تجربتي مع صعوبة البلع

تجربتي مع صعوبة البلع لم تكن من التجارب السهلة والهينة، بل كانت من أكثر تجارب حياتي صعوبة، فلقد كنت غير قادرة على تناول الطعام الذي أحبه وكنت أشعر بالألم طيلة الوقت، فالتجربة مليئة بالتفاصيل التي يجب على جميع من يعانون من نفس مشكلتي الاطلاع عليها بدقة، لذا قررت أن أعرض هذه التجربة بالتفصيل عبر موقع القمة.

تجربتي مع صعوبة البلع

بدأت تجربتي مع صعوبة البلع منذ عام تقريبًا وكانت تجربة شاقة جدًا، فجأة بدأت أشعر بأنني لست قادرة على بلع الطعام، فاعتقدت في البداية أن السبب هو وجود احتقان بسيط في الحلق وسوف يتلاشى بالتدريج.

إلا أن الأمور بدت أسوأ بكثير وأصبح هذا الشعور متكررًا ويصيبني حتى عند تناول أي طعام لين، وأحيانًا يحدث عند شرب الماء أو العصائر وكذلك عند ابتلاع الريق، إلى أن وصل الأمر إلى وضع أسوأ وأصبح البلع أكثر صعوبة لأي شيء وكل شيء تقريبًا، وكلما حاولت أن ابتلع شيئًا أصيبت بالغثيان وأبدأ في التقيؤ.

هنا قررت أن أذهب لزيارة طبيبًا مختصًا في أمراض الحنجرة للاطلاع على المشكلة وتشخيصها، وبالفعل ذهبت إلى الطبيب وأجرى الفحص السريري العادي فلم يجد أي احتقان أو شيء ما يسد مجرى الحلق ويمنع البلع.

نصحني الطبيب بالرجوع إلى طبيب مختص في أمراض البطن والمعدة والمريء ورشح لي أحد الأطباء وبالفعل ذهبت إليه في اليوم التالي، وأخبرت الطبيب بالمشكلة وشرحت له الأعراض التي أعاني منها وقام بفحصي.

بناءً على الفحص قال إنه يجب عمل منظار للحلق والمريء لتحديد المشكلة بشكل دقيق ووضع بروتوكول العلاج المناسب لها، وفي غضون أيام كنت قد أجريت المنظار وتأكد الطبيب أن السبب في صعوبة البلع لديَّ هو ضعف عضلات وأعصاب المريء.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الإنزيمات الهاضمة

نتائج تجربتي مع صعوبة البلع

نتائج تجربتي مع صعوبة البلع

أخبرني الطبيب بأن ضعف عضلات وأعصاب المريء عادةً ما يكون نتيجة لوجود مشكلة ما طارئة في الدماغ أو في الأعصاب، ومن الممكن أن يكون السبب هو مشكلات مناعية أو التهابات من نوع معين.

بالإضافة إلى ارتجاع المريء وتشنجات عضلات المريء أو ضيقه، وأخبرني أن العلاج يتمثل في تمدد المريء ويتم فيه استخدام المنظار مع بالون ومده بلطف لعلاج تضيق المريء وتقوية عضلاته، ولقد حدد موعدًا لعمل هذا الإجراء الطبي بعد أسبوع لأن المريء أصبح ضيقًا جدًا نتيجة لضعف عضلاته.

تم الأمر وبدأت أشعر بتحسن تدريجي ولكن كان يتوجب لمدة أسبوع كامل تناول الأطعمة اللينة والمسلوقة مع مضغها جيدًا، وبمرور الوقت أصبحت أفضل بكثير من قبل ولم يكن حلًا صحيحًا استخدام أي أدوية لعلاج مشكلة المريء لديَّ لأنه ليس من السهل بلع شيء.

ما هي صعوبة البلع؟

لقد تعرفت من خلال تجربتي مع صعوبة البلع العديد من المعلومات عن هذه المشكلة وأولها وتعريفها العلمي، فصعوبة البلع مشكلة تحدث نتيجة وجود اضطراب ما في الحلق أو المريء الذي يعد العضلة المسؤولة عن وصول الطعام من الفم إلى المعدة.

بحيث يصبح الشخص بحاجة لوقت أطول وجهد أكبر لتحريك الطعام أو السوائل من الفم إلى المعدة كما من الممكن أن يعاني من صعوبة في بلع الريق وقد تترافق صعوبة البلع بألم وهناك بعض الحالات التي لا يقدر فيها المريض على البلع بالمرة.

أسباب صعوبة البلع

إن الإصابة بصعوبة في البلع لا تحدث بدون سبب إنما عادةً ما تكون ناتجة عن وجود أحد هذه الأسباب الآتية:

1- ارتجاع المريء

يعتبر ارتجاع المريء من أهم أسباب صعوبة البلع حيث يحدث فيه ارتجاع حمض المعدة ومحتوياتها مرة أخرى إلى المريء، وهذا ينتج عنه ظهور أعراض مختلفة مثل الحرقة والألم والتجشؤ وصعوبة البلع.

2- سرطان المريء

عندما يتكون ورم خبيث في بطانة المريء يبدأ المريض في المعاناة من صعوبة البلع.

3- التهاب لسان المزمار

التهاب لسان المزمار يؤدي إلى حدوث خلل في دخول الطعام، مما يؤدي إلى حدوث مشكلات في البلع وسيلان اللعاب وظهور بعض التغيرات في الصوت.

4- تضخم الغدة الدرقية

قد لا يكون تضخم الغدة الدرقية مؤلمًا إلا أن تضخمها إلى حد كبير يؤدي إلى الإصابة بالسعال ومواجهة مشكلة صعوبة البلع واضطراب التنفس.

5- السكتة الدماغية

الإصابة بالسكتة الدماغية تسبب موت الخلايا بالمخ نتيجة نقص الأكسجين، وعندما تتضرر الخلايا المتحكمة في البلع ستؤدي إلى وجود عسر وصعوبة فيه.

6- سرطان المعدة

عندما يصاب الشخص بسرطان في المعدة وتتكون الخلايا السرطانية في بطانة المعدة فإنها تسبب صعوبة في البلع.

7- الهربس البسيط

الهربس البسيط هو عبارة عن عدوى فيروسية ناتجة عن فيروس الهربس البسيط الذي يصيب البلعوم والشفاه، ومن الممكن أن يسبب الشعور بالألم في الصدر أو صعوبة في البلع.

8- عقيدة الغدة الدرقية

هي عبارة عن نتوء في الغدة الدرقية يجعلها صلبة أو ممتلئة بالسوائل ويكون ذلك مصحوبًا بصعوبة في التنفس والبلعوم.

أعراض صعوبة البلع

إن الإصابة بصعوبة البلع عادةً ما تكون مصحوبة ببعض الأعراض مثل:

  • الشعور بالألم أثناء البلع.
  • عدم القدرة على البلع في كثير من الأوقات.
  • الإحساس بوقوف الطعام في الصدر أو الحلق أو وراء عظمة القص.
  • ظهور بحة في الصوت.
  • ارتجاع الطعام إلى الأعلى.
  • فقدان الوزن بمعدل سريع.
  • الشعور بألم في الصدر.
  • الإحساس بالحرقة.
  • السعال ومحاولة التقيؤ.

طرق تشخيص صعوبة البلع

هناك طرقًا طبية متعددة يمكن من خلالها الكشف عن صعوبة البلع وتشخيص سببها مثل:

  • الفحص البدني.
  • الأشعة السينية.
  • دراسة ديناميكية البلع.
  • الفحص البصري للمريء أو التنظير.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع ارتشاح الأمعاء

نصائح للتعامل مع صعوبة البلع

على الأشخاص المصابين بمشكلة صعوبة البلع أن يغيروا بعض العادات الخاصة بتناول الطعام والشراب، لذا عليهم تطبيق النصائح التالية:

  • تغيير عادات الطعام بحيث تصبح الوجبات أصغر ومتعددة على مدار اليوم.
  • تناول الطعام ببطء.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على مواد مختلفة لمعرفة أيها يسبب مضاعفات.
  • تجنب شرب بعض السوائل مثل القهوة.
  • البعد عن الأطعمة اللزجة التي تزيد من صعوبة البلع مثل الكراميل والفول السوداني.
  • تجنب التدخين وشرب الكحوليات والكافيين.

بالرغم من أن تجربتي مع صعوبة البلع قد انتهت بسلام، إلا أنني ما زلت حتى الآن ملتزمة تمامًا بالإجراءات الوقائية الخاصة بتناول الطعام تجنبًا لعودة المشكلة مرة أخرى وخوض تجربة أكثر صعوبة.

Scroll to Top