تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات قد يقع به المسلمون، مما يوجب أن يعرفوا الحكم المناسب في هذه الحالة لكي يقوموا بالتكفير عن الذنب والتوبة لله كي يوفقهم في حياتهم وفي الآخرة بحيث يمكنهم التوقف عن ارتكاب هذا الذنب في حياتهم لينالوا الرضا والراحة في الدنيا والآخرة، ومن خلال موقع القمة نعرض كل ما يتعلق بهذا الأمر.
تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات
شهر رمضان من أعظم الشهور الميلادية ويقدم فيه الله الكثير من الهبات والنفحات للمسلمين، وقد فرض الله فيه الصيام كما ورد في قوله تعالى:[1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)} [سورة البقرة: 183 – 184].
من اللازم أن يقوم كل شخص بصيام هذا الشهر الفضيل، أما إذ تعرض البعض لمرض صعب يمنعهم من الصيام أو كانوا مسافرين، أو المرأة التي يصعب عليها الصوم أثناء الحمل والولادة، أو المرأة الحائض، فإن هؤلاء يجب عليهم صيام الأيام التي فاتتهم بعد رمضان أو حين تتحسن حالتهم الصحية.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام رمضان
حكم عدم قضاء صيام رمضان حتى يدخل رمضان الثاني
أجمع جمهور العلماء على أنه من اللازم على من أفطر في رمضان أن يقضي هذه الأيام قبل مجيء رمضان التالي، وذلك بناءً على ما ورد عن عائشة زوجة الرسول:
“كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ؛ الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. [وفي رواية]: وَذلكَ لِمَكَانِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات” [الراوي: عائشة]
إذ يؤخذ من حرصها على أن تصوم في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يأتي رمضان التالي، وإن كان هذا التأخير بعذر مثل أن يكون المرء مريض ودام مرضه إلى رمضان التالي شفى الله كل مريض، فإنه لا إثم عليه لأنه معذور فيكون عليه أن يقوم بقضاء الأيام التي فطرها فقط.
كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر
في إطار الحديث عن تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات، من الضروري مناقشة أمر تأخير قضاء رمضان بدون عذر وهو خطأ تقع فيه الكثير من السيدات والفتيات اللاتي يفطرن في أيام رمضان، إما بسبب الحيض أو بسبب الحمل والرضاعة وهي أمور تجبر السيدات على الإفطار، ولكن ينشغلن بسبب الأمور الدنيوية ويتكاسلن عن أداء القضاء.
وأحيانًا يكون المرء مريض أو مسافر وحين يعود يظل يؤجل في صيام أيام القضاء، وقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز تأخير قضاء رمضان بدون عذر، وقد تم تحديد الكفارة بأن يقوم المرء المسلم بالتوبة لله وإطعام مسكين عن كل يوم تأخر في قضائه سواء كان من مال الشخص الخاص، أو إن كانت امرأة فمن مال زوجها أو أبيها.
هل يجوز التصدق بدلًا من صيام قضاء رمضان
استكمالًا للحديث عن تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات، فإن عدد كبير من الناس يخطر ببالهم سؤال عن إفطار بعض الأيام في رمضان بعذر مثل الحيض والمرض فيسألون، إن كان من الممكن أن يقوموا بإخراج نقود بدل من القضاء سواء كان قادرًا على الصيام ولا يريد.
والحقيقة أن الفتاوى التي جاءت في هذا الموضوع تقول إن إخراج النقود أو الإطعام لا يقوم مقام الصيام، حيث يلزم على الشخص القادر أن يصوم، أما المريض الذي يرجى شفائه فيجب عليه الصيام إن شفي من مرضه، وإن استمر مرضه فيمكن حينها إخراج النقود أو الإطعام.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قطع صيام القضاء بدون عذر
مقدار كفارة تأخير قضاء رمضان
في ضوء الحديث عن تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات، فقد يتهاون المرء في أداء القضاء لمدة تزيد عن رمضانين متتاليين ويتوب المرء وينوي أن يقوم بالقضاء حينها لا يشترط الترتيب.
ولكن تكون كفارة التأخير بأن يمنح عن كل يوم مسكين ما يوازي 750 غرام من الطحين أو الخبز أو التمر أو الأرز، ولا يكتفي بدفع المال ولكن من المسموح أن يعطي المال لأهل ثقة ليقوموا بالمهمة نيابة عنك.
شهر رمضان له العديد من الأحكام التي من الواجب التعرف عليها كي لا يقع المرء في المحظورات دون أن يدري.