هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء؟ وما الحالات التي يمكنها القيام بذلك؟ دين الإسلام دين يسر وليس عسر، وقد جعل الله الكثير من الاستثناءات حتى في أركان الإسلام مثل الحج جعله لمن يستطيع إليه سبيلًا، ولذا فإن هناك الكثير من الرخص التي تحددها حالة كل شخص، ومن خلال موقع القمة نعرض تفاصيل هذا الأمر.
هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء
صيام شهر رمضان فريضة على كل مسلم بالغ عاقل وذلك لأنه من أركان الإسلام الخمس، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، كما أن به العديد من النفحات الطيبة التي يمن الله بها على المسلمين مثل العشر الأواخر التي يضاعف بها الحسنات والثواب، وليلة القدر التي ورد في القرآن أنها خير من ألف شهر، وقد أكد الله على وجوب صوم شهر رمضان في قوله تعالى:[1]
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (185) [سورة البقرة].
ويتضح من هذه الآية الكريمة أن الله قام بإعطاء المريض والمرأة الحائض رخصة مع التأكيد على وجوب قضاء هذه الأيام التي لم يصوموها، وقد أجمع أهل العلم على ذلك إذ إن أي مسلم يفطر ليوم أو أكثر بسبب أي عذر فإن قضاء هذه الأيام واجب.
أما بخصوص هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء؟ في حالة كان المرء مريض بمرض مزمن فيمكنه إخراج كفارة بأن يطعم مسكينًا عن كل يوم يفطره استنادًا إلى الآية
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (184) [سورة البقرة]
غير ذلك فإن إخراج النقود أو الإطعام لا يقوم مقام الصيام إن كان الإفطار في رمضان بعذر الحيض أو السفر، إذ إن الصيام لا يسقط إلا على من لا يقدر عليه.
اقرأ أيضًا: دعاء تفريج الهم وقضاء الدين والتعرف علي أسباب تراكم الديون على أي شخص
متى توجب الفدية مع القضاء
استكمالًا للإجابة عن هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء؟ فإن هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بتأخير صيام الأيام التي أفطروها في رمضان وكانت الأحكام أن على بعضهم قضاء الأيام فقط، والبعض الآخر عليه القضاء مع دفع فدية، وتنقسم هذه الحالات لما يلي:
الحالة الأولى: إن كان التأخير بسبب مقبول مثل أن المرض استمر من رمضان لحين قدوم موعد رمضان الذي يليه، فلا يكون هناك حرج في هذه الحالة كما ورد في القرآن الكريم ليس على المريض حرج أما الحُكم فيكون عليه القضاء فقط.
الحالة الثانية: حين يكون تأخير القضاء بغير عذر وكان الشخص قادرًا على القضاء، ولكنه فرط في الصيام حتى جاء رمضان التالي فهو أثم بتأخيره وعليه قضاء الأيام مع الفدية.
حُكم التتابع في قضاء الصيام
في إطار الحديث عن هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء؟ فمن المهم توضيح حُكم التتابع في القضاء، وهو الصيام يوم وراء يوم دون أن يفطر إن كان واجب أم مسموح للمسلم أن يصوم أيام متفرقة حسب طاقته
وقد حدد العلماء أنه يمكن الصيام بأي شكل يختاره المسلم سواء يقوم بقضاء الأيام بشكل متفرق أو متتابع وإن كان بعض العلماء يفضلون أن يتم القضاء تباعًا، لأنه ورد في حديث ضعيف أن القضاء كالدين الذي ينبغي أن يسدد بسرعة للحصول على العفو والمغفرة من الله.
وقت قضاء الصيام للمرأة الحامل
من المعروف أنه لا يجوز تأخير قضاء صيام رمضان إلى موعد رمضان التالي، ولكن بالنسبة للمرأة الحامل فإن عليها أن تقوم بقضاء الأيام التي فاتتها دون أن تدفع فدية، وقد ذكر في دار الإفتاء أنه من الواجب أن تسارع بقضاء الأيام التي عليها، وأن تسارع في القضاء للحصول على رضا الله ورحمته.
اقرأ أيضًا: دعاء قصير لفاعل الخير ومعرفة بالتفصيل جزاء فعل الخير
ما حُكم الإفطار من غير عذر في رمضان
في إطار الحديث عن هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء؟ من الضروري التعرف على العقوبات لكي تكون رادع أمام الشهوات، إذ إن في رمضان تكون المغريات كثيرة أمام الإنسان.
وقد ورد في حديث ضعيف أن من أفطر في رمضان بغير عذر لم يتمكن من قضائه ولو صام الدهر كله لكن أجمع جمهور العلماء أن هذا ذنب كبير ومن الكبائر، ويجب على من يفعل ذلك أن يستغفر ويتوب توبة نصوح كما عليه أن يقضي اليوم الذي أفطره.
من الله على المسلمين بأيام مباركة تجعلهم يشعرون بالإيمان يتجدد في عروقهم ويشحذون همتهم ليقوموا بالعبادات ويتوقفوا عن المعاصي.