تجربتي مع زوجي الثاني

تجربتي مع زوجي الثاني توضح مدى تغيّر شخصيتي وطريقة اختياري في الزواج للمرة الثانية، وكيف استطعت أن أتخطى التجربة الأولى لأغامر بالثانية.. فعبر موقع القمة نعرض تلك التجارب الحياتية التي تتعرض لها الكثير من النساء كي تستفيد منها أي امرأة مقبلة على الزواج للمرة الثانية.

تجربتي مع زوجي الثاني

الزواج للمرة الثانية لا يعد قرارًا سهلاً ولا هينًا، نظرًا للخوف والتوجس الذي يجتاح قلب المرأة جراء تعرضها لتجربة الطلاق خاصةً لو كانت بعد قصة حب أو لسنوات طويلة، مما تجعل تلك التجربة فاقدة للثقة في جنس الرجال، وقلقة حيال ما ستواجهه إن خطت خطوة في طريق الزواج مرة أخرى.

لكن بطبيعة الحياة التي جُبلت على الاستمرار وألا تتوقف على أحد، وأنها مليئة بالتجارب التي قد تُكلل بالنجاح أو يتبين من خلالها أننا نحتاج إلى تغيير المسارات، تأتي تجربة الزواج الثاني على قائمة التجارب الغاية في الحساسية بالنسبة للنساء، ونستعرض بعضًا من قصصهن على النحو التالي:

1- تجربتي جعلتني أعلم الأخطاء السابقة

تجربتي جعلتني أعلم الأخطاء السابقة

تجربتي مع زوجي الثاني جعلتني أنظر للحياة بشكلٍ مختلف، وبطريقة أكثر واقعية واتزانًا، وبعيدة نسبيًا عن عالم الأحلام والخيالات التي أدت إلى عدم استمرار زواجي الأول، الذي حرصت على الاستفادة من أخطائي فيه وعدم تكرارها في زواجي الثاني.

فأيقنت أن أغلب الرجال بطبعهم يحبون التغيير والتجديد المستمر، وأن عدوهم الأول هو النديّة التي يجدونها في زوجاتهم، والتي تحول بينهم وبين الشعور بالقوامة وكأنها سلاحًا يُطعنون به في كبريائهم.

كما أدركت أن الهدف الأول من الزواج هو الشعور بالسكينة والطمأنينة، وأن كلا الطرفان واجبًا عليهما الاهتمام ببعضهما، وبذل الجهود من أجل الحفاظ على استقرار الحياة، والمشاركة في إيجاد حلول طرق السعادة، بدلًا من التهديد المستمر بالرحيل.

اقرأ أيضًا: تجربتي بالزواج من دار الأيتام

2- الزواج مرة ثانية أعاد ثقتي بنفسي

تروي لنا إحدى النساء اللاتي تزوجن للمرة الثانية كيف استطاعت كسر حاجز الخوف للوصول إلى الطمأنينة، وتقول:

“تجربتي مع زوجي الثاني جعلتني أستعيد حالة الطمأنينة والسكينة التي اُنتزعت مني نتيجة طلاقي من زوجي الأول، والذي جمع بيننا القدر بخيط الحب وشعرت حينها أنني امتلكت السعادة الأبدية في تلك الدنيا، وأنه ما دامت بذور الحب موجودة، فحتمًا ستظللنا أشجار الأمان مهما عصفت بنا الحياة.

لكني لم أكن أفقه أن الحب وحده لا يكفي لاستمرار الحياة، بل إنه يصبح عجوزًا لا يقدر على المضي خطوة في كثيرٍ من الأحيان، أدركت ذلك حينما تأخر الإنجاب لبضعة سنوات حتى توغلت المشكلات لجذور علاقتنا -التي لم تكن أصيلة بالمرة- ليتم انتزاعها وبقوة ارتعد معها قلبي عندما انفصلنا بالطلاق.

أثرّت تلك التجربة عليّ سلبًا وجعلتني أفقد ثقتي في كل الناس والحب، حتى نفسي فقدت الثقة فيها على حسن الاختيار، إلى أن جاء اليوم الذي أهداني الله عوضًا جعلني أنسى مرارة الأيام، عندما عشت حلاوتها الحقيقية.

علمت من خلال تجربتي مع زوجي الثاني أن المعاملة الطيبة، والمودة وتقدير العِشرة واللحظات الجميلة بيننا، هي البذور الحقيقية للحب الذي لا تهتز جذوره مهما اشتدت عليه رياح الحياة، حينها فقط شعر قلبي بالطمأنينة والسلام مرة أخرى”.

3- تجربتي بالزواج من رجل كان متزوجًا

القصة التالية لامرأة تزوجت من رجلٍ تشابهت ظروفهما بأن هذا الزواج هو التجربة الثانية لكلٍ منهما وتقول:

“بعد انتهاء زواجي الأول بالطلاق حرصت على أخذ هدنة بيني وبين نفسي حتى أستعيد اتزاني واستقراري النفسي اللذان اختلا نتيجة تلك التجربة الصعبة، وبعد فترة ليست بالقصيرة، بدأت أفكر في تكوين حياة أسرية جديدة، وكان نصيبي مع رجلٍ مر بتجربة الطلاق مثلي.

فعلى الرغم من قلقي بالارتباط به، إلا أنني توكلت على الله، وتوسمت فيه الخير الذي يجعلني أخطو معه دربًا جديدًا، وفي الحقيقة أنني لم أندم لحظة على هذا القرار، حينما وجدت أن كلانا كان حريصًا على الحفاظ على أسرتنا، بتجنب الأخطاء السابقة، وعدم تراكم المشكلات بيننا وسرعة حلها.

من الجميل في تجربتي مع زوجي الثاني أنني أيقنت حكمة الله، بأن الزواج الأول لكلٍ منا ما كان إلا تجربة ساعدتنا على فهم أنفسنا ومعرفة كيف تُقام الحياة الزوجية بطريقة صحيحة، وكان ذلك ما أنساني مرارة تجربة الطلاق”.

نصائح للزواج الثاني

من خلال عرض تجربتي مع زوجي الثاني التي روتها لنا بعض النساء اللاتي استطعن مواجهة الحياة مرة أخرى، وعدم التقوقع داخل الحزن، ولا الاستسلام للأفكار والآراء السلبية، نعرض بعض النصائح التي تساعد كل امرأة تعرضت لتجربة الطلاق على بدء حياة جديدة بطريقة سليمة:

1- التخلص من المشاعر السلبية

تجربة الطلاق ليست بالهينة على نفوس وقلوب غالبية النساء مهما أظهرت من قوةٍ وجَلدٍ، فبالتأكيد أن بداخلها جرحًا ينزف وبقوة، ولذلك على كل امرأة تعرضت لتلك الصدمة، تقبّل كافة المشاعر بداخلها في هذا الوقت، والسماح لنفسها بالحزن، والبكاء، والصراخ أيضًا إن أرادت.

حيث إنها عندما تطبق تلك النصيحة، فهي بذلك تعمل على تفريغ الطاقة والمشاعر السلبية بداخلها التي لا بد وأن تخرج يومًا، لأن كتمانها يعمل بمثابة سدًا منيعًا بينها وبين الحياة بأسرها.

2- طلب المساعدة والدعم

تشعر المرأة بعد الطلاق بحالة من الوحدة الشديدة، وعدم الاستقرار النفسي، الذي يؤدي إلى إحساسها بالخوف لفترة طويلة، لذلك يجب عليها قبول أيدي المساعدة من الأهل، والأصدقاء من نفس جنسها، ولا بأس بأن تطلبها بنفسها.

كما أنه من الأفضل التوجه إلى طبيبة أو أخصائية نفسية تساعدها على التعامل السليم مع تلك التجربة، لتتخطاها بحكمةٍ ووعيٍ، فلا تصبح ملازمة ومُقيّدة لكل خطوات حياتها.

3- عدم الدخول في تجربة جديدة

مع أن موضوعنا هو تجربتي مع زوجي الثاني، وأننا نقدم نصائح للنساء ليستطعن خوض تجربة الزواج مرة أخرى، إلا أن ذلك محددًا بعد مرور فترة كافية من الطلاق، فمن أكبر الأخطاء التي ترتكبها أغلب النساء بعد طلاقهن ومرور فترة العِدة، هي الارتباط بشكل مفاجئ وسريع.

من الجدير بالذكر هنا أن تلك النصيحة مبنية على أساس ضرورة الاستعداد النفسي والعقلي للزواج مرة أخرى، وأن يتم عن اقتناعٍ حقيقي بالرجل بعد معرفته جيدًا والتأكد من أن تلك الخطوة ليست بدافع الانتقام من الزوج الأول، أو الهروب من لقب مطلقة، لأن تبعات تلك الخطوة المندفعة ستعود بالكوارث على تلك المرأة.

اقرأ أيضًا: علامات انسحاب الرجل من الحب

4- عدم الإحساس بالفشل

الإحساس بالفشل هو الغصة المؤلمة في قلب المرأة التي تعرضت للطلاق، حيث تشعر بعده أنها فشلت في الحفاظ على أسرتها وبيتها، وخاصةً عند وجود أطفال يزداد بداخلها شعور أنها تسببت في ضياعهم.

فهنا يجب أن تتفهم تلك المرأة أن الحياة ما هي إلا تجارب لها فترة محددة تبدأ وتنتهي فيها، وانتهاء التجربة لا يعني الفشل، بل إن الفشل الحقيقي هو الاستسلام، وعدم التعلم من الأخطاء، فضلًا عن التكبر على الاعتراف به، وأنه لا بأس بأن نبدأ من جديد.

تجربة الزواج الثاني من أهم الخطوات التي يجب أخذها بروية وهدوء من قبل المرأة، كما يجب عليها محاولة التخلص من الخوف من خوض تلك التجربة، لتتمكن من عيش حياتها بطريقة سليمة.

Scroll to Top