فضل صلاة التراويح عظيم للغاية، حيث تعد صلاة التراويح من أعظم الشعائر الدينية فهي تقام في شهر رمضان الكريم، فهي تؤدى في كل ليلة ويستر وقتها إلى قبيل الفجر، والتراويح هي جمع كلمة ترويحة وأطلق عليها هذا الاسم لأنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين وسنتعرف على فضلها وعدد ركعاتها وحكمها من خلال موقع القمة.
فضل صلاة التراويح
قيام رمضان هو مشروع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يداوم عليه خشية أن يظن الناس أنه فرض ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم أحيا سيدنا عمر بن الخطاب هذه السنة.[1]
ذكر البخاري في صحيحه أن عمر بن الخطاب في يوم رأى الناس كل منهم يصلي بمفرده فعرض عمر أن يجمع الناس في صلاة جامعة لهم وجمعهم على أبي بن كعب وقال عمر نعم البدعة هذه ومراد عمر بالبدعة هنا هي البدعة اللغوية وليست تشريعية وهي سنة سنها النبي وأحياها عمر.
النبي صلى الله عليه وسلم حث على قيام رمضان ولم يعزم وقرن بين الصلاة والقيام فعن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه“. [صحيح النسائي]
اقرأ أيضًا: دعاء الوتر بعد التراويح في رمضان مستجاب بإذن الله
عدد ركعات صلاة التراويح
ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها أحد عشر ركعة كما بينت السيدة عائشة ولكن هذا الفعل منه لا يدل على الوجوب فمن الممكن الزيادة فقال شيخ الإسلام ابن تيمية: له أن يصلي عشرين ركعة كما هو مشهور من مذهب الإمام أحمد والشافعي.
الأفضل في صلاة التراويح أن تصلى إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة والتسليم بين كل ركعتين كما ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه صلاها إحدى عشرة ركعة وفي بعض الأحيان ثلاث وعشرين ركعة وليس في صلاة الليل ركعات محدودة والأمر في هذا واسع.
حكم صلاة التراويح في البيت في جماعة
ذكر الفقهاء أنه لا مانع من أداء صلاة التراويح في البيت في جماعة إذا كان أدائها في المسجد يترتب عليه مشقة وتعب والأمر في ذلك واسع والأصل أن أداء السنن في البيت أفضل وصلاة الرجل في البيت أفضل إذا كانت لحث أهله عليها.
قدر ما يقرأ من القرآن في صلاة التراويح
لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم قدرًا محددًا من الآيات فإن قرأ آية أو آيتين بعد الفاتحة فصلاته مجزئة وذكر الألباني رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد قدرًا معينًا من الآيات للقراءة فالرسول كان يقرأ تارة بالطول وتارة بالقصر.
لا شك أن تخفيف الإمام على المأمومين أمر مطلوب شرعًا مراعاة لمن كان به مرض أو كان به تعب وليس من السنة التزام القارئ بآيات معينة في الركعة الثامنة أو التاسعة أو غيرها لأنها هذا يدخل في البدعة.
ختم القرآن في صلاة التراويح
ختم القرآن في صلاة التراويح مستحبًا وليس واجبًا فمن صلى خلف إمام لا يقرأ جزءًا كاملًا في اليوم فلا حرج في ذلك فيجوز الصلاة خلف الإمام الذي يقرأ بسور مختلفة وهذا من أفضل المعلومات التي تخص موضوعنا فضل صلاة التراويح.
اقرأ أيضًا: لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم
معالم الهدي في صلاة التراويح عند الصحابة والسلف
البسملة عند القراءة والجهر بالاستعاذة فأثر عن السلف أنهم عندما كانوا ينتهون من الفاتحة وأرادوا البدء في السورة الجديدة يجهرون بأصواتهم في الاستعاذة والناس يسمعون وذلك في كل ركعة وتلك مما يخص موضوعنا القائم عن فضل صلاة التراويح.
أفضل وقت لأداء صلاة التراويح
في آخر الليل أفضل من أوله وكان من هدي الصحابة أنهم كانوا يؤدونها في آخر الليل وليس أوله كما هو حال أغلب المسلمين وقد قال عنها عمر بن الخطاب” التي تنامون عنها أفضل من التي تقومون” يريد آخر الليل.
قال الحسن رحمه الله “كان الناس يصلون في شهر رمضان في زمن الإمام عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ربع الليل الأول ثم يقومون الربع الثاني ثم يرقدون ربع الليل ثم يقومون بعد ذلك” وكان علي بن أبي طالب يهجع هجعة ثم يقوم إلى الصلاة بعد ذلك.
عن عكرمة رحمه الله: كنا نصلي ثم ارجع إلى ابن عباس فأوقظه فيصلي فيقول لي : “هذه أحب إلي مما تصلون ما تنامون من الليل أفضل مما تقومون” ومع ذلك لا ينبغي للمرء أن يؤخر صلاة التراويح ولكن يصليها تبعًا للجماعة ومعرفة وقتها أفضل ما يقال في فضل صلاة التراويح.
حضور النساء لصلاة التراويح
من هدى الصحابة والسلف كانت النساء تحضر صلاة التراويح مع الجماعة في المسجد ولا يصلين في بيوتهم وعن أبي مليكة أن ذكوان أبا عمرو أعتقته السيدة عائشة وكان يؤمها ومن معها في رمضان.
إمامة المرأة للنساء في صلاة التراويح
إذا أحبت المرأة الصلاة في البيت فلا حرج في ذلك ويصلين وحدهن وواحدة تؤمهن على الراجح من أقوال أهل العلم وذكرت أم ورقة الأنصارية أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرها أن تؤم أهل دارها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسميها الشهيدة حيث تقف المرأة وسطهن إذا أرادت أن تؤمهن.
اقرأ أيضًا: دعاء شهر رمضان صلاة التراويح ومعرفة متى يكون الدعاء في صلاة التراويح
القراءة من المصحف في التراويح
ما ورد عن الصحابة جواز قراءة الإمام من المصحف في التراويح وسئل ابن شهاب في ذلك وقال”خيارنا كانوا يقرأون من المصحف” وقال يحيى بن سعيد الأنصاري:” لا أرى بالقراءة من المصحف بأسًا” وسئل ابن مالك في حكم ذلك فلم يمنع وأجاز ذلك وهذا فيما يخص موضوعنا عن فضل صلاة التراويح.
صلاة التراويح عبادة عظيمة حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها حيث تقام في شهر رمضان المعظم ولها منزلتها ومكانتها وعمر بن الخطاب قد جمع الناس عليها ويصليها المسلمون جماعة في المنزل أو في المسجد كل على قدر استطاعته وقد بينا فضلها ومشروعيتها وما يخصها.