تجربتي مع الإجهاض المتعمد تحوي عدد كبير من النصائح الناتجة عن الأوقات الصعبة التي مررت بها في التجربة، وهي ما دفعتني إلى نقل تجربتي بين عدد من التجارب الأخرى التي سيعرضها موقع القمة، والسبب الآخر لدفعي نحو طرح تجربتي هو مدى خطورة الأمر الواجب الوعي له من كافة الراغبات في خوض مثل هذه التجربة.
تجربتي مع الإجهاض المتعمد
هُناك الكثير من الأسباب التي تدفع المرأة نحو الإجهاض المتعمد، وبعيدًا عن كون الأمر حلال أو حرام فلم أتحدث عنه في نصائحي، وإنما أعرض تجربتي مع الإجهاض المتعمد لكي أوضح بعض النصائح الصحية التي يتطلب مني الأمر عرضها في سرد ما مررت به.
وبعيدًا عن السبب الأساسي الذي جعلني أفعل هذا الأمر، إلا أن نصيحتي الأولى لكم عدم اللجوء إلى هذا الحل إلا في حال الضرورة القصوى التي تجبركم على الإجهاض المتعمد.
لجأت إلى استخدام دواء قرأت عنه على الإنترنت يتم من خلاله إسقاط الجنين، وتناوله عبر الفم، ولا أنصح أي امرأة باستخدامه على الإطلاق.
سرعان ما ظهرت أعراض الجانبية التي تمثلت في نزيف الطمث، الانقباضات المؤلمة، الغثيان والقيء، وما أثر عليَّ سلبًا وجعلني غير قادرة على الحركة درجة الحرارة المرتفعة التي وصلت إلى حد القشعريرة.
لم تتم عملية الإجهاض باستخدام هذا العقار في يوم أو اثنين وإنما استغرقت أسبوعًا كاملًا إلى أن حدث الإجهاض، وبعد إتمامه ذهبت إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة التي تيقنت من خلالها أن الإجهاض قد تم، وحينها وصف لي الطبيب بعض الأدوية الأخرى التي ساعدتني على تنظيف الرحم، والحقن الوريدية اللازمة.
استمرت متابعة الطبيب لي فترة من الوقت، وكان حملي في الأيام الأولى له لذا أخبرني الطبيب بأنه كان من السهل التخلص منه باستخدام الدواء على عكس غيري من الحالات الأخرى.
اقرأ أيضًا: ما هي تجارب المرأة الحامل مع الإجهاض في الشهر الثاني
الإجهاض المتعمد بالتدخل الجراحي
مررت بتجربة الإجهاض المتعمد، ولكنها كانت مختلفة عن التجارب السلسة الأخرى، فقد مر على حملي الثلث الأول كاملًا، وكنت في بداية الثلث الثاني، وأجبرتني بعض الأسباب بالتخلي عن طفلي.
توجهت حينها إلى الطبيب وأخبرني أن الحل المناسب لحالتي يكمن في الجراحة، وعلى الرغم من المشكلات التي شهدتها بعد الانتهاء من العملية إلا أن الأمر في بدايته كان يسيرًا، واستطعت التخلص من الطفل في ساعات معدودة.
في هذه العملية يحتاج الطبيب إلى التخدير بشكل موضعي، ولكن في حالتي أعطاني بعض المهدئات لكي يساعدني على الاسترخاء أثناء إتمام العملية، فقد كنت على درجة عالية من التوتر تمنعه من إتمام العملية.
أثناء العملية لم أشعر بأي شيء، ولكن انتهت وتبعها بعض الآلام التي جعلت الحركة أقل، فأصبح الألم جسدي ونفسي لفقدان طفلي، أسوأ ما يمكن فعله اتخاذ القرار بالتخلي عن رزق الله عمدًا، ومُنذ ذلك الوقت وأنا لا أشعر أنني بخير على الإطلاق، ولا يوجد أي شيء حولي على ما يرام، لذا لا أنصح أي امرأة مهما كان السبب أن تتخلى عن طفلها، وهي نصيحتي الوحيدة لكم من خلال عرض تجربتي مع الإجهاض المتعمد.
مضاعفات الإجهاض المتعمد
أعرض تجربتي مع الإجهاض المتعمد لأطرح المضاعفات التي شهدتها بعد الإجهاض، فقد لجأت إلى التخلص من الجنين بالأدوية، وكان له تبعيات سيئة للغاية تجعل أي امرأة في غنى عن التخلص من الطفل بتلك الطريقة السيئة.
المضاعفات التي حدثت معي تعلقت بالإجهاض غير كاملة، والذي اضطر به الطبيب بعد ذلك إلى إجراء العملية التي تستكمل الإجهاض وتنظيف الرحم من بقاياه.
أصابني النزيف الحاد الذي استمر لأيام طويلة، وحينها أكد لي الطبيب إنه كان من المفترض لي تجنب الإجهاض بالأدوية واللجوء إلى أي طريقة أخرى قليلة المخاطر.
وبُناءً على تلك المضاعفات أنصح الجميع بتجنب الإجهاض باستخدام الأدوية، وذلك لما يتبعها من مخاطر يمكن أن تُهدد حياة المرأة، وقد تصل المضاعفات إلى الحاجة إلى نقل دم، لذا يجب أخذ الحذر واتباع الطبيب في إرشاداته.
اقرأ أيضًا: ما حكم الاجهاض في الاسلام
حالات يمنع فيها الإجهاض المتعمد
أنجبت ما يكفي من الأطفال، وأصبح الإنجاب صعب للغاية، القدرات المادية لا تسمح بتربية المزيد من الأطفال، فهو الطفل السادس لي، اتخذت القرار أنا وزوجي بإجهاض الطفل، والله سبحانه وتعالى أعلم بمدى خوفنا من إنجابه دون القدرة على تربيته فيسلك طريق الضياع.
ذهبت إلى الطبيب مع زوجي لأخبره عن رغبتنا، وكنت في الأيام الأولى من الحمل، وحينما أخبرته أكد لي ضرورة إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد ما إذا كانت الحالة الصحية تسمح بالإجهاض أم لا.
عندما أجريت تلك الفحوصات تبين فقر الدم الشديد، وحينها أكد لي الطبيب أنه من الصعب جدًا إجراء أي عملية للإجهاض، وأنه سيكون قرار مهددًا لحياتي، حينها علمت أن الله سبحانه وتعالى كتب لهذا الطفل نصيبًا برؤية الحياة وعيشها بيننا مهما كانت الظروف، واستغفرته وتراجعت عن فكري، ولشعوري بالذنب بشأن هذا القرار أصبح الآن هذا الطفل له النصيب الأكبر من الحب والدلال.
لكن أعرض لكم تجربتي مع الإجهاض المتعمد لأوضح الحالات التي يمثل الإجهاض لها خطورة كبيرة، والتي قد حدثني عنها الطبيب أثناء الفحص، ومنها من يعانون من اضطرابات التخثر، نقص الصفائح الدموية، استخدام أدوية الستيرويد كثيرًا ومن يعانون من أمراض مزمنة كالكبد، القلب والكلى.
قرار الإجهاض المتعمد من القرارات الصعبة التي يمكن أن يتخذها الوالدين أو المرأة حال كان الأمر يتعلق بها، ولكن في حال اتخاذه لا بُد من اتباع خطوات صحيحة في تنفيذه كيلا يلحق الأذى الأم أيضًا، لذا يجب استشارة الطبيب بشأن الحالة وما يتوافق معها من طرق إجهاض.