تجربتي مع التهاب المريء كانت من التجارب الصعبة التي عِشتها مؤخرًا، وذلك لصعوبة وشدة الأعراض المصاحبة لهذه المشكلة المرضية، فلم يكن سهلًا بالمرة تحمل الشعور المستمر بالغثيان وكثرة التقيؤ، ولكن لا أنكر أنني استفدت كثيرًا منها وغيرت نظام حياتي وخاصةً فيما يتعلق بالنظام الصحي، وسوف أعرض لكم هذه التجربة بالتفصيل من خلال موقع القمة.
تجربتي مع التهاب المريء
كانت تجربتي مع التهاب المريء من أسوأ التجارب المرضية التي مررت بها، والتي لا زلت أعاني من توابعها حتى الآن، ولقد بدأ الأمر منذ عام تقريبًا، حيث بدأت أعاني من رغبة في التقيؤ بعد تناول أي طعام حتى وإن كان طعامًا خفيفًا، كنت أتجاهل الأمر في البداية ولكنه بمرور الوقت بات يتدهور أكثر فأكثر.
ثم دخلت في مرحلة جديدة من هذه المشكلة وأصبحت أشعر بالغثيان والرغبة الملحة في التقيؤ حتى إذا شربت بعض الماء، اعتقدت أن هذه الأعراض لا تتعدى أعراض حموضة المعدة وأقنعت نفسي بذلك بالرغم من أنني لا أتناول أطعمة حارة أو مالحة أو ما شابه.
في النهاية وصلت إلى مرحلة سيئة وهي أن أصبحت لا أتمالك نفسي وأتقيأ لا إراديًا بمجرد تناول الطعام أو ابتلاع أي سوائل حتى المياه، وفي كثير من الأحيان كنت أصاب بالقيء الشديد ومعدتي فارغة تمامًا وكان ينزل سائلًا شفافًا دلالة على أن المعدة خاوية بالفعل، لم أعد أتحمل الشعور المستمر بالغثيان وكثرة التقيؤ وتناول أدوية علاج الحموضة وغيرها.
أخيرًا قررت الذهاب إلى طبيب مختص في أمراض الباطنة والجهاز الهضمي، وعندما ذهبت إليه أخبرته بجميع الأعراض التي أعاني منها منذ عدة أشهر، فأجابني على الفور بأن هذه الحالة تسمى في الطب بالتهاب المريء الارتجاعي.
الذي يحدث نتيجة ارتداد بعض محتويات المعدة مثل الأحماض مرة أخرى إلى مجرى المريء بمعدل متكرر، وهذا ينتج عنه أيضًا الإصابة بالتهاب مزمن وتهيج في المريء، وحدد لي بعض الأدوية التي يتوجب عليَّ استخدامها للحد من حساسية والتهاب المريء مثل لانسوبرازول والأوميبرازول التي تصنف ضمن فئة الأدوية المضادة للحموضة ومثبطات مضخة البروتون.
نتائج تجربتي مع التهاب المريء
داومت على استخدام الأدوية التي حددها الطبيب بحرص شديد، كما ابتعدت تمامًا عن الأطعمة التي تتسبب في تهيج ارتجاع المريء مثل البيض والمأكولات الحارة والوجبات الدسمة وغيرها من الأطعمة الأخرى، ولكن مع الأسف لم يجدِ هذا نفعًا واستمرت معاناتي مع الشعور بالغثيان والقيء المتكرر.
رجعت إلى الطبيب مرة أخرى وأجرى لي فحوصات كثيرة وطلب مني أشعة وتحاليل واستقر الرأي النهائي على إجراء عملية جراحية، الغرض منها تقوية الصمام الفاصل فيما بين المريء والمعدة، مما يؤدي إلى الحد من ارتداد الحمض المعدي إلى المريء الذي يعد هو المسبب الرئيسي في التهاب المريء.
بالفعل أجريت الجراحة وأصبحت أفضل حالًا من قبل، ولكني مضطر على الدوام للبعد عن الكثير من الأطعمة التي أحبها والمتابعة مع الطبيب بصفة دورية بالإضافة إلى تناول أدوية وقائية للحفاظ على استقرار الحالة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع زيادة الطول بعد العشرين
أسباب الإصابة بالتهاب المريء
عرفتني تجربتي مع التهاب المريء الكثير من المعلومات عن هذه الحالة المرضية، وعلى رأسها الأسباب المؤدية للإصابة به ولقد ذكرها لي الطبيب كالآتي:
- الإصابة بأنواع معينة من العدوى، مثل عدوى فطريات المبيضة وعدوى الهربس.
- الإصابة بارتجاع المريء.
- الإصابة بالفتق الحجابي.
- القيء المتكرر أو المزمن.
- تناول أنواع أدوية بعينها مثل الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المسكنة للألم، بالإضافة إلى أدوية علاج نقص البوتاسيوم والمضادات الحيوية وأدوية علاج تخلخل العظام ومكملات الحديد.
- تناول كبسولات دوائية كبيرة الحجم تبقى عالقة في المريء لوهلة مثلما يحدث عنج ابتلاع الأدوية دون شرب كمية كافية من الماء.
- بقاء رواسب من حبة دواء تم تناولاها لوقت طويل في المريء مثلما يحدث عن تناول الدواء قبل النوم.
- الخضوع لبعض الإجراءات الطبية مثل إدخال أنبوب أنفي معدي أو إجراء بعض أنواع جراحات خسارة الوزن.
- الإصابة بمشكلة صحية مثل تعذر الارتخاء الذي يؤدي لبقاء الطعام عالف في المريء، أو اضطرابات الطعام مثل اضطراب النهام أو الحساسية وتصلب الجلد.
- ابتلاع مواد سامة أو سائل كيميائي.
- تناول بعض أنواع الأطعمة والمشروبات بإفراط، مثل الأطعمة الحمضية والكحوليات والأطعمة الحارة ومصادر الكافيين.
- التدخين بشراهة.
- حالات الحمل.
- السمنة المفرطة.
- التقدم في السن.
أنواع التهاب المريء
من المعلومات الهامة التي تعرفت إليها من خلال ما مررت به في تجربتي مع مشكلة التهاب المريء، هو أن سبب الإصابة بالتهاب المريء يحدد نوع الالتهاب نفسه، حيث ينقسم التهاب المريء إلى أنواع متعددة وهي:
- التهاب المريء الجزري Reflux esophagitis.
- التهاب المريء اللمفاوي Lymphocytic esophagitis.
- التهاب المريء المحدث بالأدوية Drug-induced esophagitis.
- التهاب المريء اليوزيني Eosinophilic esophagitis.
- التهاب المريء العدوائي Infectious esophagitis.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سرطان المعدة
أعراض التهاب المريء
يصاحب الإصابة بالتهاب المريء بعض الأعراض الدالة على وجوده، ومن بين أشهر أعراض التهاب المريء:
- الشعور بحرقة الفؤاد.
- فقدان الشهية.
- مواجهة بعض الصعوبة في البلع، أو الإحساس بألم عند محاولة بلع أي شيء.
- الإصابة بنزيف في القناة الهضمية، وقد يكون ذلك على صورة قيء مصحوب ببعض الدم أو براز ذو لون داكن.
- السعال.
- تكرار التقيؤ.
- الشعور بألم في البطن أو الصدر.
- ظهور تقرحات في الفم.
- الشعور المتكرر بالغثيان.
ستبقى تجربتي مع التهاب المريء من التجارب الفارقة في حياتي، وذلك لأنني قررت من وقتها التوقف عن تناول الطعام الضار كالأطعمة الحارة والمالحة، وأقلعت تمامًا عن التدخين وأصبح نمط ونظام حياتي أكثر صحة من ذي قبل.