علاقة العرقوب بالزواج آثرت الجدل بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، ويرجع أصل هذا الموضوع للعادات والأفكار المتوارثة بين الناس منذ القدم، وذلك لأن الزواج رباط مقدس يجمع بين شخصين على حب والمودة، لذا من اللازم أن يكون هناك معايير دقيقة لاختيار شريكة الحياة ولا تقتصر على المظهر الخارجي فقط، ومن خلال موقع القمة نعرض تفاصيل هذا الموضوع.
علاقة العرقوب بالزواج
قبل الخوض في علاقة العرقوب بالزواج يجب توضيح ما هو العرقوب؟ وهو جزء الفاصل بين القدم والساق في جسم الإنسان سواء كان رجل أو امرأة، وهو من التكوينات الأساسية في الجسد ليتمكن الإنسان من التحرك بشكل مريح وليقوم بثني القدم في أي اتجاه.
قديمًا كان الناس يحددون ما إذا كانت المرأة تصلح للزواج أم لا من خلال شكل هذه العظمة، وقد كانوا يخترعون دلالات على جمال بل والطباع المرأة، يتم اعتبار شكل العرقوب من علامات الجمال أو القبح عند المرأة:
يُعتقد أن المرأة ذات عرقوب بارز ليست جميلة ويعتقد أن مفاتنها غير متسقة مع بعضها، وبناءً على ذلك لا يجب أن يتزوجها الرجال.
وقد أشار البعض أن العرقوب الممتلئ يعني أن المرأة تمتلك خصر مرسوم ومحدد، وأن موصفات المرأة ذات عرقوب بارز بالإضافة إلى أنه من خلال العرقوب يمكن تحديد حجم المنطقة السفلية عند المرأة.
والسبب في الاعتماد على هذه النظرية الغير منطقية أن الرجال لم يسمح لهم رؤية النساء في الزمن القديم قبل الزواج بشكل قاطع، لذلك لجأوا إلى هذه الطريقة لتحديد ما إذا كانت تصلح كزوجة أم لا.
وبالطبع فإن هذه النظرية خاطئة بشكل تام ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تحديد حجم المرأة من خلال عظمة العرقوب، إذ يمكن أن يكون العرقوب بارز عند امرأة، ومع ذلك تظهر بشكل جميل وجسد متناسق.
اقرأ أيضًا: هل تعلم ما هو الحب وما هو الزواج
دلالات شكل العرقوب عند المرأة
من زمن لآخر تختلف نظرة المجتمع للمرأة وتختلف معايير الجمال، ولكن يبقى الهدف هو امتهان المرأة والتحكم فيها والسيطرة عليها من خلال شغلها بتفاصيل زائفة لا أهمية لها مثل شكل الجسم ولون البشرة، ويظهر ذلك من خلال خلق علاقة العرقوب بالزواج ووضع دلالات لشكل العرقوب وتتمثل فيما يلي:
1- المرأة ذات عرقوب ممتلئ
في بعض الثقافات المتوارثة قديمًا كانت المرأة السمينة هي المعيار الأساسي للجمال ويفضل الزواج منها، حيث عند بعض القبائل العربية يستخدم العرقوب الممتلئ للتعبير عن المرأة التي لم يسبق لها أن تعرضت لحرمان أو معاناة والتي تم تدليلها في عائلتها، وبالتالي فهي من حسب ونسب وسيعيش معها الرجل في سعادة.
حيث يعتبر العرقوب رمز الفخر والجمال ومازال بعض الرجال ينظر للمرأة بنفس النظر الضيقة المهينة ويعتبرون أن الوزن علامة على الصحة والقوة البدنية.
2- المرأة ذات عرقوب نحيف
قديمًا كان يتم اختراع خصائص للمرأة ذات عرقوب نحيل ويتم اعتبارها عصبية ونحيلة ومتوترة طيلة الوقت، إذ إن نحف العرقوب إشارة لضعف الجسد ونحافة المرأة وقلة مفاتنها، وأن هذه المرأة عرضة للأمراض والإرهاق المستمر وبالتالي لا يمكنها أن تلد وتربي أطفال.
من الطبيعي أن لا علاقة بين العرقوب وقوة المرأة أو جمالها وسماتها الشخصية، ولكنه معتقد وموروث خاطئ بين مئات المعتقدات الخاطئة التي لم يعد يهتم بها سوى فئة محدودة من الناس.
والجانب الداخلي
شرح مثل تلبس الثوب مقلوب ابعد عن أم عرقوب
أحد الأمثال الشعبية التي توضح علاقة العرقوب بالزواج إذ يعني أن المرأة ذات العرقوب شخصيتها قوية وتحب السيطرة، ولكنه يضم للأقوال المأثورة التي تداولها الجدات دون أن تكون صحيحة وهو يحاول توضيح أن المرأة ذات العرقوب عانت كثيرًا تعبت في حياتها، لذلك سيكون لها شخصية مستقلة، ولن تقبل بالتنازلات والطاعة العمياء، لذا لن تسعد برجل يريد التحكم بها.
حكم النظر لمفاتن الخطيبة
بعد الاطلاع على علاقة العرقوب بالزواج نرى أن الإسلام قد أجاز أن يرى الخطيب خطيبته دون خلوة فيما يسمى الرؤية الشرعية، ويسمح له بالنظر إليها ليرى ما يعجبه منها إذ روي في حديث شريف
{إذا أراد أحدُكم أن يتزوَّجَ المرأةَ، فإن استطاع أن ينظُرَ منها إلى ما يدعوه إلى نِكاحِها فليفعَلْ، قال: فخطبتُ جاريةً من الأنصارِ فجعلتُ أتخبَّأُ لها تحت الكرْمِ حتَّى نظرتُ منها إلى ما دعاني إلى نِكاحِها فتزوَّجتُها} [الراوي: جابر بن عبد الله]
وقد قص جابر بن عبد الله أنه خطب إلى المرأة من الأنصار وظل يتبع النخل ليراها ويرى ما يعجبه منها فيتزوجها والمقصود هو أن يراها في حضور أبيها أو أخيها حتى يراها.
و{عنِ المغيرةِ بنِ شعبةَ أنه خطب امرأةً فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ انظُرْ إليها فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما فأتيتُها وعندها أبوها وهي في خِدرِها} [الراوي: المغيرة بن شعبة]
اقرأ أيضًا: دعاء مستجاب لتسهيل الزواج
ما يسمح للخطاب أن يرى من خطيبته
بعد أن كثر اللغط حول علاقة العرقوب بالزواج نوضح ما مسموح للخطيبة أن تبديه لخطيبها وفقًا لشرع الله:
- الوجه: وقد اتفقت جميع المذاهب على وقد قال ابن قدامة {وَلَا خِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي إبَاحَةِ النَّظَرِ إلَى وَجْهِهَا، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِعَوْرَةٍ، وَهُوَ مَجْمَعُ الْمَحَاسِنِ}
- كما وضح كل الفقهاء أنه يسمح للخاطب أن يرى وجه خطيبته واليد والكفين، لكن بخصوص الشعر والرقبة فلا يوجد إجماع عليهم إذ يفضل المشايخ أن تحافظ على السترة وأن الخاطب ليس محللًا لها، ولا من محارمها لذا يجب اتقاء الشبهات.
اتضح أن العرقوب مجرد عظمة في جسم كل إنسان ويحتاجها كل الناس، ليتمكنوا من المشي والحركة ولا علاقة لها بالزواج ولا تحدد شخصية المرأة أبدًا.