ادوية الاستنشاق هل تفطر؟ وما هو الحكم الشرعي لصوم المريض؟ مع دخول شهر رمضان الكريم كثرت تساؤلات المرضي حول الأدوية المختلفة، فهناك العديد من علاجات الربو المختلفة ومنها ما يفطر ومنها لا يبطل الصيام، لذا من خلال موقع القمة سنجيب على أغلب الأسئلة التي تتعلق بأدوية الاستنشاق.
ادوية الاستنشاق هل تفطر
اختلف العلماء والشيوخ ودار الإفتاء في الرد على هذا التساؤل أدوية الإفطار هل تفطر؟ فلقد اختلفت الآراء بين تفطر ولا تفطر وفيما يلي عرض لأبرز الآراء التي يؤخذ بها من خلال ما يلي:[1]
1- الرأي الأول للشيخ محمود شلبي
جاء رد الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على سؤال أحد السائلين هل الدواء الذي يعطي للمريض عن طريق الاستنشاق والتبخر يبطل الصوم؟ وهنا جاء رد الشيخ محمود شلبي بأنه غالباً ما يفسد الصوم لأن ذرات الدواء التي تدخل بالمادة المؤثرة، دخلت عنده بهذا الكيف إلى الحلق.
وبناء على رأي الشيخ محمود شلبي، فإن المريض إذا قام بأخذ علاج عن طريق الاستنشاق بطل صيامه وعليه قضاء عدة الأيام التي أفطر فيها.
كما ذكر أحد الشيوخ أيضاً أن طالما البخار الذي يقوم المريض باستنشاقه يحتوي على ذرات الأدوية، ويصل إلى الحلق فإنه مفطر، ووجب على المريض القضاء عندما يتمكن من ذلك، وذلك تأكيدا لقول الله تعالى:
(فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ) [البقرة:184].
اقرأ أيضًا: هل يجوز نوم الزوجين بدون ملابس في رمضان؟
2- رأي أغلب العلماء
عند سؤال طائفة من العلماء عن ادوية الاستنشاق هل تفطر، فنجد جوابهم أن دواء الربو الذي تم أخذه استنشاقاً يصل إلى الرئتين عن طريق القصبة الهوائية وليس عن طريق المعدة.
بالإضافة إلا أنه لا يعد أكلاْ ولا شرباً ولا يشبهها، بل هو شبيه بما يقطر في الإحليل، وتداوي به المأمومة والجائفة وغيرها من الأمور التي تصل إلى الجسد والدماغ دون الفم.
ولذلك اختلف العلماء في تفطير الصائم في حالة استخدام الاستنشاق وهو صائم، فمنهم لم يفطر الصائم، ومن الشيوخ الذين لم يحكموا بفساد الصوم نتيجة استخدام الاستنشاق هو شيخ الإسلام ابن تيمية ومن وافقه لم يروا أن الاستنشاق ليس له علاقة بالأكل او بالشرب وليس هناك من دليل يقتضي أن كل ما وصل إلى الدماغ أو البدن فهو يفطر.
حكم أدوية الاستنشاق في نهار رمضان
لقطع الشك في هذا الأمر علينا أن نعرف كيفية عمل أدوية الاستنشاق، حيث إن أدوية الاستنشاق عبارة عن أدوية يتم أخذها عن طريق البخار عن طريق جهاز يقوم بتحويل الدواء الذي هو عبارة عن محلول ملح صوديوم سائل إلى بخار ورذاذ ناعم.
ثم يتم وضع هذا الدواء في وعاء مخصص داخل الجهاز، وعند تشغيل الجهاز يتم ضخ الهواء بسرعة شديدة وعالية مما يسبب تبخر الدواء وتحوله إلى رذاذ، وبالتالي يتم استنشاقه من قبل المريض وذلك من خلال الكمام أو من خلال خرطوم يدخل في الفم.
مما لا شك فيه أن وصول قطرات الماء والملح إلى جوف المريض أمر شبه حتمي، ولا يستطيع المريض تفادي حدوث ذلك، ولذلك على المريض الذي استخدم هذه الطريقة وهو صائم قضاء الأيام التي فسد صومه فيها عند تحسن حالته الصحية.
اقرأ أيضًا: ما هي الأشياء التي تبطل الصيام؟
الحكم الشرعي لصوم المريض
رحمة من الله بنا انه أعطي المريض رخصة أن يفطر وذلك في بعض الحالات، حيث يباح للمريض الذي يعجز عن الصوم أو يضره أن يفطر، شرط أن يقوم بقضاء عدة الأيام التي عليه وذلك إذا أمكن شفاؤه، أما إذا كان مرضه مزمناً فيباح له الفطر مع تقديم فدية إطعام مسكين عن كل يوم أفطر فيه.
ولقد ذكر الله ذلك في كتابه الكريم في قوله تعالي:
(أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 184]
ديننا دين يسر والله لا يريد بنا عسراً ولذلك كان الله رحيم بالمرضي وأجاز لهم رخصة أن يفطروا إذا لم يقدروا على عناء الصوم فقد وجب الله الصوم على كل مسلم قادر عاقل بالغ يقدر على الصيام وليس الغرض من الصيام زيادة مرض المريض أو تأخر شفاؤه.
ولقد أكد الله على ذلك في قوله تعالى:
(وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ على مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185].
في نهاية مقالنا لابد أن تكونوا قد علمتم حكم استخدام أدوية الاستنشاق أثناء الصيام فتجنبوا الشبهات وإذا قمتم بذلك فقوموا بقضاء هذا اليوم من باب الاحتياط جعل الله صيامكم في شقائكم في ميزان حسناتكم.