كفارة تأخير قضاء رمضان

ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان؟ وما هي الحالات التي يلزم فيها دفع تلك الكفارة؟ جميع تلك الأسئلة التي بحث عنها كل مسلم، خاصةً مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، لكي يقضي ما عليه من الأعوام الماضية ويدفع كفارتها، هذا ما سنسلط عليه الضوء من خلال موقع القمة.

كفارة تأخير قضاء رمضان

يوجد الكثير من المسلمون الذين لم يكونون على علمِ بأن تأخير قضاء رمضان عليه كفارة يجب إخراجها في أسرع وقتٍ ممكن، وتزامنًا مع قدوم الشهر المبارك الذي لا تفصلنا عنه سوى أيامٍ قليلة، لا بد من معرفة كفارة تأخير قضاء رمضان.[1]

حسبما ورد عن الفقهاء وعلماء الدين أن كفارة تأخير قضاء رمضان تكون حسب نية المُفطر، هل هي تأخير القضاء بعذر شرعي مثل المرض أو السفر وغيرهما، أم تأخر عن القضاء بدون أي أعذار، وفي كلتا الحالتين تكون الكفارة كالتالي:

• كفارة تأخير قضاء رمضان بعذر، هو قضاء الأيام فقط.
• كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر، التوبة، والقضاء، وفدية طعام مساكين.

من الجدير بالذكر هنا أن فدية طعام المسكين من المرجح أن تكون طعامًا، وهي من حق الفقراء والمساكين وليس القادرين، أما مقدراها فيكون بمقدار صاعٍ من إحدى الأطعمة مثل القمح أو الأرز، والصاع يعادل 2.500 جرام للقمح، أو 2.750 جرام للأرز، وذلك تبعًا لرأي الحنفية.

علمًا بأن دار الإفتاء أعلنت أنه في حال التعسّر المادي للشخص الذي عليه القضاء، فيمكنه إخراج ما يُعرف بالُمدّ، وهو يعادل ربع الصاع، أي 700 جرام تقريبًا من الأرز، وذلك تبعًا لرأي الشافعية.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قطع صيام القضاء بدون عذر

ما هو وقت إخراج كفارة تأخير قضاء رمضان

بعد معرفة ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان، نتطرق إلى معرفة الوقت المفروض إخراجها فيه، حيث اتفق العلماء على أن الكفارة من العبادات المالية المقترنة بحدث معين وهو تأخير القضاء، وعليه فإن العلماء قد أجازوا إخراج الكفارة قبل أو بعد أو مع قضاء تلك الأيام.

حكم قضاء رمضان

في ضوء عرض كفارة تأخير قضاء رمضان، من الجدير بالذكر عرض حكم قضاء رمضان طبقًا لما ورد عن الفقهاء والمذاهب المختلفة، حيث إن الكثير من المسلمون يضطروا إلى الإفطار في الشهر المبارك، وعليه يختلف حكم القضاء على النحو التالي:

1- حكم قضاء رمضان عند المذاهب الثلاثة

المذاهب الثلاثة وهي المالكية والشافعية والحنابلة، ترى أنه إذا كان المسلم قد تأخر في قضاء رمضان عمدًا، حينها يلزمه أن يقضي ما عليه من أيام مع إخراج كفارة، ويستندوا في هذا الرأي إلى الحديث الشريف التالي:

“عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في رَجُلٍ أَفطَرَ في شَهْرِ رَمَضانَ مِن مَرَضٍ، ثُمَّ صَحَّ ولم يَصُمْ حتَّى أَدرَكَه رَمَضانٌ آخَرُ، يَصومُ الَّذي أَدرَكَه، ثُمَّ يَصومُ الشَّهْرَ الَّذي أَفطَرَ فيه، ويُطعِمُ مَكانَ كلِّ يَوْمٍ مِسْكينًا” [حديث صحيح].

2- حكم القضاء عند الجمهور

حسب ما ورد عن دار الإفتاء المصرية أن الجمهور رأي الجمهور بخصوص المسلم الذي أفطر في رمضان ولم يقضِ بسبب عذرٍ شرعي، فكل ما عليه هو القضاء فقط ولا كفارة عليه، ويستندوا في هذا الرأي على الحديث الشريف التالي:

“عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ؛ الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ” [رواه البخاري].

متى يجوز الإفطار في رمضان

في إطار الحديث عن تأخير قضاء رمضان، من الجدير بالذكر أن الإفطار في رمضان ينقسم إلى حالتين، الأولى الإفطار بعذر شرعي وفيها لا يأثم المُفطر ولكن عليه القضاء والكفارة -إن وجدت-، مثل المرض، السفر، الحمل أو الرضاعة، الحيض أو النفاس

أما الحالة الثانية وهي الإفطار بدون عذر شرعي وفيها يأثم المُفطر ويجب على التوبة والاستغفار مع القضاء، وإخراج الكفارة، وكمثال عليها الجماع في نهار رمضان.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قطع صيام القضاء بدون عذر

طرق التواصل مع دار الإفتاء

في إطار الحديث عن كفارة تأخير قضاء رمضان، من الجدير بالإشارة إلى أنه يمكن التواصل مع دار الإفتاء المصرية للاستفسار التفصيلي عن الكفارات والقضاء، خاصة أنه قد توجد بعض الحالات التي لها فتاوى خاصة، وعليه يمكن التواصل من خلال إحدى الطرق التالية:

على كل مسلم ضرورة قضاء الأيام التي أفطرها في رمضان سواءً كان ذلك بعذر شرعي أو بدون، حيث إنه في حال قام بتأخير قضائها تُفرض عليه كفارة عن هذا التأخير.