اثبات دخول شهر رمضان ينتظره كافة المسلمين حول العالم كل عام، لشوقهم للشهر الكريم وليبدأ الصوم وصلاة التراويح والتحضيرات الخاصة بكل عائلة من تجهيز السحور وتجميع العائلة للإفطار في اليوم الأول سويًا، وهُناك من يتجهز للاعتكاف في المسجد، وغيرهم لذا يعرض لكم موقع القمة طرق إثبات دخول شهر رمضان وكل ما تُريد معرفته عنها.
اثبات دخول شهر رمضان
يرى الشافعية أن كل بلد له مطلعة، بينما يرى جمهور الفقهاء أن الأولى هو توحيد المسلمين، وقد أستقر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر على الأخذ برأي الجمهور في عام 1966م.[1]
ويتم إثبات دخول شهر رمضان بعدة طُرق، وهي التي سنرصدها لكم في التالي:
1- رؤية الهلال
بالنسبة إلى طلب رؤية الهلال لإثبات دخول شهر رمضان، سنوضح الأدلة المُبرهنة على ذلك من السنة النبوية في الآتي:
- “صوموا لرؤيتِه وأفطروا لرؤيتِه، فإن غُمَّ عليكم فعُدُّوا ثلاثين يومًا” [أبو هريرة – حديث صحيح] بمعنى أن يبدأ الناس في الصيام ما أن تنتهي ليلة التاسع والعشرين من شعبان عند رؤية الهلال وأن نُفطر في ليلة التاسع والعشرين من شوال ما أن نري القمر لآن الشهور تختلف ما بين ثلاثين يومًا أو 29 يومًا، بينما إذا غاب الهلال وصعبت رؤيته من الغيوم علينا إكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يومًا.
- “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يتحفَّظُ من شعبانَ ما لا يتحفَّظُ من غيرِهِ ثمَّ يصومُ لرؤيةِ رمضانَ فإن غُمَّ عليْهِ عدَّ ثلاثينَ يومًا ثمَّ صامَ” [أ المؤمنين عائشة – حديث صحيح] بمعني أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان يعد ليالي شعبان أكثر من أكثر من أي وقتٍ آخر وإذا غطت الغيوم على الهلال ليلة التاسع والعشرين يكمل أيام شعبان 30 يومًا.
- ” تراءَى النَّاسُ الهلالَ فأخبرتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أنِّي رأيتُه فَصامَه وأمر النَّاسَ بصيامِهِ” [عبد الله بن عمرو – حديث صحيح] فقد أخبر عبد الله بن عمرو النبي صلى الله عليه وسلم بأن الهلال هلَّ، فصام نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام تصديقًا له لذا يعتمد بعض العلماء على رؤية عدل واحد، وهُناك بعض العلماء يعتبرون نفس الحديث لأكثر من عدل.
اقرأ أيضًا: كيفية اغتنام العشر الأواخر من رمضان بطريقة جميلة جداً
2- إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“صوموا لرؤيتِه وأفطروا لرؤيتِه، فإن غُمَّ عليكم فعُدُّوا ثلاثين يومًا” [أبو هريرة – حديث صحيح]
لذا إذا أكمل شعبان 30 يومًا لا تصموا ويحدث ذلك إذا غلبت الغيوم على السماء ولم نستطع رؤية القمر، بينما يُحرم بعض العلماء صوم اليوم الثلاثين من شعبان خوفًا من أن يكون اليوم الأول من رمضان.
3- الحساب الفلكي لإثبات شهر رمضان
يعتمد علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر على رؤية الهلال في الأصل، ويكون ذلك من خلال الرجل أو المرأة أو مجمع الناس اعتمادًا على قوله تعالي:
{…فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ…} [البقرة:185].
فيلزم على المسلم رؤيته، وعلى حديث نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام:
“صوموا لرؤيتِه وأفطروا لرؤيتِه، فإن غُمَّ عليكم فعُدُّوا ثلاثين يومًا” [أبو هريرة – حديث صحيح]
“أنَّ أُمَّ الفَضْلِ بنْتَ الحَارِثِ بَعَثَتْهُ [أي كُرَيْبَ بنَ أبي مُسلمٍ] إلى مُعَاوِيَةَ بالشَّامِ، قالَ: فَقَدِمْتُ الشَّامَ، فَقَضَيْتُ حَاجَتَهَا، وَاسْتُهِلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ وَأَنَا بالشَّامِ، فَرَأَيْتُ الهِلَالَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، ثُمَّ قَدِمْتُ المَدِينَةَ في آخِرِ الشَّهْرِ، فَسَأَلَنِي عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، ثُمَّ ذَكَرَ الهِلَالَ، فَقالَ: مَتَى رَأَيْتُمُ الهِلَالَ؟ فَقُلتُ: رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ فَقُلتُ: نَعَمْ، وَرَآهُ النَّاسُ، وَصَامُوا وَصَامَ مُعَاوِيَةُ، فَقالَ: لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ، فلا نَزَالُ نَصُومُ حتَّى نُكْمِلَ ثَلَاثِينَ، أَوْ نَرَاهُ، فَقُلتُ: أَوَلَا تَكْتَفِي برُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ؟ فَقالَ: لَا، هَكَذَا أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وَشَكَّ يَحْيَى بنُ يَحْيَى في نَكْتَفِي، أَوْ تَكْتَفِي” [عبد الله بن عباس – حديث صحيح] ويُخبرنا هذا الحديث بأنه يُمكننا الصيام على حسب رؤيتنا للهلال باختلاف كل دولة.
لكن علماء مجمع البحوث الإسلامية يعتمدون على الحساب الفلكي في حالة لم يُثبت دخول شهر رمضان، ولم يستطيعوا إتمام الشهر السابق ثلاثين يومًا.
اقرأ أيضًا: دعاء التهجد في العشرة الأواخر من رمضان ومعرفة فضل صلاة التهجد
صوم المسلمين مع اختلاف الرأي والمطالع
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:
“احصوا هلالَ شعبانَ لرمضانَ، ولا تخلِطوا برمضانَ، إلا أن يوافقَ ذلك صيامًا كان يصومُه أحدُكم، وصوموا لرؤيتِه، وأفطِروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم، فأكملوا العدَّةَ ثلاثين يومًا، فإنها ليست تُغمى عليكم العدَّة” [أبو هريرة – حديث صحيح].
بمعنى أنه إن ثبت رؤية الهلال يكون الصوم بالإجماع على جميع المسلمين، بينما إن كان هُناك ما يحجب الرؤية بالسماء على المسلمين إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا.
يرى الشافعية أنه إذا ظهر الهلال ولم يظهر في بلدًا آخر فالحكم على البلدين يكون كالحكم على بلد واحد، بينما يؤيد رأى الجمهور المذهب الشافعي في أنه من وحدة المسلمين الحكم كبلد واحد، وعلى البلدان التي تشترط في جزء من الليل مع البلدان التي ظهر فيها الهلال أن تصوم معهم.
طالما رأيت الهلال بنفسك وجب عليك الصوم في جميع الأحوال، واحرص على أن تخرج من رمضان كما كنت فيه فلا تُفرط بالعبادات التي جعلت منك عبدًا أقرب إلى الله.