ما حكم دخول رمضان وعليه قضاء؟ وما هي مبطلات الصوم أو الأعذار الشرعية التي تقتضي قضائها بعد رمضان؟ تعد تلك الأسئلة من أهم ما يجب على كل مسلم معرفة إجاباتها، حيث إنها مُتعلقة بإحدى الفرائض ألا وهو الصوم، ومن خلال موقع القمة سنوضح حكم الدين وذلك عن آراء الفقهاء والعلماء.
ما حكم دخول رمضان وعليه قضاء
فريضة الصوم التي شرّعها الله على المسلمين لها من الضوابط والأحكام ما يغفل عنها الكثيرون، حيث إنها ليس مجرد انقطاع عن الطعام والشراب لعددٍ من الساعات وتستمر تلك العملية طيلة ال 30 يومًا، وينتهي الأمر.[1]
حيث إن هناك العديد من الأحكام الشرعية التي تدور حول الصوم، يلزم على كل مسلم معرفتها، حتى يتأكد من صحة أداءه لتلك الفريضة العظيمة، وفي إطار ذلك نتطرق إلى حكم دخول رمضان لمن عليه قضاء من الأعوام السابقة.
فكما هو معروف أنه يوجد العديد من المسلمون يُفطرون في رمضان إما لسببٍ أو عذرٍ شرعي، أو بشكل مُتعمّد، وبالتبعية يلزم عليهم قضاء ما أفطروه من تلك الأيام، وبحسب ما ورد عن دار الإفتاء المصرية فإن الحكم الشرعي في هذه الحالة يكون كما يلي:
1- القضاء عند الجمهور
إجابة ما حكم دخول رمضان وعليه قضاء عند الجمهور، تكون بصيام رمضان الحالي كاملًا -ما لم يأتِ عذر شرعي آخر- وبعد انتهاء الشهر الفضيل يقوم المسلم بقضاء جميع الأيام التي عليه، وذلك استنادًا لما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
“عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ؛ الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ” [رواه البخاري].
اقرأ أيضًا: أدعية رمضان جميلة .. دعاء دخول شهر رمضان
2- القضاء عند المالكية، والشافعية والحنابلة
أما رأي الحنابلة والمالكية والشافعية في سؤال ما حكم دخول رمضان وعليه قضاء، فهو يختلف قليلًا وذلك إذا كان الشخص مُتعمدًا لعدم القضاء قبل دخول رمضان.
وهو أن يصوم الشخص رمضان الحالي الذي دخل عليه، وبعد انتهائه يقوم بصيام ما عليه من أيام، مع إخراج فدية إطعام مسكين عن كل يوم أفطره من رمضان السابق، وذلك استنادًا للحديث الشريف الآتي:
“عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في رَجُلٍ أَفطَرَ في شَهْرِ رَمَضانَ مِن مَرَضٍ، ثُمَّ صَحَّ ولم يَصُمْ حتَّى أَدرَكَه رَمَضانٌ آخَرُ، يَصومُ الَّذي أَدرَكَه، ثُمَّ يَصومُ الشَّهْرَ الَّذي أَفطَرَ فيه، ويُطعِمُ مَكانَ كلِّ يَوْمٍ مِسْكينًا” [حديث صحيح].
اقرأ أيضًا: دعاء للأبناء في رمضان ومعرفة أوقات استجابة الدعاء
الأعذار الشرعية التي تُبيح الإفطار في رمضان
من الجدير بالذكر في ضوء الإجابة عن سؤال ما حكم دخول رمضان وعليه قضاء، أن نتطرق إلى الأعذار الشرعية التي عند وقوعها يُباح للمسلم الإفطار دون أن يأثم، مع قضاءه لتلك الأيام بعد رمضان أو إخراج كفارة، وهي كالتالي:
1- الحيض أو النفاس
الحيض والنفاس ليسا فقط من الأمور التي تُبيحا الإفطار في رمضان، بل إنهما من مُبطلاته بشكل عام، ويعد الصيام في أوقاتهما سواء الفروض أو النوافل مُحرمًا شرعًا، وعلى المرأة بعد انتهاء حيضها أو نفاسها ضرورة قضاء ما عليها من أيام.
2- الحمل والرضاعة
يعد الحمل والرضاعة من الأعذار الشرعية التي تُبيح للمرأة الإفطار في رمضان، خاصةً في حال كان رأي الطبيب أن حالة المرأة يصعب عليها الصيام، أو أنه قد يسبب ضررًا لها أو للجنين أو الرضيع، وفي الحديث الشريف التالي بيان لهذه الرخصة:
“عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنَّ اللهَ وضعَ عنِ المسافرِ نصفَ الصلاةِ والصومِ، وعن الحَبلى، والمرضعِ” [الألباني، حديث حسن].
3- في حال المرض
من أهم الأعذار الشرعية التي يمكن للمسلم أن يفطر في رمضان بسببها، هي المرض الشديد الذي يتسبب الصيام في ازدياد شدته، أو تعريض حياة المسلم للخطر أو الهلاك، وذلك طبقًا لما ورد في آيات الذكر الحكيم:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185].
4- في حال السفر
يعد السفر من الأعذار الشرعية التي تبيح الإفطار في رمضان، {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [سورة البقرة: 185]، ولكن للحصول على تلك الرخصة يلزم توافر بضعة شروط وهي كالتالي:
- أن يكون السفر لمسافات طويلة، التي تقتضي القصر في الصلاة.
- ألا ينوي المسافر المكوث أو الإقامة خلال فترة السفر.
5- الجوع أو العطش المفرط
يريد الله أن يُيسر على عباده، ولا يريد لهم العسرة أو الهلاك، وعلى الرغم من أن الصوم فريضة، إلا أن الله منح رخصة الإفطار إذا شعر الصائم بالجوع أو العطش المفرط -الذي فاق درجة التحمّل- حتى أنه قد يتسبب في هلاكه.
من الجدير بالذكر أن الإفطار في تلك الحالة يكون على قدر الجوع أو العطش فقط، وعلى المُفطر الإمساك باقي اليوم، كما يلزمه القضاء بعد انتهاء شهر رمضان.
6- الشيخوخة أو الهِرم
كبار السن الذين بلغوا سن الشيخوخة ولم يقدروا على الصيام، يجوز لهم الإفطار في رمضان، ولا يلزمهم القضاء إن لم يقدروا عليه فيما بعد، ولكن يجب عليهم إخراج فدية إطعام مسكين عن كل يوم يتم إفطاره.
{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 184].
اقرأ أيضًا: دعاء للأبناء في رمضان ومعرفة أوقات استجابة الدعاء
التواصل مع دار الإفتاء
بعد الإلمام بإجابة سؤال ما حكم دخول رمضان وعليه قضاء، وجب التنبيه أنه في الكثير من الأحيان قد تحتاج بعض الحالات إلى فتاوى خاصة، وعليه يمكن التواصل مع دار الإفتاء المصرية بإحدى الطرق التالية:
الموقع الإلكتروني | من هنا |
البريد الإلكتروني | [email protected] |
فيس بوك | من هنا |
تويتر | من هنا |
يوتيوب | من هنا |
رقم الهاتف | 0225970400 |
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يجب على كل مسلم سرعة قضاء الأيام التي افطرها في شهور رمضان السابقة، ومن لم يستطع فعليه معرفة ما حكم دخول رمضان وعليه قضاء، لمعرفة الكفارة.