تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال كانت من التجارب الصعبة التي مررت بها، ولعل السبب وراء وصفي لهذا بتلك الصعوبة هو أنها كانت متعلقة بصحة وحياة ابني الوحيد، وتلك التجربة حافلة بالتفاصيل الهامة التي تخص كل أم يعاني طفلها الصغير من ثقب أو أكثر في القلب، لذا سأعرضها كاملة وبالتفصيل عبر موقع القمة، لكي يتمكن الآباء والأمهات من تحقيق أقصى إفادة منها.
تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال
لم تكن تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال خطيرة بقدر ما كانت مؤلمة على المستوى النفسي ومرهقة جدًا للأعصاب، فمنذ عامين تقريبًا ولدت أول طفل بعد سنوات من انتظار الحمل واستخدام الأدوية دون جدوى.
عندما أتى طفلي إلى العالم لاحظت حتى من قبل أن أغادر المستشفى أن لونه يتغير كثيرًا إلى اللون الأزرق، وأطرافه تكون شديدة الزرقة وكذلك شفتاه ولكني اعتقد أن هذا أمرًا عاديًا لأنه حديث الولادة، ولكن بعد مرور شهر ونصف بقيَ الوضع على ما هو عليه، بل لاحظت أن هذه النوبات الغريبة من تغير اللون تزداد وخاصةً خلال وقت الرضاعة.
قررت الذهاب به إلى أحد الأطباء المختصين في أمراض الباطنة وبالفحص تبين أنه لا يستطيع التنفس جيدًا، وبناءً على ذلك التشخيص ذهبت إلى طبيب آخر متخصص في أمراض الصدر وقام بالفحص.
كما أكد لي أن رئتي طفلي لا تعانيان من أية مشكلة ولكن بالفعل توجد مشكلة في التنفس، ولكن هذه المشكلة ناتجة عن سبب آخر رئيسي ولا علاقة له بالجهاز التنفسي ككل، ونصحني بعمل أشعة إيكو على القلب لأن الشك قد ساوره لكونه رأى لون بشرة طفلي وأطرافه وشفتاه تتغيران للون الأزرق الداكن.
توجهت بعدها لطبيب مختص في أمراض القلب للأطفال وبعد الكشف أخبرني أنه يعاني من ثقبين في القلب، ويجب الخضوع لأشعة الإيكو لفحص هذا الثقب والكشف عن حجمه، وبعد ظهور نتيجة الأشعة شرح لي الطبيب الوضع بالتفصيل.
ثم أخبرني أن الطفل يولد بثقب واحد في قلبه بشكل طبيعي، وبعد أن يتم الطفل شهره الثالث يلتأم هذا الثقب من تلقاء نفسه، ولكن عندما يولد بثقب آخر إضافي يكون أكبر في الحجم ويعاني الطفل عندها من الأعراض التي يعاني منها طفلي.
كما أن هذا الثقب عادةً ما يلتأم أيضًا من عمر ستة أشهر وحتى سنة، وخلال هذه الفترة يجب متابعته لمعرفة ما إن كان حجمه آخذًا في التقلص أم لا، ومع الأسف أكمل ابني عامه الأول ولم يلتأم هذا الثقب وقرر الطبيب في النهاية علاجه بجراحة القلب المفتوح.
نتائج تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال
كان هذا الحل صادمًا بالنسبة لي لكون هذه الجراحة خطيرة جدًا كما كنا نسمع عنها، ولكن الطبيب طمأنني كثيرًا وأخبرني أنها أصبحت من الجراحات الشائعة خاصةً بين الأطفال ولا خطورة فيها كما أن الحالة نفسها ليست بخطيرة إلى هذا الحد ولكن التأخر في التدخل الجراحي سيجعلها أكثر خطورة.
أما بالنسبة إلى ما يتم خلال هذه العملية فهو كالآتي:
- يقوم الطبيب بفحص نبضات قلب الطفل ومستوى الأكسجين.
- يتم وضع أنبوب تنفس في الرئتين عن طريق الحلق مع توصيله بجهاز تنفس صناعي لدعم تنفس المريض.
- يفتح الطبيب صدر المريض من المركز بمساحة 6 إلى 8 إنش.
- يتم شق عظام القص ويفتح القفص الصدري للوصول إلى القلب.
- يتم وصل جهاز قلب الرئة الذي يقوم بوظيفة القلب لضخ الدم إلى الجسم بعيدًا عن القلب ثم تجرى الجراحة.
- يقوم الطبيب بإجراء الجراحة في القلب.
- بعد الانتهاء من الجراحة يعيد الطبيب تدفق الدم عبر القلب ليعود إلى العمل تلقائيًا.
- في بعض الأحيان يضطر الطبيب إلى استخدام جهاز الصدمات الكهربائية الخفيفة لإعادة تشغيل القلب.
- يقوم الدكتور بنزع جهاز قلب الرئة.
- تستخدم في النهاية أسلاك خاصة ودائمة لإغلاق عظام القص.
- يغلق جلد الصدر بالغرز ثم يزال أنبوب التنفس.
حمدًا لله كانت العملية ناجحة وتم إغلاق الثقب الثاني في القلب ولم تعد الأعراض السابقة تظهر على ابني، ولم يعد لونه يتغير أو يعاني من صعوبة في التنفس، ولكن كان يجب أن تستمر متابعة حالة القلب بعد الجراحة لمدة عام بمعدل مرة كل شهر للاطمئنان على القلب والجراحة التي أجريت فيه.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سرطان المعدة
ما هي عملية القلب المفتوح
عرفتني تجربتي مع عملية القلب المفتوح للأطفال الكثير من المعلومات عن هذا النوع من الجراحات التي يسبب اسمها فقط شعورًا بالذعر لدى أغلب الناس، وكان تعريفها فقط الذي أطلعني عليه الطبيب كفيلًا بأن يجعلني ملمة بما تعنيه تلك الجراحة.
هي جراحة يتم فيها شق صدر المريض بغرض إجراء عملية جراحية في القلب، قد تكون في شرايينه أو في صماماته أو عضلاته، وأحيانًا تسمى هذه العملية بجراحة القلب التقليدية لأنه من الممكن إجراء الكثير من عمليات القلب الجديدة عن طريق عمل شق صغير في الصدر بدلًا من عمل فتحة كبيرة به.
لقد أجريت هذه العملية للمرة الأولى في العالم على يد الجراح الأمريكي دانييل ويليام في عام 1893م، ولم تكن تقنية التصوير بالأشعة السينية موجودة آنذاك، ولا المضادات الحيوية أو أدوات الجراحة الحديثة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع انسداد القناة الدمعية
ما بعد جراحة القلب المفتوح
بعد الانتهاء من جراحة القلب المفتوح للمريض يقوم الأطباء بوضع ما يلي:
الأداة | الوظيفة |
2 أو 3 أنابيب في الصدر | تصريف السوائل المحيطة بالقلب |
خط وريدي في الذراع | مد الجسم بالأدوية والسوائل اللازمة |
قسطرة بولية | تصريف البول دون تحريك المريض |
جهاز للمراقبة | متابعة حالة القلب وضغط الدم |
علمتني تجربتي مع عملية القلب المفتوح أن كل أم لا يجب أن تهمل أي عرض غريب أو غير مفهوم وغير مفهوم على طفلها منذ ولادته، فكثير من هذه الأعراض التي يستخف بها بعض الناس قد تودي بحياة أولادهم.