شهر رمضان المبارك من غير عذر من أكبر الكبائر ومن يفعل ذلك يقترف ذنب كبير، ويجب عليه التوبة إلى الله تعالى من مثل هذه المعصية الكبيرة، حيث ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الوعيد الشديد فيمن أفطر رمضان من دون عذر.[1]
روى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عذاب الذخي الذي يفطر في رمضان من دون عذر فقال:
“فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما. قلت: من هؤلاء ؟! قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تَحِلَّة صومهم”، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3951).
لذلك فيجب على الزوج أن يتقي الله تعالى وألا يتهاون أبدًا في أمر الصيام، حيث إن الأمر خطير، ويجب على الزوجة ألا تطيع زوجها في هذا الأمر حيث إن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
والإفطار في شهر رمضان والعمل على قضاء هذه الأيام فيما بعد قد شرعه الله لمن أفطر بعذر قوي مثل المرض أو السفر وما شابه ذلك، أما إفطار المسلم في رمضان دون عذر فإنه بذلك يعرض نفسه إلى غضب الله سبحانه وتعالى وإلى عذابه، حيث إن الجماع من مفسدات الصيام، بل هو من أعظمها إثمًا ولذلك فوجب عليه كفارة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز نوم الزوجين بدون ملابس في رمضان؟
ما هي كفارة الجماع في نهار رمضان
في إطار الحديث عن أفطرت في رمضان بسبب زوجي، يرجى العلم بأن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال في فتاوى الصيام أن المجامع في نهار رمضان وهو صائم مقيم بمعنى أنه غير مسافر، يكون عليه كفارة مغلظة وهي عتق رقبة، وفي حال لم يجد فلا بد من صيام شهرين متتابعين.
في حال لم يستطع فلا بد من إطعام ستين مسكينًا، والمرأة كذلك أيضًا في حال كانت راضية، وإن كانت مكرهه فلا يوجد عليها ذنب، وفي حال كانا مسافرين فلا إثم عليهم، ولا كفارة ولا إمساك لبقية اليوم، فقط عليهما قضاء ذلك اليوم لأن الصوم لا يكون لازمًا لهما، والمجامع الصائم في بلده ممن يجب عليه الصوم يترتب عليه خمسة أشياء والتي هي:
- الإثم.
- فساد الصوم.
- لزوم الإمساك.
- وجوب القضاء.
اقرأ أيضًا: ما هي الأشياء التي تبطل الصيام؟
وجوب الكفارة ودليلها
يمكننا أن نستدل على وجوب الكفارة ودليل الكفارة فيما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه حين قال:
“بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ مَا لَكَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ…”
“هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا قَالَ لا قَالَ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لا فَقَالَ فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ لا قَالَ فَمَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ فَقَالَ أَنَا قَالَ خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَعَلَى…”
” أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ“، [رواه البخاري ومسلم].
حيث إن هذا الرجل في حال لم يتمكن من الصوم ولا الإطعام فحينها تسقط عنه الكفارة، وذلك لأن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ولا واجب مع عجز، بالإضافة إلى أنه لا فرق بين أن ينزل أو لا ينزل ما دام الجماع قد حصل بالفعل، وذلك بخلاف ما لو حدث إنزال من دون جماع فليس عليه كفارة ولكن فيه إثم ولزوم الإمساك والقضاء كذلك.
أما عن المرأة فيحرم عليها أن تطيع زوجها أو تمكنه من ذلك في مثل هذه الحال، حيث إنها تكون في صيام مفروض عليها ويجب عليها أن تدافعه قدر المستطاع، كما يحرم على زوجها أن يجامعها في مثل هذه الحال وإذا كانت المرأة لا تستطيع أن تتخلص منه فبهذا فهي ليس عليها شيء، لا قضاء ولا كفارة لأنها كانت مكرهه وغير موافقة.
إن شهر رمضان المبارك هو الشهر الذي فُرض فيه الصيام على كافة المسلمين من الرجال والنساء، ولا يجب الإفطار في رمضان بغير عذر قوي، لذلك فلا يجب على المرأة أن تطع زوجها بالجماع في نهار رمضان نظرًا لكونه من المفطرات.