تجربتي مع الصدمات الكهربائية

تجربتي مع الصدمات الكهربائية كانت من أكثر التجارب الصعبة في حياتي، فقد مررت بأيام صعبة مع ابني الذي كان يجري تلك الجلسات للعلاج من أعراض الاكتئاب، وفي تلك التجربة مررنا بالعديد من المراحل العلاجية المختلفة التي تعرفنا من خلالها على الكثير من المعلومات المهمة التي سأشاركها معكم من خلال موقع القمة.

تجربتي مع الصدمات الكهربائية

أنا أم لشاب مراهق في عمر 12 عامًا، فهو يتمتع بصحة جيدة ولكن منذ عام بدأت ألاحظ بعض التغيرات السلوكية التي بدت عليه، فأصبح يميل إلى العزلة والهروب من التجمعات العائلية، بالإضافة إلى تدهور مستواه التعليمي بشكل ملحوظ على عكس طبيعته.

لم أنتظر كثيرًا وتوجهت به إلى الطبيب الذي شخص حالته بأنها مرحلة من مراحل الاكتئاب التي تصيب أغلب المراهقين في ذلك السن، وقد حدد الطبيب مرحلتين للعلاج كانت أول مرحلة تتمثل في وصف بعض الأدوية المضادة للمهدئات لفترة محددة، وكانت المرحلة الثانية من العلاج تتمثل في الصدمات الكهربائية في حال عدم تحسنه على تلك الأدوية مضادات الاكتئاب، ولم أخفي عليكم سرًا أنني أصبت بالرهبة الشديدة من تجاه مرحلة الصدمات الكهربائية وظننت أنها ستلحق الضرر بولدي.

بعد شعور الطبيب بالخوف داخلي طمأنني وشرح لي طبيعة تلك الصدمات بأنها أحدث وأفضل التقنيات الطبية المتبعة في مثل هذه الحالات، وأنها تساعد على التخلص من أعراض الاكتئاب في أقل وقت ممكن.

اقرأ أيضًا: كيف تخلصت من القلق والخوف تجربتي

فاعلية الصدمات الكهربائية في علاج الاكتئاب

فاعلية الصدمات الكهربائية في علاج الاكتئاب

بدأت تجربتي مع الصدمات الكهربائية في التعرف أكثر عليها وعلى فوائدها في العلاج التي أخبرني بها الطبيب، وسأنقلها إليكم من خلال ما يلي:

  • للصدمات الكهربائية فاعلية كبيرة في التخفيف من الأعراض النفسية السيئة التي يمكن أن تقود الإنسان إلى الميول الانتحارية.
  • تساعد الصدمات الكهربائية في علاج حالات الاكتئاب المزمنة التي لا تتحسن بالأدوية والعقاقير.
  • للحصول على أفضل النتائج العلاجية من الصدمات الكهربائية، يجب الالتزام عليها بجانب تناول الأدوية النفسية التي وصفها الطبيب.
  • تستخدم الصدمات الكهربائية في علاج حالات العدوان والهياج الناتجة من الخرف.
  • علاج حالات الانفصام في الشخصية والتي لا تتحسن بالأدوية والعقاقير الطبية.
  • لا يوجد لها أي آثار جانبية ضارة على صحة الإنسان مقارنة بالأدوية.
  • للصدمات الكهربائية فاعلية كبيرة في علاج حالات الجمود التي تصيب المريض وتجعله متخشب.
  • علاج حالات الاكتئاب التي تعود مرة أخرى بعد مرور فترة من التحسن.
  • تساعد في علاج حالات الاكتئاب التي تصيب المرأة الحامل أثناء وبعد فترة الحمل.
  • لها فاعلية في علاج المرضى المضربين عن الطعام لفترات طويلة.
  • علاج فعال لمرض الذهول الجامودي.
  • تلك الجلسات فعالة في علاج حالات الهوس.
  • علاج حالات الاكتئاب الشديد والتي يصل المريض فيها إلى التفكير في الانتحار.

أنواع العلاج باستخدام الصدمات الكهربائية

أخبرني الطبيب بوجود نوعين من العلاج بالصدمات الكهربائية، وهو الذي سيحدد أيهما أصلح لحالة ابني، حيث تتمثل تلك الأنواع فيما يلي:

1- صدمات كهربائية أحادية الجانب

في هذا النوع من الصدمات يتم وضع قطب واحد فقط على الرأس من أعلى، ويكون القطب الآخر على الصدغ الأيمن، حيث تؤثر الصدمات على جانب الدماغ الأيمن فقط.

وتجدر الإشارة إلى أن الأطباء يعتمدون على استخدام الجانب الأيمن في عمل الصدمات الكهربائية، حيث إن الجانب الأيسر يكون متحكم في اللغة والذاكرة، وذلك لتجنب فرص إصابة المريض بالمشكلات الإدراكية على المدى القصير.

2- صدمات كهربائية ثنائية الجانب

يقوم الطبيب خلال تلك الجلسة بوضع الأقطاب الكهربائية في كلا جانبي الرأس، وهذا يؤثر بشكل مباشر على الدماغ، حيث يعتاد أغلب الأطباء على استخدام النبضات القصيرة جدًا، والتي لا تستمر لأقل من نصف مللي من الثانية وذلك من أجل تجنب فقدان الذاكرة أو حدوث اضطراب بها.

مرحلة العلاج بالصدمات الكهربائية

إن تجربتي مع الصدمات الكهربائية بدأت تجني ثمارها بعد خضوع ابني المريض إلى تلك الجلسات التي كانت تستمر الجلسة الواحدة إلى مدة نصف ساعة، فقد كان يمر بعدة مراحل تتمثل فيما يلي:

  1. تبدأ مرحلة الإعداد، حيث يأخذ المريض مخدر عن طريق الوريد، بالإضافة إلى حقنة باسطة للعضلات.
  2. يضع الطبيب قالب سيليكون في فم المريض للعض عليه في حال حدوث تشنجات في عضلات الفك.
  3. يتم مرور تيار كهربائي خلال 8 ثواني من خلال الأقطاب التي توضع على جانبي رأس المريض.
  4. في خلال فترة لا تتعدي 90 ثانية يتم حدوث نوبة، حيث تتحرك من جانب لآخر في الدماغ وفقًا لوضع الأقطاب الكهربائية.
  5. يأخذ المريض وقت يتراوح من 20 إلى 40 دقيقة حتى يعود إلى حالته الطبيعية بعد جلسة الصدمة الكهربائية.
  6. في الغالب يحتاج المريض إلى 12 جلسة، وتكون موزعة على مدار أربعة أسابيع متواصلة للحصول على أفضل النتائج.

اقرأ أيضًا: تجربتي في علاج ابني من التوحد

الآثار الجانبية للعلاج بالصدمات الكهربائية

في إطار تجربتي مع الصدمات الكهربائية أيقنت أنه بالرغم من فاعلية تلك الصدمات في العلاج وتحسن حالات الاكتئاب بشكل ملحوظ، إلا أنها تترك أثرًا على المريض بعدها، حيث تتمثل تلك الآثار فيما يلي:

  • بعد الجلسة يشعر المريض بالصداع لفترات طويلة.
  • المعاناة من الآلام المتفرقة في العضلات والجسم بشكل عام.
  • الإصابة بالتشوش في الرؤية بعد مرور فترة زمنية قصيرة بعد تلقي العلاج.
  • في بعض الأحيان يُصاب المريض بالغثيان بعد الجلسة بفترة قصيرة.
  • التعرض لجلسات الصدمات الكهربائية لفترة طويلة قد يؤثر على قوة الذاكرة.
  • يمكن أن تؤثر على ضربات قلب المريض فتكون غير منتظمة.
  • زيادة فرص الإصابة بالنوبات القلبية، والتعرض للاضطرابات في القلب، وخاصة لمن يعانون من مرض أو قصور في الشريان التاجي.

إن الاكتئاب من الأمراض النفسية الخطيرة التي يمكن أن تصيب الإنسان وخاصة صغار السن من المراهقين، حيث يجب الإسراع في تلقي العلاج الطبي، لتحديد خطة العلاج المناسبة والتخلص من هذا المرض النفسي الخطير.

Scroll to Top