الرد على احبك الله الذي احببتني فيه من أكثر الردود التي قد يحتار الناس فيها على الرغم من سهولتها وبساطتها، ومن خلال موقع القمة نوضح الطرق المختلفة للرد على تعبير الحب في الله، الذي يعد من أسمى مراحل الحب التي قد تتواجد بين البشر.
الرد على احبك الله الذي احببتني فيه
إن الحب من أعظم المشاعر التي يمكن أن يكنّها الأشخاص لبعضهم، والأعظم أن يتم التعبير المباشر عن هذا الحب مما يؤدي إلى زيادة متانة العلاقات، كذلك وبعث الشعور بالطمأنينة حينما يعلم المرء أنه موجودٌ مع شخصٍ يحبه، والأكثر عظمة في هذا الصدد هو أن يجتمع ذلك الحب تحت كنف الله.
فالحب في الله هو أنقى وأطهر صور الحب، فهو يعني أنك تعامل الله في الشخص الذي تحب، مما يجبلك على تقواه، والحرص الشديد على عدم إغضاب الله في هذا الشخص.
في إطار ما سبق فإن من أبسط وأقوى طرق التعبير عن الحب هو التعبير اللفظي، الذي لا يتطلب أي جهد برغم قوة تأثيره، وتعبير “أحبك في الله” لا توجد كلمات تكافئها في المعنى، فهو حبًا خالصًا، مجردًا من أي مصالح.
حينما يخبرك أحدهم احبك الله الذي احببتني فيه، فإنه لديك الكثير من الكلمات التي يمكنك اختيار إحداها للرد بها على تلك الجملة، وذلك مما يلي:
- وأنا أحبك في الله.
- رضى الله عنه.
- أحبك الله يا طيب.
- جمعنا الله وإياك في الفردوس الأعلى.
- رزقني الله طيبة قلبك.
- بوركت أخي الكريم.
- أشهد الله أنني أحبك فيه.
- أحبك الله وهدانا سويًا إلى صراطه المستقيم.
- أحبك الرحمن ورضى عنك.
- وفقنا الله لما يحبه ويرضى عنه.
- جعلها الله في ميزان حسناتك.
- بارك الله فيك، وفي شعورك الطيب.
- أدام الله عليك طيب القول، ورقة القلب.
- أحبك الله وأحبني، وجمعنا صحبة في جنته.
اقرأ أيضًا: فن الرد على الاهانة كيف ارد على الاهانة
ثمرات الحب في الله
كما سبق الذكر والتأكيد الذي لا شك فيه، أن الحب في الله هو أطهر أنواع الحب الذي يجمع بين الحسنيين الحب الدنيوي والأخروي، فإن المتحابين في الله هم أكثر الأحباء فوزًا في الدنيا والأخرة، وتتعدد تلك المفازات على النحو التالي:
- من الثمرات التي تُجنى من الحب في الله في الدنيا، هو الاطمئنان الذي يسكن قلوب هؤلاء المتحابين، بعلمهم أن الطرف الأخر يعامل الله فيهم، مما يعني أنهم في مأمن من أي غدر أو أذى قد يقع عليهم من هذا المحبوب.
- أيضًا من ثمار الحب في الله، هو أن يكون القلب سليمًا، منزوعًا منه حب الدنيا، والشهوات المحرمة، والمعاملة بهدف تحقيق المصالح فقط، كما يُنقى القلب من ضغائن الحقد، والحسد، والكره، وإضمار الشر للغير.
- الفوز الحقيقي للمتحابين في الله هو ما يجدونه في الآخرة، تحقيقًا للوعود التي وعدها الله لهم، والتي على رأسها أن يظلهم الله تحت ظله يوم القيامة.
التوجيه الديني للحب في الله
في صدد معرفة الرد على احبك الله الذي احببتني فيه، نتطرق إلى حرص الدين الإسلامي على تأصيل قيمة الحب في الله بشتى الطرق، والتي تظهر جلية في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، كما يلي:
1- القرآن الكريم والحب في الله
حثنا الله عز وجل على السعي على بناء علاقات طيبة مع بعضنا البعض التي من أولى خطوات هذا السعي، هو جعل الله نصب أعيننا في كل طرفة نتعامل بها مع الآخرين، وتوجد الكثير من الآيات القرآنية التي تدل وتؤكد على هذا المعنى نذكر من الذكر الحكيم ما يلي:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر: 45 – 48].
اقرأ أيضًا: فن الرد المهذب على الكلام الجارح
2- الأحاديث النبوية والحب في الله
نقتفي من هدي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أهمية الحب في الله وجزاءه العظيم في الحياة الدنيا والآخرة، وذلك من خلال الأحاديث النبوية الشريفة التالية:
{عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عله وسلم: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمَامُ العَادِلُ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فَقَالَ: إنِّي أخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ، أخْفَى حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ} [رواه: البخاري].
{عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ} [رواه: البخاري].
إن الحب في الله من أعظم ما قد يجتمع عليه بنو البشر، نظرًا لعِظم الأجر والمنافع الناجمة عنه، ومن خلال ما قدمناه يمكن اختيار الرد المفضل على احبك الله الذي احببتني فيه.